أقلام

أقوى من الموت

جاسم المشرَّف

في الإمام موسى الكاظم عليه السلام

أقوى مِن الموتِ يا مَن ذِكرُهُ خَلُدا
أعَدتَ رَميَتَهُ في وَجهِ مَن حقدا

أعلى مِنَ القمةِ الشماء مُرتَفِعًا
حتى المجراتُ حارتْ فيكَ أيُّ مدى؟!

لا صُدفةً أن يراكَ الخلدُ سيِّدَهُ
يا مَن أعدتَ خُطاهُ عندَ مَن رَشدا

أشعلت جرحكَ ضوءًا في مسيرتنا
ما زال رغمَ صروف الدهرِ متقدا

للهِ كُلُّكَ لا شيئًا تضنُّ بهِ
لغير ربك يا مولاي مُذْ عُبِدا

ما رامَ قلبُكَ يومًا غيرَ حضرتِهِ
والفكرُ منك سوى الرحمن ما وجدا

تموسَقَ الليلُ أحلامًا مغردةً
يمتدُّ فيضَ مناجاة وما اقتصدا

قرَّت بسجدتكَ البطحاء وارتشفت
من فيضِ دمعِكَ ما تُبقي بِهِ الوتدا

وهالةُ النورِ تهوي منكَ أفئدةٌ
في عالم القرب في نهجٍ لهم حُمِدا

يا متعب القيد في صبر تخرُّ لهُ
شُمُّ الجبال وأعناق الورى سُجُدا

خيَّبتَ ظنَّ الأماني السودِ في نفرٍ
راموا بقتلكَ أن يُحيوا لهم عَمدا

تمشي كما النهر تُحيي كُلَّ جارحةٍ
وتسكبُ الحبَّ رَقرقًا لمنْ وردا

جذبت بالحب مَن جاءوا بقيدهمُ
ومَن تترسَ بالأحقاد واحتشدا

ورحتَ تكسر بالصبر الجميل يداً
مُدَّت ببغيٍ ففلَّ الصبرُ ما عُقِدا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى