أقلام

كورونا في عين مواطن

جاء هذا الفيروس الصغير حجماً، والكبير خطراً وأحدث ما أحدث. ومايزال يحدث في العالم.
وقد أبدع كثير من الأطباء والمختصون في التعريف به، وكيفية الوقاية منه، والتقليل من أضراره، ومعالجة من أصيبوا به. نسأل الله العفو والمعافاة للجميع.

ولا ينبغي للمرء أن تمر عليه مثل هذه الحوادث دون أن يتعلم منها بعض الدروس، أو يتنبه لبعض الحكمة منها، علها تفيده، أو تفيد غيره.
وهنا أكتب من موقعي كمواطن يعايش الحدث.

مبادرة المكافحة:

باتت بادرة المكافحة واضحةً للداني والقاصي، ما قامت وما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين من تحركات سريعة ومميزة لمنع حدوث إصابات بهذا الفيروس، ومعالجة المصابين، والإجراءات، والجهود الجبارة لمنع انتشاره بين المواطنين والمقيمين.

ولعلنا سبقنا كثيراً من الدول، ولا سيما من حيث ردة الفعل، وأخذ الإجراءات المناسبة للحدث مما أسهم ويسهم في تقليل أضرار هذا الفيروس الفتاك.
كما أنه بات واضحاً كم تولي هذه الحكومة من اهتمام بالمواطن وسلامته، فتعطيل المؤسسات والأسواق والمتاجر وما ينتج عن ذلك من أثر اقتصادي لا يساوي شيئاً أمام حفظ أرواح المواطنين.
وهذه الجهود هي ملحمة يجب أن لا ننساها، وعلى من شهدها أن يقصها للأجيال القادمة.

الوطن الحنون:
من الطبيعي أن نرى مواطنينا في دول أخرى للعمل، أو للسياحة، أو لغيرها من الأسباب، ولعل بعض تلك الدول كانت موبوءة. ولذا سارعت الحكومة، وماتزال لاستعادة كل فرد واحتضانه، والاهتمام به ومعالجته، وإجراء ما يلزم لسلامته.
ولم يكن المواطنين الذين كانوا في دول محظورة من السفر إليها بمعزل من هذه الرعاية.

من فترة حجر إلى فترة شكر:
تحدث الكثير عن هذه الفترة، وما يصاحبها من ضجر، وضيق، وحركة محدودة، ولعل لا يخفى على كل ذي عقل أنها لمصلحته وللمصلحة العامة.
ولقد رأينا وما نزال نرى ثمن الاستهتار والتباطؤ لبعض الدول والمجتمعات في مثل هذا الحظر.

وعلى ضوء من أقوال بعض العلماء أن كل شيء له وجهان، ومن قبيل ((رب ضارة نافعة )) أقترح على الأخوة والأخوات أن يحولوا هذه الفترة من فترة حجر إلى فترة شكر. وأعني هنا الشكر العملي.

وحتى يتضح الأمر سأفصل فيه بعض الشيء. لقدت عطلت الدولة مشكورة كل الأعمال والمصالح تقريباً ليسلم المواطنون، فعلينا أن نشكر الوطن عملياً بأن نستغل هذا الوقت- كل حسب مقدرته- بتطوير ذاته إما بقراءة كتاب، أو حضور دورة من خلال الإنترنت، أو تطوير مهارة، أو ما شاكل ذلك مما يعود على الوطن بالفائدة.

وحتى لا أكون ممن يأمرون الناس بالمعروف وينسون أنفسهم فلست من سكان المناطق المحجورة، وماأزال على رأس العمل، وأمارس الرياضة في البيت، وأقرأ الكتب، وماأزال أعمل على إكمال دورة مع أحد المعاهد الأمريكية (أونلاين).

استعد للشتاء القادم
كم منا كان مستعداً اقتصادياً لمثل هذه الظروف.
ومن نعم الله علينا أننا نعيش في ضروف اقتصادية بهذا الوطن أفضل بكثير من سواه، ولكن هذا لا ينفي أننا قد نمر في ظروف اقتصادية غير جيدة ولو على مستوى الفرد والأسرة.
وفي مثل هذا الوقت الذي يشبه فصل الشتاء، إن لم تستعد له وتعمل بجد من أجله خلال بقية الفصول، فستعيش أيامه على غير ماتريد لك ولعائلتك.
وعلى ذلك فقس جميع مجالات الحياة.

لعل كثير منا تفاجأ من أزمة هذا الفيروس، ولكن بقراءة بسيطة للتاريخ، ترى أن أزمات صحية مشابهة تواجه العالم، وإن اختلف نوع المرض. أي كما يتعاقب فصل الشتاء مع الفصول الأخرى كذلك هذه الأمراض تتعاقب، وكذلك الركود الاقتصادي، وتغير الأسعار.
ويبقى السؤال: هل أنت مستعد للشتاء القادم؟!

إذا علينا نحن الأفراد والمثقفين والعلماء أن نعمل بكل جد في جميع الفصول، ودون هوادة لنكون مستعدين لأي شتاء قادم. وهكذا نساهم في رفعة الوطن ولعلنا نرد له بعضاً مما يعطينا.

الوطن قبل كل شيء:
هذا الفيروس لا يفرق بين أبناء الوطن من حيث الجنس، ولا المنطقة، ولا الأصل، ولا المذهب سواءً في الإصابة أو العدوى. وبالمقابل إن لم تتضافر الجهود من الكل سواءً باتباع التعليمات من الجهات المسؤولة، أو العمل حسب التكيلف أو حتى الالتزام بالحجر سواءً في المستشفى أو في المنطقة أو في البيت، فإن الأثر لن يقتصر على أحد بعينه.

هنا أود أن ألفت الانتباه لحقيقة أن وطننا -ولله الحمد- مترامي الأطراف، ومن الطبيعي أن يضم مواطنين من مختلف الانتماءات والأصول والمذاهب. فإذا ما أُعطيَ أي شخص صفة المواطن رسمياً من قبل الجهات المختصة فعلى الجميع احترام ذلك.
وهذا من أساسيات الفهم، وبالمقابل على كل من يحمل صفة المواطن لهذا الوطن ،وهي صفة عزيزة، عليه احترامها عملياً وقلباً وقالباً، وعليه الالتزام بواجباته.
ومن أعظم الواجبات أن يعطي لهذا الوطن الأولوية في كل شيء، فقد يكون له مشتركات مع أناس من دول أخرى، ولكن لا يعني ذلك أن يكون الولاء والاهتمام حسب تلك المشتركات .

نحن في خدمة الوطن:
إضافة الى اتباع الإرشادات من المسؤليين، علينا جميعاً أن نكون في خدمة الوطن بكل قدراتنا متى ماكلفنا، وهذا نوع من تحقيق المواطنة.

شكر وعرفان:
لا نستطيع أن نشكر بالقدر الكافي كل من يساهم في مواجهة هذا الوباء ولكن نسأل الله أن يحميهم ويسدد خطاهم ويحفظهم في أنفسهم وذويهم ويجزيهم عنا كل خير.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى