أقلام

الحرية في زمن الكورونا

تهاني حسين

كم من سجين خلف قضبان الحديد تكاثرت روحه نحو عنان السماء، وكم من طليق يحوم في فضاء الدنيا قد كُبّلت روحه بالحديد وحُبس بين أطباق الحزن والإكتئاب، بين معتقلات الأفكار المتشددة والحريات المبتذلة.

ليس الأمر بين الجدران ، وليست القضية في حظر التجوال، ولا في إغلاق المساجد والأسواق والمنتزهات، بل في الروح عندما تكون حبيسة المادة، وعاجزة عن التحرر من كل ما يعيق تكاملها.
عندما تكون على النفس حراسة مشددة من طاغوت الهوى يمنع تحررها من الشهوات والرغبات المؤذية.
عندما يكون حب النفس أنانياً إلى درجة تعريض الآخرين للضرر من أجل لحظات استمتاع لا ننفي احتياجنا لها، وإنما نجزم بأن العاجز عن ضبط نفسه في الأزمات هو السجين الذي لن يتحرر، حتى بعد تحررنا من الأزمة، ولن يشعر بلذة الانتصار والتغلب على الصعاب.

فكُن حراً بين جدران منزلك، ولاتكن سجيناً في أهواء نفسك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى