أقلام

الحياء قيمة.. لنحافظ عليها

الشيخ صالح آل إبراهيم

وقفة في الفكر والاجتماع (١١)

الحياء أحسن ما يزين الإنسان ، وهو من تمام خلقه وشيمه، ومفتاح كل خير في حياته، و بابٌ لحب الله، و ثوبٌ يستر عيوبه عن الناس .
فالحياء أصله المروءة و ثمرته العفة، وبذلك يصد المرء عن فعل كل قبيح . قال الإمام علي (ع): “على قدر الحياء تكون العفة “. وقد قُرن بالإيمان وجعل مقايسًا له، دليل أهميته ودوره في ضبط سلوك الإنسان، و تقيُده بالحدود الدينية والأخلاقية ، فكلما زاد إيمان المرء زاد حياءه والعكس صحيح . عن الامام علي (ع) : “ًكثرة حياء الرجل دليل على إيمانه “.

نعم .. إنه دليل الفطرة السليمة، والشخصية المستقيمة، والخلق الكريم، فهو يعد قيمة ضرورية لصيانة المجتمع وسلامة بيئته .

والحياء على نوعين : حياء من الله : ويعني الشعور برقابته، والخوف من عظيم مقامه، وهو خير ضابط و رادع للمرء في السر والعلن . قال الامام زين العابدين (ع): “خف الله لقدرته عليك ، واستحي منه لقربه منك “، و حياء من الناس : وهو طريق للحياء من الله، و دليل الخلق الكريم والذوق الرفيع، واحترام الإنسان لنفسه و الآخرين .

وكم نحن بحاجة لهذه القيمة العظيمة في ظل واقع تتعدد فيه صور و مؤشرات ضعف الحياء للأسف عند البعض على مستوى الأسرة و المجتمع ، فحينما يرفع الأبناء صوتهم على والديهم، أو تتزايد مشاهد العنف والإيذاء الزوجي، أو تحول الحجاب إلى تفنن في الاستعراض ولفت النظر والتباهي، أو عندما يتجاسر البعض على أحكام الشرع و يجاهر بالمعاصي و يتفاخر بها، أو يظلم الآخرين ويغصب حقهم ولا يبالي، أو حين تسقط كلمة عيب وجرءة من قاموس الشباب والشابات، فهذه وغيرها تعد علامات ترهل – قيمة الحياء – في حياتنا .

أخيرًا .. لابد أن ندرك أن فقدان الحياء هو مصيبة أخلاقية، ونكسة دينية و قيمية في المجتمعات، فقد قيل ( إن لم تستح ففعل ما شئت ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى