أقلام

ديتول تربوي

يوماً ما كنت أسير برفقة أولادي، فقال أحدهم لأخيه كلمة لا تليق، لم أقلها يوماً، ولم تقلها والدتهم، ولم أسمعها في بيتي.

سألتهم: من أين أتيتم بهذه الكلمة السيئة؟

قال أحدهم: هذه كلمة دائما يكررها اليوتيوبر فلان!

عدت للبيت لأشاهد هذا اليوتيوبر فرأيت من التفاهة والكلمات والإيحاءات المسيئة ما جعلني أحتاج لعدة جلسات مع الأولاد وبعض العقوبات وعلى رأسها سحب الأجهزة.

يجب أن يدرك من استغلوا ضعف المنافس في الوسائل التقنية فأصبحوا مشاهير أن تأثيرهم على الناضجين ضعيف، فمن العاقل الذي يصبر على تفاهاتهم؟! إنما تأثيرهم على صغار السن وبالتالي فإن خطرهم كبير جداً، ويجب أن يُحاسبوا ويوقفوا عند حدهم عند أي خطأ لأن ضررهم متعد!

ولذلك فإن التصرف الذي قام به من شرب الديتول المزور في مقطع متداول، وما يقوم به غيره من تصرفات لا تليق بمجتمعنا يجب أن يحاسب أصحابها أولاً بأول حتى يكونوا عبرة لغيرهم، وحتى يطهر هذا المجال الحيوي من الأدعياء، فمواقع التواصل الاجتماعي مشاهدة ومتابعة ويجب أن تكون تحت المجهر.

أنا مع إعطاء من يخطئ من مشاهير مواقع التواصل الفرصة لأن الخطأ وارد من الإنسان ولكن بعد أن يحاسب ويُمنع من الظهور مجدداً، فالفرصة تكون بأن يُفتح المجال لهم ليطوروا أنفسهم ويختاروا مساراً جديداً يخدموا فيه مجتمعهم غير المجال الإعلامي، الذي غلطته ليست كالغلطة في غيره، مع التوضيح لجمهورهم السابق بأن الله منّ عليهم وعلى جمهورهم وأبعدهم عن الإعلام الذي وجودهم فيه يسبب لهم المهالك ولغيرهم.

لقد قدم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن مساعد آل سعود في تويتر حول شارب الديتول اقتراحاً يستحق الدراسة «المستظرف الذي يظهر في فيديو موهمًا الناس أنه يشرب ديتول في تصرف مليء بخفة الدم القاتلة الكاسحة، مؤملًا أن ينال شهادة من متابعيه أقصاها: (يا خي منتهي)، هذا الكائن الذي يتابعه كائنات أخرى لم يفكر في أن طفلاً قد يقلده ويشرب (ديتول)، وهذا قد يودي به للموت. أتمنى أن يحاكم بشرب ديتول حقيقي!»

ولو قدم لهذا وأمثاله ديتول تربوي وتعليمي ووجهوا للطريق الصحيح، فإني لا أشك أن هذا كفيل بالقضاء على 99.99 بالمائة من الجراثيم الموجودة لديهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى