أقلام

إيحاءات قرآنية (٢٢)

سيد أمير العلي

يسهم الإعلام بدرجة هائلة في تشكيل وعينا، ورسم تصوّراتنا عن الواقع، وانطباعاتنا عن الآخرين، وعن أنفسنا أيضاً؛ أفراداً ومجتمعات وأمماً. كما له دور كبير في تغيير أذواقنا، وتوجيه اهتماماتنا.

ولعلّنا جميعاً ندرك عدم صحّة ودقّة كلّ ما تطرحه وسائل الإعلام، فقد تنقل معلومات كاذبة، وقد تبتسر الوقائع، وقد تسلّط الضوء على أحداث لتغييب أحداث أخرى لا تخدم توجّهاتها. لكنّنا لا يمكننا الخروج من هالة الإعلام وتأثيراته، إلا إذا انتقلنا من موقع المتلقّي السلبي المنفعل، إلى موقع الباحث عن المعلومة الصحيحة، الذي يسترخص بذل الجهد والوقت، من أجل الوصول إلى أقرب وأصدق صورة ممكنة عن الواقع.

ولا يتحقّق هذا الانتقال إلى إذا رفعنا منسوب الشعور بالمسؤولية، مسؤوليتنا في أن لا نتكلّم إلا بما نمتلك دليلاً يبرّره، وأن لا ننقل إلا ما نثق به ثقة ناشئة من مصادر وقرائن مقبولة، علماً منّا بأنّ أيّ معلومة يمكن أن تترتّب عليها مواقف، يتّخذها من تصل إليه، تجاه نفسه أو غيره، وإذا لم تكن المعلومة دقيقة، فقد لا يمكن تصحيح أخطاء المواقف التي ستنتج عنها، وتعويض الأضرار التي ستصيب من تتوجّه إليه.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا؛ أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ، فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)
سورة الحجرات؛ ٦

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى