أقلام

لعلّ علياً هنا

أحمد اللويم

لعلّ علياً هنا

فإني سمعتُ صدى الحمحمات

من الخيلِ

والليلُ ناءَ بثقلِ الصلاة

عليٌّ يصلي لتنجو من ظمأ يا فرات

عليٌّ يفتش بين انتصاراته وهو يدري بأن انتصارا تزحزح خلف جبال القرون

وآن لها أن تدك

وأن يستدير الفلك

فإن الخوارجَ عادوا كأنْ لم يكن فهُمُ يستفزون بالقهقهات السكك

ولكنْ …

لماذا الحمائمُ صامتْ عن الذكر مذ أفطرَت بالنحيب ؟

فأين الهديلُ ؟

وأين الفراشاتُ أين الربيع ؟

فلاحَ على الأفقِ ظلٌّ ثقيلٌ تشظَّى نصالًا تقاطرَ منها دمٌ كاللآلئ ،

هذا عليٌّ وهذا دمٌ سال من سدرةِ البدء في وجنتيه

وتبقى تؤرقُني الأسئلة

لماذا الخوارجُ مثلُ الجراد ؟

يقولون صبّحهم أربعين ألفاً ،

وأربعةٌ خادعوا الليلَ عادوا يلمُّون أشلاء أمنيَّةٍ من رماد

فيا ريحُ لا تنفخي في الرماد

فقد توقظين من الجمر جوعَ الجراد

لماذا عليٌّ يموت ؟

وما ماتَ حتى تبلورَ في دمِنا عاصفة

ونافورةً من شموخ

وأنشودةً في شفاه المرايا تذكرُنا
بانثيالك في أعين الفاتحين

والبائسين

والطامحين

والناظرين هطولك ما اشتدّ جدبُ الجياع إلى غيمة من رغيف

إلى نغمة من حنان

ويا لليتامى إذا استنجدوك
وجفَّ على شفتيك اعتذار

وجاوبتَهم من وراء الثرى
غرستُ لكم أمنياتٍ كبار

وفجراً من العشق يغشاكمُ
يطلُّ وفي مقلتيه انتظار

لماذا عليٌّ يموت ؟

وفي النهروان بقايا انتصار

يسائلُ كلَّ السيوف

لعلّ علياً هنا

لعل الحسام الذي شامه ذو الفقار ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى