أقلام

آية قرآنية تلهمك

أمير الصالح

والدتي أطال الله في عمرها وبارك الله فيها وأسبل ثياب الصحة عليها. كانت و مازالت تردد على مسامعي عدة جمل منذ طفولتي إلى جانب دعاؤها لي بدوام التوفيق والنجاح. وكان أول تلكم الجُمل: “الله الله في صلاتك، الله الله في كتاب الله الكريم (القرآن)، الله الله في دراستك، الله الله في حسن الكلام وحسن الخلق مع الناس”.
كبرت وتزوجت واستقليت بمنزلي في مدينة تجارية صناعية ورزقت بـ أولاد . وكبرت أمي ومازالت تردد على مسامعي عندما أتصل بها هاتفياً ذات الكلمات مع زيادة جملة واحدة: الله الله في أولادك .

كان لذلك الحرص من والدتي كما أيضاً والدي الأثر الكبير في نفسي. فجزاهما الله خير الجزاء و أثابهما احسن الثواب. و مازلت بحمد الله حريص على صلواتي وقراءة كتاب الله الكريم والبعد عن أهل السوء وانتقاء الأصدقاء الطيبين ممن يعينونني على تخطي فخاخ مغريات الحياة.
وأتذكر حرص والدتي على قراءتها لآية الكرسي عندما نذهب للنوم و عندما نتوجه لآداء الاختبارات النصف سنوية والنهائية من كل عام دراسي. ومازال يصدح في اذني صوت تلاوة جدتي الملقبة بالحبيبة رحمها الله و صوت تلاوة أمي طوال أيام السنة، ولا سيما في شهر رجب وشعبان ورمضان المبارك. فكانت صورة التلاوة للقرآن مقرونة في ذهني بأحب الناس الى قلبي، أمي وجدتي.

كبرت و تلقفت خواطر عدة من القرآن الكريم فلا زلت اتذكر أحد المشايخ في أحد المساجد القديمة بالحي قوله لكل وضع في حياتنا سورة أو آية يمكننا قراءتها للتضرع الى الله بكلام الله لزحزحة الآلام و التطلع إلى وضع افضل بإذن الله العلي القدير . و مما اتذكر ايضا بعض الملصقات التي تقارن بين الحال المناسب من السور لالتماس روح الفرج من الله بكلام الله. وأورد منها:

‏مستصعب الأمر: قراءة سورة الشرح
‏لشفاء المريض: قراءة سورة يس
‏الخشية من الفقر: قراءة سورة الواقعة
‏للبحث عن شيء في حالة ضياعه: قراءة سورة الضحى.

وأتذكر في أحد دروس الحج خطب شيخ القافلة التي التحقت بها و استعرض لي توجيهات السلوك في ضبط إيقاع الحياة نحو راحة البال وزيادة مستوى السعادة مستخلصة من آيات الله الكريم :
ضبط القرآن مشيتنا في قوله “ولاتمشِ في الأرض مرحا”.
‏ضبط القرآن صوتنا بقوله “واغضض من صوتك”.
‏ضبط القرآن نظراتنا بقوله “ولا تمدنَّ عينيك”.
‏ضبط القرآن سمعنا بقوله “ولا تجسسوا”.
‏ضبط القرآن طعامنا بقوله “ولا تسرفوا”.
‏ضبط القرآن ألفاظنا بقوله “وقولوا للناس حسنا”.
‏ضبط القرآن مجالسنا بقوله “ولا يغتب بعضكم بعضا”. و اخيرا و ليس اخرا ، الآية الكريمة
“ان الله كان على كل شيءٍ حسيبا ‏” تستحضر المحاسبة الذاتية في داخل الانسان ليرتدع من الفلتان .

و حديثا كنت استمع لبرنامج في تطبيق كلوب هاوس الاجتماعي بعنوان “قل لنا آية بتريح قلبك” . يستعرض كل مشارك من حول العالم في البرنامج ، الآية التي تلمس قلبه بناء على تجاربه أو حالته النفسية عند مواجه مصاعب الحياة والآية القرآنية الملهمة له للخروج من أزماته أو تثبيت استقامته . وكانت بعض المداخلات على الشكل التالي:

– لزرع الثقة أو لإسترداد الثقة كنت اقرأ (قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا)

– ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي و مماتي لله رب العالمين) لاستحضار النية الصالحة في كل الاعمال

– (ونحن أقرب اليه من حبل الوريد) تستشعر بان الله هو الاقرب اليك وانك لست وحيداً في غربتك أو ابتعاثك أو مرضك أو سفرك.

– (و ما كان الله ليعذبهم و انت فيهم و ما كان الله معذبهم و هم يستغفرون)يرفع روح الامل في استنقاذ النفس من الزلات بكثرة الاستغفار وحب النبي محمد (ص) .

– (و إن ليس للإنسان إلا ماسعى …. و أن سعيه سوف يُرى ) تحث الانسان على السعي بنية صحيحة و تركيز عال و مثابرة و تلمس النتيجة المرجوة من الله الواحد الاحد

– ( لاتدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ) يستحضر الانسان عند قراءتها شحذ الهمة والتطلع الى رحمة الله .

– ( الم نشرح لك صدرك … الآية ) ملهمة للكثير من الناس في التفوق على تحديات الدنيا

في عالم اليوم يتلمس كل منا روح الامل من خلال كلمة يسمعها عبر TEDex او مقطع فيديو لمتحدث ملهم أو حديث بودكاست لصاحب تجربة غزيرة تعنيك قد خاضها قبلك في حياته من هنا أو هناك ومن جميع أنحاء العالم . ويتمنى المستمع ان يسمع ما يدعمه لتعزيز الثقة بنفسه و يرفع معنوياته أو استنساخ قصة نجاح أو اقتفاء أثر يهدي للافضل من الحلول. استشعار كلام الله وعظمة الخالق عند قراءة القرآن الكريم لاسيما للآيات الملامسة لحالة الانسان أوقات الضعف والحيرة ونقص المعلومات يفجر طاقات الأمل لدى ذلك القارئ المستشعر لروح القرآن الكريم في قلبه . ونحن على عتبات شهر رمضان المبارك، أخبرني ك أخي القارئ اي من الآيات الكريمة تلامس قلبك عند قراءتها و هل أثرت ذلك الموضوع مع محيطك؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى