أقلام

السلامة أم الحريّة؟

طه الخليفة

بينما كنت امشي صباحاً على الكورنيش، قرأت لوحة كتب عليها بعض الممارسات الممنوعة، وطرأ على ذهني هذا التساؤل: أيهما يأتي أوّلاً، السلامة أم الحريّة؟ وكيف يمكن لنا أن نستفيد من ذلك في حياتنا؟ وهل لهذا انعكاسات على تفكيزنا ومعنقداتنا وسلوكنا؟ فيما يلي سأحاول أن الخّص ما طرأ على ذهني.

في رأي الكاتب أن السلامة والحريّة قيمتان للإنسان ولكن الأولى مقيّدة للثانية، ونحاول هنا أن نستشهد على ذلك بالنظر الى تناغم ذلك مع الفطرة والسلوك الإنساني الفردي والجماعي.

لدى كل انسان نزعة فطرية لحب البقاء وحماية النفس من الضرر. انه تحرّك لا إرادي في مواطن متعددة، وأمثلة ذلك كثيرة في الحالات التي تهدد سلامة النفس والجسد. هذا يدلّنا على أن العقل اللاواعي في الإنسان والذي يحكم معظم تفكيره وسلوكه، يقدّم قيمة السلامة على قيمة الحريّة.

كذلك نجد أننا نحد من الحريّة طلباً للسلامة في حياتنا اليومية. فالأبوان مثلاً، يقيّدان حريّة الطفل في حركته في المنزل وخارجه، وقائد المركبة السوي، يقود مركبته بحذر، طلباً لسلامته وسلامة الآخرين.

حياتنا الإجتماعيّة والإقتصادية أيضاً تحكمها القوانين التي غالباً ما تقيّد الحريّة، طلباً للمصلحة العامة وسلامة المجتمع. فنجد القانون يمنع استغلال بعض المرافق من البعض بشكل يضر بالآخرين، كما ذكر في مقدمة المقال، ونجد القوانين المنظمة لحياة المجتمع في شتى المجالات.

مما سبق، يمكننا أن تقول أن الحرية مقيّدة بالسلامة، أو إن شئت سمّها المصلحة العامة.

كذلك، عندما ننظر للشرائع، نعتقد أنها نزلت لسعادة الإنسان، وأن حرية الانسان إحدى قيمها الرفيعة، إلّا أن الشرائع، في نفس الوقت، قيّدت الحرية لضمان قيمة أعلى وهي السلامة، السلامة الروحيّة والمادية، الدنيوية والأخروية.

قال تعالى: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها وَ مَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)، صدق الله العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى