أقلام

وَلِلصَّلاةِ مَن يَحمِيهَا

أحمد اللويم

(قصيدة في حماة الصلاة شهداء جامع الإمام الحسين (ع) بالعنود عليهم الرحمة)

أعِدُّوا له النّطع والمِقصلة
وبالغدرِ زفُّوا له مقتلَه

إذا الحبُّ جفَّت أزاهيرُه
روى دمُه الحقلَ والسنبلة

فكيف إذا وردتهُ الصلاةُ
من ظمأٍ تعصرُ البسملة

تجليتَ خلفَ الضباب الكثيفِ
تُؤذِنُ بالحلّ لا المشكلة

وأبصرتُ عينيك ملءَ الزمان
تشفّان أمجادَنا المقبلة

وأبصرتُني بينَ أشلائه
أرتّلُ آياتِها المنزَلة

إذا أسلمتني ترابيةٌ
إلى حلوِها قلتُ ما لي وله

غبطتك منزلةً نلتَها
وهل كالشهادة من منزِلَة

على قدرِ أمنيّةٍ ساقه
مصيرٌ ولاقى الذي أمَّلَه

سألتُك بالنزف كيف ارتقيت
على سلم اللحظةِ المُذهِلة

وكيف تجليتَ عبر اللهيبِ
فتحا نجوزُ به المرحلة

تجدّد ما رثَّ من وعده
وترفو من النصرِ مستقبلَه

سلامٌ على شهداء العنود
إذِ المجدُ منَّاهم أجملَه

على الطفّ قد عقَدوا حبلَهم
فشاء الحسينُ بأن يفتلَه

فزفتهمُ كربلا للصلاة
(سعيدا) إذا دورَه مثَّله

قد اسَّاقطوا في يد القانتين
سبحنةً أتبعت حمدلة

هنا حيث لا ينبغي أن تكفّ
حِلما عن الغضب الزلزلة

ولا أن تَقرّ لصمت التراب
فقد خمَّر الصرخة المعولة

ولا أن نُذعذعَ ذراتِه
رمادا من الحقد أو نعذلَه

ولا أن نكفكفَ أشواقَنا
لفتحٍ جديد ونطوي الوَلَه

ولا أن نسمّر أحلامَنا
على خشب اليأس أو نقبلَه

فنحن بنو النزفِ لما تزل
أواخرُه تقتفي أولَه

هنا للشهيد انتماءاتُه
فلن يقطعَ الوارثون الصلة

ولن يُسلمَ الحقلُ أحلامَه
إذا مرت الريحُ مستبسلة

غدا يمرعُ الصبرُ مستئذنا
دمَ الشهداء الذي دلله

فمن كربلاء إلى كربلاء
تمتدُّ من لحمِنا السلسلة

سألتُكمُ أيُّها العابرون
ببحرٍ من العشق لا شطَّ له

أعاصفةٌ ذعّرت فُلْكَكُمْ
إإعصارُ أوهامِهم قَلقَلَه

جرى البحرُ في أمرِكم طائعا
ولم تكُ أمواجُه مُعضلة

دمٌ عتَّقَ النصرَ شريانُه
شِهدنا على نصرِه محفلَه

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى