أقلام

دراسة: الحب بين الوالدين يؤثر على حياة الأطفال

ترجمة: عدنان أحمد الحاجي

“الحب مهم: كيف يؤثر الحب بين الوالدين على حياة الأطفال”

غالبا ما يعطي أولياء الأمور أولوية منخفضة لعلاقتهم الخاصة، من أجل التركيز على أطفالهم، ولكن دراسة جديدة  تظهر أنه عندما يحب الزوجان بعضهما البعض، يبقى الأطفال في المدرسة لفترة أطول ويتزوجوا لاحقا.

البحث عن كيف يؤثر الوجدان (التودد)، بين الوالدين على مخرجات حياة أطفالهم على المدى الطويل هو أمر نادر الحدوث، لأن الطلب على البيانات مرتفع، هذة الدراسة استخدمت بيانات فريدة من نوعها من عوائل (نيبالية) لتقديم أدلة جديدة.

ونشرت الدراسة التي شارك في تأليفها باحثون من جامعة ميشيغان وجامعة ماكغيل في مقاطعة كيبيك الكندية في مجلة الديموغرافيا.

في هذة الدراسة، رأينا أن علاقة الوالدين العاطفية مع بعضهما البعض تؤثر على تربية الأطفال لدرجة أنها تؤثر على مستقبل أطفالهما، كما قال ويليام آكسين ‪Axinn‬ المؤلف المشارك من معهد جامعة مشيغان  للبحوث الاجتماعية:” حقيقة أننا وجدنا هذة الأنواع من الأشياء في نيبال تجعلنا نقترب أكثر من اثبات أن هذه الأشياء كونية (عالمية)”.

الدراسة استخدمت  بيانات من دراسة عوائل وادي شيتوان ‪Chitwan‬ في نيبال، بدأ المسح في عام ١٩٩٥، وجمع معلومات من ١٥١ حيا من أحياء وادي شيتوان الغربي.

أجريت المقابلات مع الأزواج (الزوج والزوجة) بالتزامن ولكن بشكل منفصل ، وطُلب من كل زوجين  تقييم مستوى الوجدان الذي  يجده أحدهما تجاه شريك حياته، أجاب الزوجان على السؤال التالي: ” إلى أي مدى تحب (زوجتك/زوجك)؟ هل تحبها/تحبيه كثيرا، نوعا ما، قليلا، أم لا تحبها/ تحبيه على الإطلاق؟ ”

ثم تابع الباحثون أبناء هؤلاء الوالدين لمدة ١٢ عاما لتوثيق سلوكياتهم التعليمية والزوجية.

ووجد الباحثون أن أطفال الوالدين اللذين كانت إجابتهما  أنهما أحبا بعضهما البعض إما “نوعا ما ” أو “كثيرا” بقوا  في المدرسة لفترة أطول وتزوجوا لاحقا( متأخرا)، سارة براونر أوتو‪Brauner-Otto‬، مديرة مركز ديناميات السكان بجامعة ماكغيل قالت:” العائلة ليست مجرد مؤسسة أخرى، ليست كالمدرسة أو صاحب عمل‪employer‬، إنه المكان الذي لدينا  فيه أيضا مشاعر وأحاسيس.

إثبات وتقديم الأدلة على أن الحب، هذا العنصر العاطفي للأسرة، له أيضا هذا التأثير الطويل المدى على حياة الأطفال، انه أمر مهم بالفعل لمعرفة عمق تأثير الأسرة على الأطفال.

نيبال تمثل خلفية مهمة لدراسة كيف تشكل العلاقات الأسرية حياة الأطفال، وفقا لأكسين تاريخيا، في نيبال يقوم الوالدان بترتيب زواج أولادهم، والطلاق هناك نادر منذ سبعينيات القرن العشرين بدأ ذلك في التغير، حيث يتزوج عدد متزايد منهم عن حب ولا يزال الطلاق نادرا، ولكنه أصبح أكثر شيوعا.

أصبح التعليم أكثر انتشارا منذ السبعينيات، في نيبال يبدأ الأطفال بالالتحاق بالمدرسة في سن الخامسة، ويكملون الدراسة الثانوية بعد الصف العاشر.

عندما يتمكنون من أخذ الامتحان للحصول على” شهادة التخرج من المدرسة” أقل من ٣٪ من النساء اللاتي تزوجن قط( يعني تزوجن على الأقل مرة واحدة وبقين متزوجات او انتهى زواجهن بالطلاق)، ممن تتراوح أعمارهن بين ١٥ و ٤٩ عاما، قد حصلن على شهادة  مجتمع التعلم الصغير ‪SL‬C، في عام ١٩٩٦، بينما حصل حوالي ربع النساء على شهادة الـ‪SLC‬ في عام ٢٠١٦.

فقد حصل واحد وثلاثون في المائة من الرجال على شهادة الـ ‪SLC‬ في عام ٢٠١١، وبحلول عام ٢٠١٦ حصل 36.8 ٪ من الرجال على هذه الشهادة.

يقول الباحثون إن السؤال المهم التالي سيكون تحديد لماذا الحب بين الوالدين يؤثر على الأطفال بهذه الطريقة؟ يتأمل الباحثون في أنه عندما يحب الوالدان  بعضهما البعض، فإنهما يميلان إلى زيادة الاستثمار في أطفالهم، مما يؤدي إلى بقاء الأطفال في التعليم لفترة أطول.

قد تكون البيئات المنزلية للأطفال أيضا أكثر سعادة عندما يخبر الوالدان عن حبهما لبعضهما البعض، وبالتالي قد يقل احتمال لجوء الأطفال إلى الزواج( المبكر وبالتالي يتركون الدراسة).

قد ينظر الأطفال أيضا إلى والديهم على أنهما القدوة، ويأخذون وقتا أطول في طلب أزواج مماثلين لوالديهم، لا تزال هذه النتائج صحيحة بعد أن أخذ الباحثون في الاعتبار العوامل الأخرى التي تشكل (تؤثر على) علاقة الزوجين وانتقال أطفالهم إلى مرحلة البلوغ، وتشمل هذه إمكانية حصول   الطبقة  الإجتماعية- العرقية ‪caste-ethnicity‬، على التعليم في المدارس، وما إذا كان زواج الوالدين مرتبا (من قبل والديهم)، وانجاب الوالدين للأطفال، وما إذا كان الوالدان قد عاشا تجربة الحياة خارج أسرهم، وربما تأثروا بالأفكار الغربية للتعليم وسلوك التودد (المغازلة بين الوالدين).

وقال أكسين:” النتيجة أن لتدابير الحب هذة عواقب مستقلة هي أيضا مهمة الحب ليس غير ذي صلة، التباينات  في الحب بين الوالدين لها آثار مترتبة “.

أكسين برفسور أبحاث في مركز الدراسات السكانية التابع لجامعة ميشيغان  ومركز أبحاث الإستقصاء  في‪ISR‬، كما ضم الفريق درغا غمير برفسور أبحاث في مركز الدراسات السكانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى