أقلام

دع كورونا و ابدأ حياتك من جديد

“دع القلق و ابدأ الحياة ” عنوان كتاب مشهور جدا لمؤلفه ديل كارنيجي . طرح المؤلف من خلال الكتاب مجموعة افكار و أنشطة تساعد الإنسان على تجاوز مراحل القلق التي قد تنتاب حياته في فترات ما .

وفي الأسابيع الستة المنصرمة ، تم إغراق القروبات في عالم التواصل الاجتماعي، والديوانيات الواقعية،ومحطات التلفاز، والمجالس بالحديث عن وباء كورونا،فخلق تناقل الأخبار، وسرعة انتشار الوباء حالة هلع
وقنوط ،وضغوط نفسية ،وهلوسة صحية لدى الكثير من الناس ،كما خلق النبأ ذاته حالة (تطنيش) وعدم اهتمام ومبالاة لدى البعض الآخر .
إلا أنه و بعد إصدار الجهات الرسمية أمر إغلاق مراكز الترفيه المعتادة مثل السينما، والمولات،
والأسواق ،وحجب المطارات،
وإيقاف المدارس ،والتحذير من الخروج من المنازل، وتجنب أماكن التجمعات احترازاً من تفشي وباء الكورونا ،انفتحت أسارير المبدعين من بعض أبناء،
وآباء ،وأمهات الأسر لإبراز مواهبهم المكنونة .

استلمت شخصياً عدة رسائل يتضمن جزء منها قوائم بأنشطة وألعاب جماعية مقترحة يمكن لكل منا أن يمارسها داخل منزله مع أفراد أسرته،ولاسيما أن الكثير من الناس -ولله الحمد- التزم بنداء المكوث بالبيت لمدة الحجر الصحي المنزلي الوقائي بهدف تقليص انتشار الوباء.
ولكون الأنشطة المقترحة جماعية فانها تكسر حاجز القلق، وتصرف الإنسان عن الانغلاق في تلك الأوقات العصيبة ،وتعيد توليف الأسرة، وتزيد مستوى الانسجام والتجانس والتقارب الأسري،وترفع مستوى المناعة النفسية.

ووصلني من ضمن قائمة الأنشطة المقترحة عددٌ طويل من الألعاب الجماعية ،والأنشطة الروحية، والمبادرات المنزلية، إلى جانب لعبة الدومينو، ولعبة الكيرم،
والالعاب الورقية ( بيلوت و أخواتها ) ،والشطرنج، ولعبة “السلم و الحية” ،ومشاهدة أفلام وثائقية، وممارسةهواية الرسم،
وألعاب الألغاز، والمبارزات الشعرية، وقول النكت، وسرد القصص، ومناقشة كتاب مختار، وتعلم أساسيات الطبخ ،وإعادة جرد محتويات المنزل ،وإعادة اكتشاف مواهب أفراد الأسرة الموسيقية، وتنظيف المنزل، وفرز الملابس، وإعادة ترتيب غرف المنزل، وقراءة ختمات قرآنية جماعية،ومسابقة أجمل صوت للإنشاد،وتدارس حكم الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله،
والإمام علي عليه السلام،
ومدارسة مبادرات حالية أو مستقبلية لشهر رمضان ،مثل محاكاة بادرة ” جارك كبير السن هنا ” السويدية و ..و … ألخ .
إلا إني أسمع للمرة الأولى أسماء ألعاب معربة، يحمل بعضها أسماء توحي بمشاعر غريبة مثل لعبة “اكفش ” ولعبة ” أص و لا كلمة” .
في لعبة ” أص و لا كلمة” التي تعني التعبير عن حكمة أو مثل، أو اسم مسلسل، او اسم فيلم من خلال حركات معينة أمام أفراد العائلة دون النطق بأي كلمة. تنمّي هذه اللعبة موهبة التمثيل الصامت، وتخلق أجواء من المرح بين أفراد الأسرة .
فمن طرائف المواقف أن أحد أبنائي الصغار ( ١٠ أعوام) وقع عليه الخيار في أن يؤدي دور شرح كلمة ” أسد الغابة” دون أن ينطق بكلمة.
و حاول عدة مرات أن يوصل التعبير عن كلمة “الغابة” ولم يفلح ،فأشار بعد ذلك إلى منطقة مابين اليد و المرفق في ذراعي أنا بقصد الإيماء إلى كلمة (غابة) لكثافة شعر ذراعي .
انتهى الوقت و لم يتمكن إخوته من معرفة كلمات التعبير الصامت ،ففسرت ابنتي ما تود أن تقوله عند الإشارة لشعر ذراعي الذي لم يفهم إخوتها مراده منه ، فضحك الجميع .
ويقابل اسم لعبة ” ما تتكلم ” بالانجليزي Charades ، وقد أضحت ترند على مدى أكثر من عقد .

وفي قروب يضم بعض من أهل الثقافة ،وعلى إثر طرح مقالة بقالب كوميدي منعشة تزاوج بين وباء كورونا،وموقف زوج وزوجته الطريف، اقترحت كتابة يوميات الحجر الصحي الوقائي بقوالب كوميدية ، والهدف من الاقتراح هو إنعاش النفوس،
وزيادة مستوى الروح المعنوية الإيجابية بين صفوف الناس،
وتخليد الحدث من زاوية جديدة تدخل البهجة، وتبتعد عن القنوط، و تزيد المناعة الذاتية.
وما أزال أترقب التفاعل في ذلك القروب ،وربما يجد الاقتراح النور حيث استودعته ولو بعد حين.
ولكن أشد على أيدي القراء في القروبات المجاورة، والقراء هنا بخوض التجربة ،وإنتاج مقالات تجمع لاحقاً في كتاب يتضمن ما يمكن تدوينه باعتباره يوميات في ظل الكورونا، وطباعته في وقت لاحق بعد تجاوز هذا الحدث .
فلربما يتبنى أحدهم هذه الفكرة، ويمتد لنا الأجر بزراعة الفكرة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى