بشائر المجتمع

السلمان: ناقل (كورونا) المتهاون عليه الدية، ويجب قصاصه إذا تعمد

مالك هادي: الأحساء

“يواجه العالم اليوم ضرا قد حل بجميع الناس، وأزمة تهدد حياة الناس بالخطر، فأخذ يتصاعد ويتزايد يوماً بعد يوم، مما جعل الناس يعيشون حالة الخوف والرعب والقلق، فدعى كل جهة إلى القيام بدورها المناسب تجاه هذا الوباء في أعلى مستويات التوقي والحذر، وهو ما حدث في بلادنا”
بهذا افتتح سماحة السيد هاشم السلمان إمام جامع آل الرسول في المبرز بالأحساء حديث الجمعة.

والسيد السلمان في حديثه أن هذه الإجراءات كانت سبباً في تحرك الناس ، وتفاعلهم بشكل جدي ، وأن يتخذوا الإجراءات الوقائية اللازمة سواء كان من منطلق صحة، أو من منطقة الوظيفة الشرعية.

كما استنكر السلمان تهاون البعض وتساهله في أخذ القرارات الرسمية والصحية أو الشرعية على محمل الجد ، فلا يزال بعضهم غير مقتنع بهذه الإجراءات كالتعقيم وعدم المصافحة والتقبيل وغيرها .
واستنكر بشدة من يمتنع عن الإفصاح ممن جاء من بلاد موبوءة، وممن يمتنع عن مراجعة الجهات الطبية، قائلا : على هؤلاء على الأقل أن يحجروا على أنفسهم حتى يتأكدوا من عدم إصابتهم بهذا الفيروس .

وعن أهمية هذه الإجراءات تحدث سماحته من المنظور الفقهي فقال : فتاوى الفقهاء صريحة في هذا ،فمنها التي قالت بأن المصاب إذا أصبح سبباً في انتقال الفيروس إلى آخر وتضرر ذلك الآخر يحمل الناقل الضمان الشرعي، فلو تعطل عضو تحمل دية العضو ، ولو مات آخر تحمل الدية كاملة .
وأضاف: ولو كان المصاب يعلم بإصابته ويتعمد في نقل العدوى فيموت أحدهم فحكمه حكم القاتل عمداً الذي يستحق القصاص، لذلك جاءت الفتاوى بحرمة مخالطة الشخص المصاب أو من يحتمل إصابته بهذا الوباء .

ونوه سماحته إلى أهمية ترك المصافحة في المساجد، وأكد أنه لا خصوصية في استحبابه بعد الصلاة إنما هو استحباب عام، وكذلك في مجالس العزاء والفواتح فيكفي فيه شرعا الحضور ،وأن يراه صاحب العزاء، فلا ضرورة للمصافحة .
وأكد أنه لولا خطورة هذا الأمر لما اضطرت الدولة لإيقاف العمرة مع أن حيثيات هذا التعطيل يؤدي إلى خسارة اقتصادية كبرى على الدولة وعلى المواطنين ، ولكن الدولة اعتبرت حفظ الناس مقدم وأهم من أي شيء آخر ، كذلك تعطيل التعليم والسياحة وغيرها ، كل ذلك لحفظ الناس .

وعن دور المؤمنين في هذه الظروف قال سماحته: واقع الإيمان يوجب على المؤمنين إضافة إلى الإجراءات الوقائية أن يقوموا بواجبهم الداخلي ، فلا ينشكف الضر إلا بتغيير النفس ، وهو الفاصل بين المؤمن وغير المؤمن في هذه الابتلاءات ، فلا بد للمؤمن أن يلحظ قدرة الله سبحانه، فبعد أن كان العالم في حركة لا تتوقف في كافة الانشطة والأماكن ، أصبح اليوم الجميع عاجزاً على مواجهة هذا الفيروس ، بكل ما يملك من قوة .
فلابد أن نعود إلى الله بمراجعة نفوسنا ومحاسبتها، فهي فرصة قد لا تتكرر عند الإنسان المؤمن ، ويتوب إلى الله سبحانه وتعالى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى