بشائر المجتمع

آل ابراهيم يستعرض مخاطر هدم الأسرة .. ويرسم طرق حمايتها

 

مالك هادي: سيهات

تحت عنوان (كيف أحمي أسرتي من المخاطر)، قدم مدير مركز البيت السعيد بصفوى سماحة الشيخ صالح أل إبراهيم  مجموعة من المحاور حول مسؤولية حماية الأسرة، والمخاطر التي تهددها ومن وحول استجابة الاسرة للمخاطر والارشادات لحماية الاسرة منها .

وافتتح سماحة الشيخ آل إبراهيم ندوته، بعرض نتائج  دراسات أجراها مركز البيت السعيد على مجموعة من استشارات المشكلات الزوجية التي تلقاها خلال الفترة  1431-1435، وبحسب النتائج تبين أن أكثر المشكلات شيوعاً أتت بالترتيب التالي : السلوك الشخصي السلبي ، سوء المعاملة، التقصير في القيام بمسؤولية الأسرة، سوء التواصل والحوار، العنف، عدم تفهم الآخر ومراعاة احتياجه، الخيانة الزوجية، العصبية والغضب، الجفاف العاطفي، تعدد الزوجات، عدم وجود مشاعر الحب والقبول، تدخل الأهل في الحياة الزوجية .

واستعرض سماحة الشيخ آل إبراهيم أهم  المخاطر التي تهدد كيان الأسرة، ومثلّت المشكلات الزوجية بينها نسبة 90% من مجموع ما يصل بعض المراكز الاجتماعية مقابل المشاكل النفسية والأسرية والسلوكية وغيرها، فقال : “إن يفرز هذا الخطر مجموعة من النتائج السلبية على الأسرة كالتوتر الدائم ، والجفاء بين الزوجين ، والكراهية ، وإهمال المسؤولية الاسرية ، والإقدام على الخيانة الزوجية ، كما لها انعكاسات نفسية كالضجر والشعور بالتحطيم ، والشعور بالأسى والحزن والغضب على الأبناء ، داعياً لإيجاد البيئة الأسرية الإيجابية لتنشئة الأبناء كعلاج وإجراء احترازي ، وتوعية الأبناء بتحمل مسؤولية الأسرة، معتبراً الإلمام بثقافة الحقوق الزوجية من طرق العلاج ، كما أشار إلى أن التريث في اختيار شريك الحياة يعتبرطريقاً علاجيا آخر .

كما ذكر سماحته أن الطلاق الخطر الثاني الذي يهدد كيان الأسرة ، مبيناً في حديثه  بأن هناك نسب واحصائيات مروعة عن هذا الخطر، كظهور الطلاق قبل الدخول بنسبة 30-40% ، وارتفاع نسبة الطلاق بطلب المرأة (الطلاق الخلعي) إلى 40% ، واستعرض الشيخ آل إبراهيم إحصاء حالات الطلاق منذ 2001م إلى 2017م فقال : بلغت حالات الطلاق في 2001م عدد 16725 حالة وبلغت في 2017م عدد 56483 حالة .

واستعرض سماحة الشيخ أبرز آثار الطلاق: مضايقات الأهل والوسط والاجتماعي للمطلقة، وفقدان الاستقرار العاطفي، وإصابة المطلقة بمشاكل صحية ونفسية كالقلق والإكتئاب، ومن الآثار الأخرى المشاكل العاطفية للأبناء كالخوف والحزن والعدوانية ، وانحراف الأبناء وتأخرهم الدراسي. 

وعن طرق الحل طرح سماحة الشيخ عدة نقاط أهمها المبادرة إلى حل المشكلات قبل استفحالها ، وتفعيل دور الحكم العائلي في الصلح بين الزوجين ، وحضور البرامج التي تعزز العلاقات الزوجية والوقاية من الطلاق .

وأما عن الخطر الثالث الذي يهدد الاسرة، اعتبر آل إبراهيم العنف خطراً رئيسيا في ذلك ، وذكر أن للعنف اشكالاً وصوراً متعددة ، فتارة يكون العنف جسدي وتارة نفسي ، وتارة جنسي ، فقال : “أكثر أنواع العنف شيوعا هو العنف الجسدي ، والنساء والأطفال هم الأكثر عرضة له”.

واستعرض سماحته إحصائيات رسمية صادرة عن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية مابين عام 1434هـ إلى 1438هـ  بقوله :”بلغت حالات العنف في عام 1434هـ عدد2382 حالة وفي عام 1438هـ بلغت 12613 حالة “، كما تطرق لبعض أهم آثار العنف وهي : ظهور المشكلات النفسية ، والتوتر وسوء العلاقة مع أفراد الأسرة، بروز الكراهية والتفكير في الطلاق، والهروب من المنزل ، وقد تصل إلى محاولة الانتحار ، وتردي الأداء الدراسي لدى الأبناء ، والتوجه للانحراف .

كما صنف الشيخ آل إبراهيم وسائل التواصل الاجتماعي رابع الاخطار التي تهدد كيان الأسرة، مؤكداً أن عدد مستخدمي الإنترنت في السعودية بلغ 30.26 مليون مستخدم ، 83% منهم من فئة الشباب، وأن هذه الفئة غالبهم يقضي أكثر من 6 ساعات يومياً على تلك البرامج. في حين أن الأطفال بنسبة  44% منهم يشاهدون عن عمد المواقع التي تحمل المواد الإباحية ، و 66% منهم تفرض عليهم مشاهدة هذه المواد الإباحية .

وذكر الشيخ عدد من أهم من آثار خطر الإسراف باستخدام الإنترنت : ضعف التواصل والحوار الأسري ، إهمال المسؤوليات الأسرية ، والفتور العاطفي بين الزوجين ، ومنها التغير في مزاج وسلوك الأفراد ، والتأثير القِيَمي والأخلاقي والثقافي ، والانطواء والعزلة ، وإضعاف عملية التنشئة الاجتماعية والضبط والإجتماعي ، كما طرح عدة نقاط لعلاج هذه الخطر منها تشديد الرقابة على كيفية استخدام اجهزة التواصل الاجتماعي ، وتنظيم وقت استخدام الاجهزة وتقليل وقت الانشغال بها ، وتنمية الوازع الديني لدى أفراد الاسرة .

ونوه الشيخ آل إبراهيم على أن  الاستهلاك الترفي من الأخطار على الأسرة التي ترهق  ميزانية الأسرة، وتحملها الديون الباهظه ، كما انها تؤدي إلى انتشار روح الفردية والأنانية ، وخلق بناء داخل ذات الفرد يقوم على الطموحات الاستهلاكية السريعة والمتجددة .

ووصف آل إبراهيم خطر إدمان المخدرات بـ أعظم المشكلات التي تفتك بالأسرة وتهدد أمنها وسلامتها وتدمر كيانها ، وتبدد طاقات أفرادها ، وأكد بأن الباحثون في المجال الاجتماعي والأمني يؤكدون أن تعاطي المخدرات في تزايد مستمر ويشمل الفئات العمرية المختلفة خاصة فئة المراهقين والشباب ، واستعرض عددا من نتائج بعض الدراسات التي أجريت في المملكة ، فقال : هناك أكثر من 150 ألف مدمن مخدرات ، 70% منهم تتراوح أعمارهم من 12-20 سنة ، وقال : وتأثير الإدمان على الأسرة كثيرة منها : الفقر والعجز عن إعانة الاسرة ، فقدان الإحترام بين أفرادها ، وضعف السلطة الضابطة فيها ، وفقدان الأمان . 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى