أقلام

إيحاءات قرآنية ٢

السيد أمير العلي

لحظة الحماس والتفاعل مع الفكر أو المشروع الذي ينتمي إليه الإنسان أو الجماعة، خصوصاً في أزمنة الصراع والتنافس، تعدّ من أهمّ مواضع اختبار التزام الإنسان المؤمن بمبدأ العدالة، الذي هو من أعلى المبادئ والمقاصد التي يركّز عليها القرآن الكريم.

وإخفاق الإنسان في اختبار العدالة في مثل هذه اللحظات يكون حين يتعامل مع النّاس على طريقة التشكيك فيهم وقراءة نواياهم، بدل أن يتعامل معهم بالطرق العقلائية، التي ترتكز على عدم الاتّهام والحكم دون دليل. على أنّه لا بدّ من التأكيد على ضرورة الاحتياط والتبيّن وعدم التعاطي ببساطة، في موارد الريب الناشئ من مبرّرات معقولة.

النقطة الجديرة بالالتفات هنا هي أنّ الإنسان قد يُلبس دوافعه الدنيوية المتمثّلة في مصالح ذاته الفردية أو الجماعية لباس الدفاع عن مبادئه الدينية، أو قد يكون غير ملتفت في الواقع إلى التشابك والاختلاط الدقيق والخفيّ بين هذين المجالين، وسبب هذه الحالة غفلة الإنسان عن متطلّبات إيمانه بالله تعالى، وعدم استحضاره لنعمه الكثيرة، ووعوده الصادقة، ورقابته الدائمة..!

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا)
(وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا)
(تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)
(فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ)
(كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)
سورة النساء؛ ٩٤.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى