أقلام

شاهد: الأطفال يعرفون حين تقوم بتقليدهم – ويحبون ذلك

ترجمة: عدنان أحمد الحاجي

غالبًا ما يمارس الرضع التقليد في تفاعلاتهم اليومية مع البالغين خلال السنة الأولى من عمرهم.

نظرًا لوجود ممارسة التقليد السائد في مرحلة الطفولة المبكرة، فهي تعتبر في العادة قوة دافعة رئيسية للإدراك الاجتماعي للرضع، فقد اقترح أن التعرض المستمر للتقليد من قبل مقدمي الرعاية [الوالدين مثلًا] يوفر سقالة للعديد من الكفاءات الادراكية الاجتماعية.

بما في ذلك الوعي بالذات، والتقليد المتعمد (6،2،1-8)، ومعرفة نوايا الآخرين (4،5) واكتساب نظام أخذ / تبادل الدور في الكلام  ومعايير ثقافية (2،1).

تقول النظريات أن ممارسة التقليد، يمكّن الرضع من اكتشاف أن بعض أفعالهم لها آثار خارجية مترتبة عليه، وبالتالي تقوية إحساسهم بالسببية والشعور
بالقوة  (3-5)  agency،
ترجمة البحث**
الأطفال البالغون من العمر ستة أشهر يدركون حين يقوم الكبار بتقليدهم، ويعتبرون المقلدين أكثر لطفًا.

بحسب دراسة جديدة من جامعة لوند Lund في السويد، نظر الأطفال الى الشخص الكبير الذي قلدهم، وابتسموا له  لفترة أطول، مما لو استجاب هذا الشخص لهم بطرق أخرى.

اقترب الأطفال أيضًا من المقلد أكثر، وانخرطوا في تقليد اللعب، تم نشر البحث في محلة بلوس ون  PLOS One، في الدراسة، التقت باحثة بأطفال بعمر 6 أشهر في منازلهم، ولعبت معهم بأربع طرق مختلفة، قامت الباحثة إما: بتقليد كل ما فعله الأطفال، بالضبط كمرآة عاكسةً لما قام  به الأطفال.

أو عكست الباحثة ما قام به الطفل، حيث قامت بتقليد الأفعال البدنية، للأطفال فقط مع الحفاظ على وجها ثابت.

أو استجابت بعمل مختلف عندما تصرف الأطفال، يُطلق على هذا الأخير الاستجابة المنطوية على الاستماع والرد ( الأخذ والعطاء) وهو كيف يستجيب معظم الآباء لأطفالهم- عندما يفعل الطفل شيئًا، أو يحتاج إلى شيء ما، تستجيب له وفقًا لذلك.

وجد الباحثون أن الأطفال نظروا، وابتسموا لفترة أطول، وحاولوا الاقتراب من الكبار في كثير من الأحيان، أثناء التقليد المتطابق مع أفعالهم.

“يبدو أن تقليد الأطفال الرضع طريقة فعالة، لجذب اهتمامهم، وتكوين رابطة معهم، فوجئت الأمهات تمامًا حين رأين  أطفالهن ينخرطون مبتهجين، في ألعاب تقوم على التقليد مع شخص غريب، لكنهن أعجبن أيضًا بسلوكيات الأطفال “، كما تقول غابرييلا ألينا سوسيوك Gabriela-Alina Sauciuc، الباحثة في جامعة لوند، والمؤلفة الرئيسية للدراسة.

كان هناك أيضًا الكثير من اختبار السلوك أثناء التقليد، على سبيل المثال، لو ضرب الطفل على الطاولة، وقام الباحث بتقليد هذا الفعل.

فسيقوم  الطفل بعد ذلك بالضرب على الطاولة عدة مرات، أثناء مشاهدته ردود فعل  الباحث بعناية، حتى عندما لم يُظهر الباحث أي مشاعر على الإطلاق أثناء التقليد، يبدو أن الأطفال لا يزالون يدركون أن هناك شخصًا يقوم بتقليدهم- وهم يظلون مستجيبين له بسلوك الاختبار..

“كان هذا مثيرًا للاهتمام، عندما يقوم طفل ما باختبار الشخص الذي يقلدهم بفعالية، يُنظر إليه عادةً على أنه مؤشر.

على أن الشخص الذي يجري  تقليده (الطفل)  يدرك أن هناك تطابقًا بين سلوكه وسلوك الآخر “، كما تقول الباحثة، تكهن الباحثون منذ فترة طويلة أنه من خلال التعرض المتكرر للتقليد، من قبل شخص آخر، يتعلم الأطفال المعايير الثقافية وروتين التفاعل البيني، أو أن الأفعال المشتركة مصحوبة بمشاعر، ونوايا مشتركة.

لكن الأدلة التجريبية لدعم مثل هذه النظريات كانت مفقودة حينئذ إلى حد كبير، “بإظهار أن الأطفال بعمر 6 أشهر يدركون عندما يتم تقليدهم.

وأن هذا التقليد له تأثير إيجابي على التفاعل بينهم وبين الكبار، بدآنا  في سد هذه الفجوة بين النظرية والتطبيق، لا يزال يتعين علينا معرفة متى يبدأ التقليد بالضبط في الحصول على مثل هذه الآثار، وما هو الدور الذي يلعبه ادراك هذا التقليد في الواقع للأطفال”، كما تخلص اليه الباحثه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى