أقلام

الكلام من خلف الكمام

أمير الصالح

يجيد معظم المهندسين في حقل صناعة الغاز تطبيقات قانون PV = nRT، ويجيدون توظيفه في مجالات صناعية تطبيقية متعددة. ويجيد معظم المحاسبين القانونيين تمحيص القوائم والتدفقات المالية وحساب الانكسار المالي، وهكذا دواليك في مجالات تطبيقية شتى من علوم وهندسة وإدارة وإنتاج وطب وخدمات إلكترونية …إلخ.
في فنون الكلام والمخاطبة والكتابة والاتصال المباشر داخل المجتمع وخارجه، وفي المكتب والسوق والمستشفى والشارع، قد تجد أن الكثير من الناس، سواء كانوا إداريين أو مهندسين أو محامين أو محاسبين أو موظفي استعلامات وغيرهم كُثر، لا يجيدون التخطاب وانتقاء الزاويا الفنية المناسبة عند التكلم أو التخاطب مع الآخرين. مازاد الأمر سوءاً لدى البعض من أولئك الناس هو وجود حجر صحي
وتباعد اجتماعي وتنامي جفاف المشاعر الإنسانية في ظل الجائحة الحالية واختفاء معالم الوجوه من خلف الكمامات.

مع امتداد فترات الحجر والتباعد الاجتماعي يتفاقم الأمر في تدهور مستوى فنون التواصل المباشر، ولا سيما لدى من لا يملكونه أساساً أو يفتقرون إلى جوانبه الفنية أو التوو على بدء ارتقاء سلم التواصل.

هناك عدة كُتب تعالج بعض الأمور الفنية في مضمار الاتصال البشري المباشر مثل كتب:
– Exactly What to Say
– ٥١ نصيحة في فنون التواصل 51 tips
– كيف يمكنك التخاطب How to talk
– كريزما الإنسان Charisma man

من الجيد بالنسبة للآباء أن يتدارسوا مع أبنائهم من الجيل الصاعد بعض أساليب وفنون التواصل الفعال لرفع روح الإيجابية وتجنب الاحتقانات وإدارة المحادثات بين أبناء المجتمع، وتحفيز لغة الخطاب الجميل فنياً:

– التعبير بجملة ” لدي فكرة أو مقترح جيد، أنا غير متأكد بأن هذا يناسبك، ولكن سأطرحه
وأنت تستطيع أن تحدد مقدار تناسبه معك …. “. هذا الأسلوب يفتح آفاق الإيحاء بالتفكير العكسي في طلب الاستدراك بدل المواجهة والاستفزاز. فهذا الأسلوب يحفز التفكير بأسلوب “هل هذا لي؟”

– التعبير بجملة ” فقط تخيل ” تثير خيال المتلقي وما يسمى بتأثير الواو Wow ، فيتفاعل المتلقي إذا كان السيناريو محل اهتمامه أو يسد ثغرة في شغفه أو خياراته.

– التعبير بجملة ” إذا كنت تتقبل النقد البناء فإني أود أن أبدأ تعليقي بالقول ..” . الجمل المبتدة بكلمة ” إذا كنت ” تفتح آفاق الإيماء في طلب مخاطبة شخص المتلقي لنفسه بدل إحداث جدال غير مجدٍ.

– البدء بجملة ” أنا غير متأكد إذا كنت تود أن تصنع كذا وكذا ”

– التعبير بجملة ” أعتقد أنك رجل ممتاز وأراهن بأنك …” . هذا الأسلوب يفتح آفاق الانسجام.

– التعبير بجملة ” الخبر الجيد أن هذا الأمر سيكلف كذا وكذا ” لأن هذا الأسلوب يستشعر القيمة مقابل الرضا والمميزات.

– ” أشهد أنك أنت أفضل مني واُحيي فيك روح المبادرة ” فهذه الجملة تصنع الكثير لكسب القلوب وكسر حاجز العتب وإسقاطه.

وجود الكمام قد يخلق فرص لفلترة مايقال قبل أن يُقال وألا يكون ماكان قبل فقد الإمكان. ومن منظور آخر يعز علي أن أرى أناس من ذات المحور الاجتماعي استغلوا نعمة توافر وسائط السوشل ميديا، لإبراز ذواتهم حتى على حساب أبناء مناطقتهم والتنكر لأصلهم وفصلهم ولهجاتهم. فأضحوا محطات تسويق للاستهزاء والسخرية بأهاليهم وثقافة مجتمعاتهم. الغريب العجيب أن استفحال المهايطية على لهجات ولكنات وطيبة وبرآءة أبناء مناطق معينة في وطننا الغالي أضحت سائدة بسبب بعض مشاهير السوشل ميديا، المفلسين علماً وثقافة وثقة بالنفس. شخصياً أنصح أولئك بترك الاستهزاء بأي قوم، والتركيز على محتوى مفيد، والعمل على تعزيز الانتماء للتراب الوطني،
والسعي الجاد لإبراز الجميل عن مناطقهم
وبلدهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى