أقلام

مقتطفات من يوميات العزلة

إيمان الموسى

استراحة محارب من صخب الحياة، ومشاوير يومية لاتنتهي، وجري وراء التزامات، وماديات، وتسوق، واحتياجات لاتتوقف وروتين متكرر.

حقيقة أشبه قرار العزلة الجبرية بمن تقاعد من عمله، وتوقف عن الجري خلف الروتين اليومي المتكرر، والتعامل مع الأشياء كما العمل عن بعد،
أشعر و كأن دورة الأيام تمشي فيها الساعة ببطء، ألتفت يميني، وقعت عيني على جهاز الهاتف الثابت، وكأني تذكرت شيئاً منسياً، حيث الجوال اكتسح الرقم 100/100 من اعتمادنا عليه في كل شاردة وواردة، ورأيت في التيلفون الثابت حنين الماضي.

تناولته لأتحدث مع الجدة، لأطمئن عليها، وأخذتنا (سواليف) الزمن الجميل، كانت سعيدة وهي تسترجع معي أيام زمان فقالت ؛

أول كنا ننام في سطح المنزل تفترشنا أرضه، وغطاؤنا هي السماء، نناجي النجوم، وفي ليالي اكتمال البدر يكون النور ساطعاً وواضحاً.

فتطول العتمة بحزاوي الأجداد، تحكي لنا فيها مغامرات رجالاتهم (أول) أثناء الصيد، والغوص، والسفر لطلب أسباب الرزق، وسرد بطولاتهم التي لاتخلو من عنصر التشويق والتحفيز، للاستماع وبأسلوب منمق وبسيط، يااااه كم كنت محتاجة لهذه المحادثة، وأشعر الآن أن لدي وقتاً طويلاً للأستماع، والرجوع بالخيال للوراء أيام الزمن الجميل، والاستمتاع بحدوتة الجدة، تنهدت لتكمل الجدة ذكرياتها بأن الزوج كان يسافر لمدة سنة، أو عدة سنوات لطلب الرزق، فيغيب الزوج وهي حامل، ويرجع فإذا به لم يعرفه طفله، فهو لم يره لا بمهده، ولا بحبوه، ولا بركضه، وعاد للبيت بعد غياب، والولد صار كبيراً.

حياتهم بها معاناة بسبب البعد والغربة ،والخوف من المجهول، فكم من شخص ذهب ولم يرجع؟!
فتوافيه المنية، وعائلته تنتظره ويزف لهم خبر وفاته.

تحمسنا للحديث فأتمت بأن من الذكريات قصة امرأة في زمانها ذهب زوجها ليطلب الرزق، وسافر إلى عمان حيث كان العمل بها مزدهراً، وبقي سنه، سنتين، ثلاث سنوات، وأربع سنوات،
وكان يبعث لهم بالمال والسلام، ثم انقطع خبره!
وبعد البحث والسؤال لم يرد بالجواب.!!
لمدة تسع سنوات حتى أيقنوا بأنه قد مات، فلم تصل عنه أي أخبار.
ووبسبب الحاجة والفقر تزوجت زوجته، وأنجبت طفلاً من زوجها الثاني.
وبعد ما أكملت سنواتها العشر فإذا بالزوج الأول الميت قد حضر لبلده، ويبحث عن عائلته ، والناس ما بين مستبشر برجوعه، ومتألم ومستغرب كيف الحل مع زوجين لامرأة …؟؟؟؟!!!

فكانت البلده كلها تضرب كفاً بكف وكيف الحل؟
تلك قضية تحتاج للرجوع إلى الشرع، وإلى مفكر بعقله، وإلى كبير العائلة، ولمن له رأي سديد ومشورة.

هنا سأترك لك أخي القارئ مساحة للتفكير وإبداء الرأي، وطرح الحلول من وجهة نظرك.. ؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى