أقلام

آيل للسقوط

رباب حسين النمر

تخرج من بيتك، تعبر الطريق السريع بظلامه الدامس في ساعات طويلة تستغرق طاقتك حتى تنفذ بطاريتك الداخلية وعيناك تغمضان دون إرادة!
تستأجر جناحاً بأول وحدة سكنية تصادفك لتلقي بعيالك وأمتعتك داخلها، ثم ترمي جسدك المنهك بأحضان السرير دون أن تخلع جوربيك من شدة الإعياء.
تداعبك أشعة النهار لتستيقظ بعد نوم هاديء عميق استغرق الليل كله!
تبحث عن المنشفة وفرشاة الأسنان لتستحم!
يفاجؤك تسرب المياه خلف المغسلة، تغادر دورة المياه بعد أن بللت نافورة المياه المتسربة ثيابك، تطلب من الاستقبال إصلاح التسرب!
تفتح حقيبة ملابسك لترتب لوازمك في الدولاب، فتتفاجأ بسقوط معظم الأرفف الخشبية، وتلف قاعدة الدولاب وامتلائه بالغبار!
تتناول المشط ومجفف الشعر، تبحث عن مرآة في الغرفة فتتفاجأ بانعدام وجود (تسريحة)، تتفقد الجدران فلا تجد مرآة إلا في دورة المياه دون رف يمكنك من اصطحاب أدواتك!
تتبضع ماء ومرطبات من محل البقالة القريبة، تفتح الثلاجة لترتب حاجياتك فتجدها مطفأة، توصل سلكها بالكهرباء فلا تعمل!
تجتر نفساً عميقاً!
تحاول أن تروح عن نفسك قليلاً بتقليب قنوات التلفاز، تبحث عن جهاز التحكم فتجده في حالة يرثى لها من انقلاع معظم أزراره!
تبحث عن غلاية ماء لتعد كوباً من القهوة عله يساعدك على تهدئة صداع الإحباط الذي يفتك برأسك فلا تجد غلاية، تستفسر عن مكانها عبر الهاتف الداخلي للوحدة السكنية فتصفعك الإجابة: لا يوجد!
تحاول أن تشعل الفرن لتستعيض عن الغلاية ببراد التسخين، فلا يشتعل الفرن، تعيد الاتصال بالاستقبال مرات ومرات فلا تجد إجابة!
لعلك أزعجتهم بكثرة طلباتك فوضعوا على رقم غرفتك ( بلوك)!
لم تنته سلسلة الإحباطات لتكتشف أن مقبض دورة المياه الثانية مكسوراً، وأدوات الطبخ متشحة بالسواد والتراكمات الصفراء القديمة وقطع السكر المتجمد، ومقبس الكهرباء بدورة المياه تالف، وباب جناحك دون رقم!

جناح بمثل هذه المميزات يحتاج احتفال فريد ليتوجه بالشمع الأحمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى