بشائر المجتمع

الموجه الناصر يحذر من نمطي النمر وجزارة العشب في تربية الأبناء ويضع الحلول

 

مالك هادي – الأحساء

في برنامجه الشهري استضاف جامع آل الرسول الموجه والمرشد النفسي الأستاذ عادل علي الناصر، والذي يعمل بوحدة الخدمات الإرشادية، التابعة للإدارة العامة للتعليم بالأحساء، في محاضرة بعنوان: الوالدان ومعطيات التربية الحديثة.

تحدث الأستاذ عادل الناصر عن تاريخ الأساليب التربوية، فذكر بأنه حتى عام 1957 كانت التربية تسير بشكل تقليدي، وبحسب الغريزة، فيأخذ الأبناء نهج آبائهم في التربية، وفي عام 1958 بدأت تظهر أنماط وأساليب تربوية حديثة، وعلى أثر ذلك تذبذب النهج التربوي، واعترت الحيرة المربين، فتعددت الأساليب والأنماط التربوية.

وأكد الأستاذ الناصر أن الدراسات تشير إلى أنه ليس هناك أسلوب مثالي، ليختاره الأب والأم في التعامل مع أبنائهم، ويرجع ذلك إلى اختلاف شخصيات الأبناء، ونقاط القوة والضعف عندهم، المراحل العمرية التي يمرون بها.

وذكر الناصر أن هناك أنماطا تربوية حديثة، تسير ضمن معيارين:

– معيار التحكم: كإطاعة الوالدين، وهل تتحصل بالقسوة أم باللين.

– الدفء والمناخ العاطفي والرحمة، فهل الوالدان متطرفان في رحمتهم وعطفهم على أطفالهم، أم أنهما يتعاملان بجفاء.

ثم قسم الأستاذ الناصر الأنماط التربوية إلى عدة أنواع وهي:

1. والدية النمر: وهي ما تسمى بالوالدية المتسلطة، أو الدكتاتورية. والسائد في هذا النمط التركيز على تحقيق الإنجاز، وخصوصا الأكاديمي، فقال: هذا النمط في التربية ينسب إلى الأسلوب الصيني، فقد كان الصينيون المهاجرون إلى أمريكا يركزون في تربيتهم على تحقيق أبنائهم الإنجاز الأكاديمي، وزيادة كفاءتهم حتى يكونوا من الأوائل على المستوى العلمي.

وبين (الناصر) مساوئ هذا النمط، وأنه لا يسمح للأبناء بمحاورة آبائهم، مما يترتب عليه عدم الاستجابة، التي توجب العقاب بأشكاله المختلفة. وقال: “معيار التحكم فيه متطرف، ولا رحمة في معيار الدفء”.

2. والدية الهليوكوبتر: وهي الوالدية ذات الحماية الزائدة، وتعني مبادرة الوالدين لحل مشكلة الابن بأنفسهم، وعدم تركه يحاول. وقال: “معيار التحكم في هذا النمط عال، ولكنه أقل تطرفا من النمط الأول، ومعيار الدفء فيه بمستوى متدنٍ”.

3. الوالدية جزازة العشب: وفي هذا النمط يتخذ الوالدان الإجراءات التي تحول دون مواجه الابن لأي مشكلة، تجنبا للإزعاج، وقال: “في هذا النمط الأب قد يأتي الأب لابنه بمدرس خصوصي منذ الصف الأول ابتدائي، وإن لم يكن مستوى الابن ضعيفا، وهو النمط السائد في مجتمعنا” وأضاف أن: “معيار التحكم في هذا النمط عال، ومعيار الرحمة عال جدا”.

4. الوالدية المتساهلة: ويتجه هذا النمط إلى تلبية كل طلبات الأبناء، فيكون معيار التحكم في هذا النمط معدوم، ومعيار الرحمة فيه متطرف”.

5. الوالدية المتزنة: لا بد أن يختار الأب النمط المناسب لتربية الابن، حتى نوجد توازنا في تربية أبنائنا، ولا يحصل تشويش. ولا بد أن نقر ونعترف في حال أخطأنا كآباء، فنكسر كبرياءنا أمام الحق.

وأكد الناصر على أهمية التثقيف بالقراءة، وحضور الدورات التربوية، حتى يتحقق هذا الأمر.

وحول هذا النمط قال الأستاذ الناصر: “إن هذا النمط فيه رعاية ورأفة، وفيه تحكم، ولكن ليس تحكما متسلطا، وإنما من باب الالتزام بالقواعد المتفق عليها. ويتحقق هذا من خلال الحوار، الذي يشعر الأبناء بأنهم أعضاء فاعلين في المنزل، ما ينمي فيهم حس الانتماء لأبويهم، فيكون الابن مطيعا لهما”.

وختم الناصر حديثه بدعوة الآباء إلى مساندة أبنائهم، فقال: “إذا حدد موهبته أسانده وأشجعه. وإذا قرر أن يتحدث أمام الغير فإني احترم قراره، ولا أمنعه من ذلك، وغيرها من صور تمكين الأبناء، التي تساعدهم على أن يكونوا في المستقبل متزنين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى