أقلام

إيحاءات قرآنية (٢٠)

سيد أمير العلي

نظرة الدين إلى الدنيا لا تنحصر فيما قد يفهم سلباً من كونها مجرّد ممرّ ومعبر، لا ينبغي أن يعتني بشأنه الإنسان المؤمن. بل هي نظرة منسجمة مع الرؤية التوحيدية، التي تقرّر بأنّ الدنيا مرحلة من مراحل الصيرورة الكونية، وأنّ حال الناس فيها يؤثّر على حالهم في مرحلة وجودية أخرى.

وقد شاء الله تعالى أن تسير الحياة وفق سنن وقواعد، يستفيد منها كلّ إنسان بمقدار سعيه في اكتشافها والعمل بها. فإذا انفتحت بعض المجتمعات على أيّ جانب من جوانب الحياة، وبذلت طاقتها في الوصول إلى قوانينه ومعادلاته، فستنمو وتصل إلى مراحل متقدمة من الازدهار فيه، وإذا أهملت جانباً آخر فستخفق وتتراجع.

وهنا يأتي دور الدين، لينبّه الإنسان إلى ما قد يغفل عنه من القوانين، التي تؤمّن له سعادته في الدنيا، بنحو لا يضرّ بل يتلاءم مع ضمان سعادته في الآخرة.

(مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ،
وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا،وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) سورة الشورى؛ ٢٠.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى