أقلام

الطريقة الصحيحة للتنفس أثناء جائحة الفيروس التاجي

ترجمة: عدنان أحمد الحاجي

قم بالشهيق من الأنف وبالزفير من الفم، فهاتان العمليتان ليستا مجرد شيء أنت  تقوم به في تمرين درس اليوغا – التنفس بهذه الطريقة يعطي في الواقع فائدةً طبيةً قويةً، يمكن أن تساعد الجسم في مكافحة العدوى الفيروسية.

والسبب هو أن تجاويف أنفك تنتج جزيئ أحادي أكسيد النيتروجين (أكسيد النيتريك، 2) الذي يختصره الكيميائيون ب ‪NO‬.

الذي يزيد من تدفق الدم عبر الرئتين ويرفع  مستويات الاوكسجين في الدم، يوصل الشهيق عن طريق الأنف اكسيد النيتريك ‪NO‬ مباشرة إلى الرئتين، حيث يساعد على مكافحة عدوى فيروس كورونا عن طريق منع الفيروس من  التكاثر في الرئتين.

بل الكثير من الناس الذين يمارسون التمارين الرياضية،  أو ينخرطون في تمرين اليوغا يحصلون أيضا على فوائد الشهيق عبر الأنف بدلا من الفم.

ارتفاع تشبع الدم بالأوكسجين يمكن أن يجعل المرء يشعر بأكثر انتعاشًا، ويعطيه قوة تحمل أكبر، أنا واحد من ثلاثة  أخصائين في علم الأدوية (الفارماكلوجيا) فازوا بجائزة نوبل في عام 1998 لاكتشافنا كيف يُنتج أكسيد النيتريك في الجسم و كيف يعمل.

دور أكسيد النيتريك في الجسم
أكسيد النيتريك هو جزيء تشوير ‪signaling‬ واسع الانتشار يؤدي إلى العديد من التأثيرات الفسيولوجية المختلفة.

كما يستخدم سريريًا كغاز لتوسيع الشرايين الرئوية، بشكل انتقائي في الأطفال حديثي الولادة المصابين بفرط ضغط الدم الرئوي، على عكس معظم جزيئات التشوير، ‪NO‬ هوغاز في حالته الطبيعية، يُنتج ال ‪NO‬ بشكل مستمر  بواسطة تريليون خلية تشكل البطانة الغشائية الداخلية.

أو الأندوثيليوم  ‪endothelium‬، المتكونة من مائة ألف ميل من الشرايين والأوردة في أجسامنا، وخاصة الرئتين.

يعمل ال ‪NO‬المنتج من البطانة الغشائية، على إرخاء العضلات الملساء للشرايين لمنع ارتفاع ضغط الدم، وتعزيز تدفق الدم إلى جميع الأعضاء، دور حيوي آخر لل ‪NO‬ هو منع تجلط الدم في الشرايين الطبيعية.

بالإضافة إلى إرخاء العضلات الملساء الوعائية، فإن ال ‪NO‬ أيضًا يرخي العضلات الملساء في المسالك الهوائية- القصبة الهوائية والشعب الهوائية -.

مما يسهل عملية التنفس، يحدث نوع آخر من استرخاء العضلات الملساء بوساطة ال  ‪NO‬ في أنسجة الانتصاب (الجسم الكهفي)، مما يؤدي إلى انتصاب القضيب، في الواقع، ‪NO‬ هو الوسيط الرئيسي لانتصاب القضيب والإثارة الجنسية.

أدى هذا الاكتشاف إلى تطوير وتسويق حبوب السيلدينافيل  ‪sildenafil‬، الاسم التجاري له هو  الفياجرا، والذي يعمل من خلال تعزيز تأثير ال ‪NO‬.

أنواع أخرى من الخلايا في الجسم، بما في ذلك خلايا الدم البيضاء الدائرة، وأنسجة الخلايا البلعمية الكبيرة، تنتج أكسيد النيتريك لأغراض مضادة للميكروبات، يتفاعل ال ‪NO‬ في هذه الخلايا مع الجزيئات الأخرى، التي تنتجها نفس الخلايا أيضًا، لتكوين عوامل مضادة للميكروبات.

لتدمير الكائنات الدقيقة الغازية بما في ذلك البكتيريا والطفيليات والفيروسات، كما ترون، ال  ‪NO‬ جزيء مذهل.

غاز أكسيد النيتريك كعلاج مستنشق
بما أن ال ‪NO‬ غاز، يمكن اعطاؤه بمساعدة أجهزة متخصصة كعلاج للمرضى عن طريق الاستنشاق، يستخدم ال ‪NO‬ المستنشق لعلاج الرضع الذين يولدون، ولديهم  فرط ضغط دم رئوي مستمر، وهي حالة تحد فيها الشرايين الرئوية المتضيقة، من تدفق الدم، وجني الأكسجين.

استنشاق ال ‪NO‬ يوسّع الشرايين الرئوية المتضيقة، ويزيد من تدفق الدم في الرئتين.

ونتيجة لذلك، يمكن لهيموغلوبين خلايا الدم الحمراء استخلاص المزيد من الأكسجين المنقذ للحياة ونقله إلى الدورة الدموية العامة، ال ‪NO‬ المستنشق يحوّل حرفيًا اللون الأزرق للأطفال الرضع إلى اللون الوردي، مما يجعلهم يتعافون ويرجعون إلى المنزل مع ماما وبابا، وقبل تقدم العلاج بال ‪NO‬  معظم هؤلاء الأطفال يموتون.

ال ‪NO‬ المستنشق هو حاليًا في مرحلة التجارب السريرية لعلاج المرضى الذين يعانون من كوفيد-19.

يأمل الباحثون في أن تساعد ثلاثة مباديء إجرائية رئيسية لل ‪NO‬ في مكافحة كوفيد: يقوم بتوسيع الشرايين الرئوية، وبزيادة تدفق الدم عبر الرئتين، وبتمدد المسالك الهوائية، وبزيادة إيصال الأوكسجين إلى الرئتين والدم، ويقتل ويمنع نمو وانتشار الفيروس التاجي في الرئتين.

في الدراسة المخبرية التي أجريت في عام 2004 خلال تفشي سارس الأخير، المُركّبات التجريبية التي تطلق ‪NO‬زادت من معدل بقاء الخلايا الثديية.

المحتوية على النواة المصابة بفيروس سارس-كوف، وهذا يوحي  بأن  ال ‪NO‬ له تأثير مباشر مضاد للفيروسات، في هذه الدراسة، قام ‪NO‬ بمنع دورة تكاثر فيروس سارس-كوف، وذلك بحجب إنتاج البروتينات الفيروسية والمواد الوراثية، الحمض النووي الريبي ‪RNA‬.

في الدراسة السريرية الصغيرة التي أجريت في عام 2004، كان ال ‪NO‬ المستنشق فعالًا ضد فيروس سارس-كوف، في المرضى المصابين بأمراض رئوية حادة.

فيروس سارس- كوف، والذي تسبب في فاشية 2004/2003، يتشارك في معظم جينومه مع سارس كوف-2، وهو الفيروس المسؤول عن جائحة كوفيد-19، هذا يوحي بأن علاج بال ‪NO‬ المستنشق قد يكون فعالاً في علاج المرضى الذين يعانون من كوفيد-19.

في الواقع، هناك العديد من التجارب السريرية (16) على ال ‪NO‬ المستنشق في المرضى الذين يعانون من كوفيد-19 المتوسط إلى الحاد.

الذين يحتاجون إلى أجهزة تنفس صناعي، لا تزال جارية حاليًا في العديد من المراكز، الأمل هو أن يثبت استنشاق ال ‪NO‬ أنه علاج فعال، ويقلل من الحاجة إلى أجهزة التنفس الصناعي، والأسرة في وحدة العناية المركزة، الجيوب الأنفية في تجويف الأنف، وليس الفم، تنتج ‪NO‬ باستمرار .

ال ‪NO‬ الموجود في التجويف الأنفي يتطابق كيميائيًا مع ‪NO‬ الذي يستخدم سريريًا عن طريق الاستنشاق.

لذلك باستنشاقك من الأنف، فأنت بذلك  تدخل ال ‪NO‬ مباشرة إلى رئتيك، حيث يزيد من تدفق الهواء، وتدفق الدم ويبقي الكائنات الحية الدقيقة، وجزيئات الفيروسات مكبوحةً، بينما ننتظر بفارغ الصبر نتائج التجارب السريرية باستخدام ‪NO‬ المستنشق، وتطوير لقاح فعال ضد كوفيد-19.

يجب أن نكون على أهبة الاستعداد، ونمارس التنفس بشكل صحيح لزيادة استنشاق أكسيد النيتريك إلى رئتينا، تذكر أن تقوم بالشهيق من أنفك  وبالزفير من فمك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى