أقلام

إلا محمد

سلمى ياسين بوخمسين

مقوله قالها الله في محكم كتابه الكريم قبل ما يزيد على 1400 سنة يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بالهدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ
تعددت وسائل المعادين لنبي الرحمة في محاولة تشويه صورته ومحاربته بشتى الطرق، فمنذ أن صدع بالرسالة وبلغ ما أمره الله تعالى بتبليغه من الحق وسعى لنشر الفضيلة والعدل بمحاربة الباطل والفساد والظلم، دأب أعداؤه ومبغضوه منذ غابر الزمن على محاربته وإيذائه بتوجيه التهم والأباطيل له، ففي عصره قبل أن يعلن رسالته عرف بالصادق الأمين، وبمجرد إعلان رسالته انقلب الوضع فوصف بالساحر والكاهن والكاذب وبراءه الله منها جميعاً.
وسيستمر أعداء الله على المنوال نفسه مادام الدين الإسلامي قائم وله أتباع يحملون فكره وعقيدته.
وكلما توسع انتشاره في العالم وزاد مريدوه سيتفاقم العداء وتتنوع وسائل محاربة الإسلام، وأحد أسلحة محاربته الفتاكة تشويه شخصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فبالرغم من مرور 1379 عاماً على وفاة خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه إلا أن ورثة العداء له ما يزالون يصرون على الضرب في شخصه على مر السنين عبر الرسومات والأفلام والكلام البذيء وغيرها من وسائل وطرق التشهير بالسوء.
وكل محاولة تجريح في شخصه تتبعها ردود أفعال من قبل المتلقين، فهناك الموافق والمشجع وهناك المعارض والمندد سواء كان مسلماً أو يعتنق ديانات أخرى. والطريف في الأمر أنه كل مرة تأتي النتيجة عكسية حسب القانون الإلهي ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، فيزداد عدد أتباعه والمؤمنين برسالته ومؤيديه .
فهم يعتقدون أنهم بتعديهم على الرسول وتشويه سمعته سيبعدون الناس وينفرونهم من الإسلام، ولكنهم يفعلون العكس فبتشهيرهم يسلطون الضوء عليه، فمن يجهله يسمع به والفضول يدفعه للتعرف عليه أكثر ومعرفة المزيد مما لم يقال بعد فيه فيتفاجأ باكتشاف أعظم إنسان على مر الزمان، ويبحث أكثر وأكثر فيرى صورة مشرقة براقه تملأ الدنيا نوراً وجمالاً.
وكما افتراءاتهم باطلة، فإن تبريراتهم وحججهم التي يطلقونها لإعطاء أنفسهم الحق في تشويه صورته واهية فلا يوجد دين أو عقل يسوغ التعدي على مقدسات الآخرين باسم الحرية الشخصية، فلكل شيء حدود فالحرية تنتهي حينما تضر بالآخرين أو تسبب الأذى والإحراح للغير أو تنتهك خصوصياتهم وحرماتهم، فتتحول إلى جريمة يعاقب عليها من يرتكبها.
ومن يتعدى على الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم يكون قد انتهك وتعدى على أعظم مقدسات المسلمين.
ومن الخطأ الرد على من يتجرأ على شخص الرسول بنفس أسلوبه أو بالعنف والتجريح فيه والتعرض لمقدساته بالسوء، بل لابد على المسلمين أن يبرهنوا للعالم أجمع على خطأ المتعدي على شخص رسول الله عبر السلوكيات والأخلاق الحسنة التي تعبر عنها شخصياتهم كما أراد رسول الله أن يظهر بها المسلم ويجسد الشخصية المحمدية بتصرفاته وسلوكياته الخلاقة، فأول أهداف النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم يتمثل في قوله وما بعثت إلا لأتمم مكارم الأخلاق، والعنف أول مخالف للأخلاق المحمدية، والله يبين عبر الآية الكريمة أفضل الطرق للتعامل مع المخالفين لفكر الإسلام فيقول جادلهم بالتي هي أحسن وإن لم يعطِ الجدال النتيجة المرجوة ينهانا الله عن التأثر بأسلوب المعادين السلبي فيقول لا تسبوهم فيسبوا الله.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى