أقلام

ومضات إدارية

د/ عبدالجليل الخليفه

ومضة إدارية – ٣

(بين الخلاف و الاختلاف)

كيف يعالج المدير الناجح الخلاف و الاختلاف؟

خلق الله البشر مختلفين فسيولوجيا و فكريا و عاطفيا. هذا الاختلاف يؤسس لوجهات نظر مختلفة في ادارة الأعمال و المجتمعات.

الإختلاف الفكري محمود العواقب لأنه يدفع كل طرف لدراسة ارائه و تأييدها بالبرهان و تمحيص آراء الأطراف الآخرى و الإستفادة منها. و هكذا تتطور البشرية نحو الأفضل.

المدير الناجح قلب كبير يحب الجميع و يسمع كل الآراء ليجمع نقاط القوة في رأي موحد يمثل روح الفريق.

أما الخلاف فهو صراع سببه الأنانية و التناحر على المصلحة و الجاه، فهو سيف بتار يمزق جسد الشركة و المجتمع.

يحتال من يمارس الخلاف ليخفي دوافعه المريضة فيدعي أن هذا الخلاف مبني على إختلاف فكري و ليس لمصالح شخصية. و لذا تراه يهرب من الحلول و يصطنع الخلافات. قد تنطلي هذه الحيلة على البعض و يحسبها اختلافا نزيها، لأنه لايرى الدوافع الحقيقية كالحسد و الأنانية. و هكذا ينقسم الفريق و يتصارع و يتهاوى السقف على الجميع.

المدير الناجح يعرف نفسية الأفراد و يراقب تصرفاتهم، فيضع حدا صارما للخلاف، و يمارس دور الطبيب الحاذق لجمع القلوب و توحيد الصفوف.

ما أجمل النفوس التي تعيش الإختلاف بروح الفريق، فتضحي بمصالحها لوجه الله و حبا للآخرين.

ما أقبح النفوس التي تصطنع الخلافات و تستثمرها لتحقيق مصالحها الشخصية على حساب الآخرين.

…………………

ومضة إدارية – ٤

 

(النفس البشرية بين دوافع الخير و نوازع الشر)

لماذا يتميز بعض الأفراد بالتضحية و الإجتهاد، بينما يغرق البعض في بحر الأنانية و الخلافات؟ و كيف يتعامل المدير الناجح مع هذا النوع او ذاك؟

 

هناك ثلاث نظريات :

النظرية الأولى:

الانسان يغلب عليه الخير، لذا فهو أهل للثقة و لايحتاج للمراقبة،

النظرية الثانية:

الانسان يغلب عليه الشر فهو ليس أهلا للثقة بل يحتاج الى مراقبة دائمة،

النظرية الثالثة:

الإنسان يحمل بذور الخير و هي الفطرة السليمة و نوازع الشر و هي النفس الأمارة و قد يعيش الفرد الخير او الشر تبعا لواقع حياته. لذا نجد قسما من الناس هم أهل الإبداع و الإجتهاد و قسم آخر هم أهل الأهواء و الخلافات، أما أغلب البشر فانهم بين هذا و ذاك.

يبدو أن النظرية الثالثة هي الأصوب، و السؤال المهم هو:

كيف يمكن إدارة كل هؤلاء الأفراد المختلفين؟

الجواب:

المدير الناجح يمارس أدوارا مختلفة حسب إمكانيات الأفراد و دوافعهم. فمثلا، يتعامل المدير نفسه باختلاف جذري في حالتين:

الحالة الأولى: شخصيته تتسم بالحب و الرضا و الدعم اللامحدود للمبدعين و تيسير السبل لهم،

الحالة الثانية: شخصيته تتسم بالفطنة و الصرامة في مراقبة أهل الأهواء و الخلافات و حفظ الشركة و المجتمع من أجنداتهم الشخصية.

و كما يقال: ليس هناك مقاس واحد من ثياب الإدارة يناسب جميع الموظفين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى