أقلام

انتفاضة اجتماعية

طالب المطاوعة

لربما بتنا نتحسس من التعاطى مع كلمة انتفاضة وثورة وسياسة، وحصرناها بالأمور السياسية فقط، وهذا خطأ.

ومن يقلب صفحات المجتمع، يشعر بطريق وآخر حاجة المجتمع لا نتفاضة معرفية وتطبيقية.

انتفاضة على النفس والذات، سواء على النخب أصحاب الخبرات والتجارب أو على أئمة المساجد والمنابر، بدلا من النقد(الفضفضة في وسائل التواصل الاجتماعي) بدون نتيجة تذكر.
( الميدان ياحميدان)؛
بحيث يشعر كل منا بالحاجة الحقيقية لنقل خبراته وتجاربه ومعارفه لأبناء المجتمع، ويعمل على تقديمها من خلال المساجد والمنابر والساحات ذات الفاعلية والصلة المباشرة بالناس.

كلنا شاهد ما بدأته بعض المساجد والمجالس من إتاحة لبعض المختصين والنخب بالمشاركة ببرامج ثقافية واجتماعية وتربوية وغيرها والأثر الجميل لذلك،
ولعلنا عايشنا عدة تجارب ناجحة ومتميزة وثرية، ومنها تجربة في أحد المساجد منذ 25 سنة مضت(أتكلم عن خطبة يوم الجمعة لغير رجل الدين)، بمشاركة أربعة أو خمسة من الشباب الفاعلين والمعروفين بنزاهتهم و ورعهم وتدينهم.

لكن هل تكفي تلك التجارب القليلة؟
لا لا تكفي، بل نحتاج لتطوير تلك التجارب وتنميتها.

إذا فالمطلوب من النخب والمختصين المشاركة الحقيقية في خطب يوم الجمع ولياليها، فما بات كافيا توجيه المجتمع بالثقافة والمفاهيم الدينية فحسب، بل تطورت حياة الناس في كل جوانب حياتهم، وباتوا بحاجة حقيقية لثقافة تخصصية متنوعة تلبي حاجاتهم ومطالبهم.

هذه الانتفاضة قد تكون من خلال نفض الغبار والأخذ بزمام المبادرة كل حسب تخصصه ودعم ومساندة إمام كل مسجد والتكامل مع دوره في خدمة الناس.

وباتت المساجد والمجتمعات تعج بأصحاب الخبرات والقدرات المتنوعة والتي يجب الاستفادة منها وإشراكها.

وقد يقول قائل هناك أمكنة وساحات كثيرة غير المنابر يمكن أخذها والاستفادة منها، نعم هذا الكلام صحيح في مجمله، لكننا كلنا يعرف الأهمية الأساسية لمنابر الجمع والحضور الذاتي وغير المدفوع الثمن.

وأجد وبكل صراحة على أئمة المساجد قبول ذلك والترحيب به ودعمه ومساندته، ومن لا يقبل بذلك يحاور ويناقش بالتي هي أحسن، وأن لا تكون المبررات غير العقلائية مانعا وحاجزا لهذا التقدم والتطور المساير لمتطلبات الحياة تحت أي مبرر متلبس بالدين وحصر هذا المنبر له.

نعم الدعوة ليست لفتح الباب على مصراعيه لكل من هب ودب ولا لإلغاء دور و وظيفة إمام المسجد وأخذ مكانته، بل لمعاضدته والتكامل معه.

أكاد أجزم أن ذلك سيعطي حيوية وروح للمسجد ودوره في تنمية الإنسان والمجتمع بما يتطابق ودور المسجدية، وسيتسابق الناس لحضور تلك المساجد، وسيجعل ذلك المجتمع يخطط لتقدمه ونموه بالصورة الصحيحة بما يتواءم والخطط والرؤية السليمة التي تسعى كل دولة لإيجادها والعمل بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى