أقلام

إلى أين نسافر؟

طالب المطاوعة

ما إن تَحْلُ إجازة الصيف إلا ويسارع عموم الناس إلى ترتيب برامج سفرهم ورحلاتهم وأنشطتهم، سواء كان ذلك للداخل أو للخارج. وتعلّم الكثير من العوائل إعداد وتخطيط ذلك قبل فترة من الزمن، لتوفّر لهم وعليهم تكاليف السفر.

والسؤال هنا وبعيداً عن الترتيب للسفر ونوعه، إلى أين نسافر؟

نسافر إلى كل مكان يربطنا بالله أكثر فأكثر،  حيث أنّ العلم والعلماء كلّما أكتشفوا عظمة خلق الله في الإنسان أو في الطبيعة أو في الفلك والفضاء كلّما شعروا بعظمة الخالق جلّا وعلا من خلال مشاهدة عظمة الله في مخلوقاته.

ولاشك أن كل شخص يفكر بالسفر لجهة(بلدة أو دولة) ذات أجواء وطبيعة وأمكنة تخرجه من حرارة الجو ولهيب الصيف وارتفاع تكاليف الخدمات الكهربائية وغيرها، إلى جهات متوفرة فيها  المواصلات(طيران أو سيارات وباصات وقطارات وسفن وغيرها)، السكن، الأكل، الخدمات، البنية التحتية، وكل مرافق الاستجمام وما سواها، ليفرّق كل تلك الشحنات السلبية ويغيّر نفسيته من تعب جهد العمل والمذاكرة والاختبارات وضغوطات الحياة ومشاكلها النفسية والمالية والوظيفية.

وكلما كان المكان يزهو بالمناظر الطبيعية الخلابة، والأجواء الباردة المعتدلة، والسماء الملّبدة بالغيوم، ورذاذ المطر، وطرق جبلية تملؤها الغابات والمسطحات الخضراء، والإطلالات الشاهقة، والتلفريك، والحبال، والدرّاجات والعربات المهيأة للجولات السياحية، وتذاكر سياحية مناسبة جداً، وأكل حلال ذات طعم تشتم فيه رائحة اللحم الطازج والطري، وغيرها من الأكلات والسلطات والمقبلات، ودورات المياه النظيفة والمخدومة. وقروبات سياحية مهيّأَة ومعدة لأخذك لكل تلك الأمكنة على أكف الراحة، وتصلها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات للسكن والمواصلات. كل ذلك سيشعرك بالمتعة والراحة والسعادة والبهجة والطمأنينة. ويكتمل بيت القصيد عندما تتجول في المولات وتشتري حاجياتك وهداياك بأسعار مناسبة وجودة عالية.
أو تركب عبّارة أو سفينة بين عدة سفن عن يمينك وشمالك، ومن أمامك ومن خلفك، كلها تقل آلاف الأشخاص في مضيق يفصل بين قارتين(آسيا وأوربا)، يأخذك على موج ماء أزرق هادئ، ويمر بك على إرث حضاري وعمراني قديم وحديث من البناءات القديمة والجسور الحديثة، والكوفيهات والشلّالات والأسواق الشعبية والمنتجات اليدوية. والناس مجتمعة على ضفتيه إما تنتظر أو تتأمل، كل ذالك في أمن وأمان.

أوعند مشاهدتك البيوتات المبنية على سفوح الجبال والشلّالات، وأناس تلك البلدات تقدم كل مالديها من منتجات على جنبات الطرقات، والمواشي من الأبقار والأغنام ترعى من حشائش تلك الجبال. يشعرك كل ذلك بعظمة الخالق والبارئ والمصور لكل تلك المخلوقات، سواء كانت شلالات المياه أو الجبال المتراصة والمتلاطمة والمكسية بالأشجار والخَضَار. أو في إرادة ذلك الإنسان التي شقّ الطرق وعبّدها وهيّأ تلك الأمكنة بالخدمات الشاقة من الحواجز، الأنفاق، الإنارة، مصارف المياه، اللوحات الإرشادية، وخدمات الإتصالات، من الأنترنت سواء كان ذلك في سهول الأودية أو حتى أعالي الجبال.
كل ذلك لترى فيه عظمة الخالق في خلقه وجلال قدرته.

“فجميلٌ أنّ السفر يشعرنا بالراحة ويربطنا بالله تعالى أكثر فأكثر”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى