بشائر المجتمع

الشيخ آل سيف.. يوضح الجسور الرابطة بين النهضتين الحسينية والمهدوية

بشائر: الدمام

جدد سماحة الشيخ فوزي آل سيف البيعة لمولانا صاحب الزمان (ع)، وناقش الاتصال بين النهضتين الحسينية والمهدوية، وذلك في محاضرته لليلة الثامنة من شهر محرم الحرام، في مجلس الحاج المرحوم حسن عبدالله البوحليقة، بسيهات.

وتكلم سماحته عن أهمية ومصداقية كتب الشيخ الصدوق عند الشيعة، لكونها مصادر تاريخية تحوي روايات الأئمة (ع) وأخبارهم، مشيراً إلى أحد الكتب الأربعة المعتمدة عند الشيعة، وهو كتاب (من لا يحضره الفقية)، ذاكراً ما ينقَل من أن الصدوق وُلد بفضل دعاء الإمام الحجة (عج)، حيث أن والده لم يُرزق الذرية، وطلب من سفير الإمام أن يطلب منه الدعاء له.

وبين سماحته كيف يُحيي الإمام(عج) الأرض بعد موتها، موضحاً منزلة الصابر الباقي على الإيمان بالحجة في غيبتهِ، وأنه كـ المُجاهد بين يدي رسول الله، لما يتعرض له من تكذيب وسخرية وإيذاء.

وندد سماحته بالأصوات النشاز التي ترتفع بدعاوى التجديد، قائلاً: “البعض يجاري (الموضة)، ويقدم نفسه للناس على أنه صاحب فكر، فينكر هذا ويثبت هذا، حتى يظهر نفسه كإنسان متجدد! وهو يعتبر نفسه شيعياً، مع أنه لا يؤمن بولادة الإمام المهدي ولا بالقضية المهدوية، وعندنا من لا يؤمن بواحد من الأئمة، كمن ينكرهم جميعاً، وهذا ليس اجتهادا شخصيا، وإنما واردا عنهم صلوات الله عليهم”.

واستعرض الجسور التي تربط بين النهضتين الحسينية والمهدوية؛ ذكر أن أولها: الاتصال النسَبي، فقائد النهضة العالمية الكبرى حفيدٌ لقائد النهضة الحسينية، وهو التاسع من ولده.

وعلل أهمية بحث نسبه (عج) بأنه يحل واحدة من المُعضلات في الفكر الإسلامي، وهي تشخيص من يكون المهدي المنتظر؟ خصوصاً لدى غير متبعي نهج الإمامية، مستشهدا بكلمات رسول الله (ص) والأئمة (ع) حول تأكيد وجود الحجة بن الحسن (عج)، مُفصلاً سماحته نسبه الشريف، وأنه من نسل فاطمة بنت رسول الله (ص)، وتحديداً من ولد الحسين (ع)، فالقضية عند الإمامية واضحة وضوح الشمس.

وهذا خلاف ما عليه أتباع مدرسة الخلفاء، الذين يقولون: أن المهدي من قريش، ومن ذرية رسول الله، من ولد فاطمة، لكنهم يجعلونه من سلالة الإمام الحسن.

وبين سماحته أن للإمام الحسن المجتبى أحاديث تؤكد أن المهدي من ولد أخيه الحسين (ع)، ثم عرّج على قصة أحد أولاد الإمام الحسن، وهو (محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن) المعروف بِـ النفس الزكية، الذي ثار في أيام الإمام الصادق، وقالوا إنه هو المهدي!، لانطباق أحد الأوصاف عليه، وهو قول رسول الله: (اسمه اسمي، واسم أبيهِ اسم أبي).

ونوه سماحته أن (اسم أبيهِ اسم أبي) إضافة غير حقيقة، ولا توافق نهج الإمامية، محتملاً أن تكون من وضع العباسيين، وذلك لأن المنصور العباسي أنجب ولداً سماه محمداً، وكناه بالمهدي.

وأضاف: “إن تشديد الأحاديث على فكرة أنه التاسع تجعل الأمر لا ينطبق في أي حال من الأحوال إلا على الإمام الحجة، وتدل على أنه مولودٌ وباقِ، ولو كان يولد في آخر الزمان لما كان التاسع!، بل الستين أو السبعين أو أكثر”.

وفي حديثه عن الجسر الثاني الرابط بين النهضتين الحسينية والمهدوية ذكر أن شعار النهضة المهدوية شعارٌ حُسينيٌ، ملفتاً إلى أن كل حركة لها شعار، فمثلاً بعض معارك النبي كان شعارها (يا منصور أمت)، وشعار الحركة المهدوية (يا لثارات الحسين).

واستهجن سماحته تهريج من يخوفون الناس من هذا الشعار، ويقولون بأن الشيعة يرفعونه وكأنهم يهددون به العالم، وهؤلاء المتعصبون كاذبون، وهدفهم التفريق بين الشيعة وبين سائر المسلمين.

ولفت إلى أن ثارات الحسين تعني قتل قاتلي الحسين من بني أمية، والذين رضوا صدره، وحملوا رأسه من بلد إلى بلد، وأن الذين استمروا في أذى الشيعة بالأقوال والأفعال إلى يومنا هذا، من البديهي أن يحاربهم الإمام الحجة كما يحارب أعداءه.

وواصل سماحته الحديث عن الجسور الرابطة بين النهضتين حتى وصل إلى الجسر الثالث، وهو هدف الإصلاح، حيث أنه (عج) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، بعدما مُلئت ظلماً وجورا، مشيرا إلى الخطوط المشتركة بين النهضتين، من تغيير الفساد، ومقاومة الانحراف، و إحلال العدل، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وذكر أن من سمات عالمية الثورة المهدوية أن دائرة إصلاحها أوسع، فدائرة الإصلاح عند الإمام الحسين (ع) هي: (أمة جدي)، بينما عند الإمام المهدي (عج) تكون الأرض بكاملها، وهذا مقتضى كون الحجة (عج) خاتم الاوصياء، مثلما كان رسول الله خاتم الانبياء.

وقال: “إن وسائل الإمام المهدي لنشر الهداية ستتفوق على وسائل الضلال المنتشرة الآن”.

وفي الجسر الرابع تحدث عن اشتراك صفات الأصحاب والأنصار في النهضتين المباركتين، مسترسلا في الكلام عن إمكانية النصرة، وموضحاً الفرق بين الناصر والصاحب.

ونصح سماحته الأخوه والأخوات بتخصيص جزء من وقت الليل للخلوة مع الله، والمناجاة والتهجد والنوافل، خاتماً سماحته بالجسر الخامس وهو علاقة الإمامين (ع) ببعضهما.

يذكر أن الإمام الحجة بن الحسن (عج) عنده القميص الذي استشهد به جده الإمام الحسين (ع)، وأن من إشارات الإذن بقيامه أن يقطر هذا القميص بالدماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى