أقلام

الحرب العالمية الثالثة

رباب النمر

لم يكد عام 2020م يطل على الوجود، ويمضي على ابتدائه شهر واحد إلا وقد عصفت بالكرة الأرضية حرب عالمية ثالثة، تنذر بالدمار الشامل، حرب بين الحلفاء من كل دول العالم، وعدو خفيّ لا يُرى يهدد الحلفاء ويتحداهم باختراق جبهاتهم، وهزيمتهم شر هزيمة، وتسجيل الانتصارات الساحقة!
عدو صغير ماكر، يقاتل الحلفاء مجتمعين، وهو يعمل وحيداً، ويدبّر في الخفاء ما عجزوا عن إدراكه!
بدأ الضحايا يتساقطون في سوح المعارك، وكلما مر يوم يتكاثرون، وتزداد أعدادهم إلى الأضعاف!
هذا الماكر الصغير الذي قاد الحرب العالمية الثالثة اتخذ قرارات آلمت قلوب البشر،
وأجبرتهم على المكوث في بيوتهم، وإلا سيسقطون صرعى في ساحات القتال!
كانوا في البيوت ينتابهم قلق حول احترازهم من الإصابة ، وقلق من المستجدات التي تصدر كل لحظة وكل دقيقة، وتؤثر على سير حياتهم الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والصحي ، يلاحقون نشرات الأخبار ، ومواقع التواصل الاجتماعي ، ويراقبون آخر الأعداد المصابة ، والمتوفاة ، والمتماثلة للشفاء محليا ً وعالمياً وقد تزج الشائعات بنفسها في هذا الجو المحموم بالقلق

أُغلقت المدارس، والمساجد، والكنائس ،المحال التجارية، ومراكز الأعمال والتجارة، ودور السينما الأوبرا،وأُطلق السجناء، وتوقفت كافة أنواع الفعاليات والأنشطة الدينية، والتعليمية، والترفيهية، والرياضية، وحُرّمت اجتماعات البشر، فليس ثمة صلاة تُقام، ولا حفلة زفاف، ولا مجلس تأبين أو عزاء، ولا مبارة كرة قدم، ولا مسرحية!
توقفت كل التجمعات البشرية، وأجبرهم الماكر الصغير على مواجهته منفردين!
كل البشر انسحبوا للداخل! لملاجيء الحجر الصحي والمنزلي، وأُغلقت بعض المدن بالكامل، وتوقفت الطائرات والسفن والقطارات والحافلات عن نقل الركاب واستقبالهم، وحُضر التجول في الشوارع، وبقي الأطباء والممارسين الصحيين يقاتلون هذا الماكر الشرس، محتمين بترسانة من الكمامات والملابس الخاصة،لئلا يجرؤ على التقدم إليهم، والنفاذ إليهم ، وانتهاك احترازاتهم الأمنية، واحتياطاتهم الوقائي!
فقط جيش كبير بذل الغالي والنفيس، ورابط عند الثغور الصحية للعالم يقاتل هذا الوباء البيولوجي الشرس، الذي اخترق حدود كل دول العالم ويسير لا نعلم إلى أين؟

وجهاد الشعوب في هذه الحرب العالمية الثالثة جهاد إقامة بالمنازل، ووقاية من الاختلاط، وأخذ بالأسباب.
وكلما تسلل نفر منهم ،فأغرته(جلسات السمر)، و(الديوانيات)، والشاليهات ، زاد عدد الضحايا ، وتسلل كورونا إليهم معلناً هزيمة بني البشر بفتكه!

الأطباء، وعلماء الهندسة الوراثية يواصلون الليل بالنهار لدراسة تركيب هذا العدو الفتاك، من أجل الوصول إلى لقاح يقضي عليه، ويفكك جيناته، لتحصل لدى البشر مناعة حقيقية أو مصطنعة، وليتمكنوا من القضاء عليه، ووضع نهاية للحرب العالمية الثالثة قبل أن يفنى العنصر البشري، وتكون الحياة لكورونا على وجه الكرة الأرضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى