أقلام

دار الايتام: استثمار مستقبلي

أمير الصالح

يتدافع الناس حول العالم للاكتتاب في اسهم اي من الشركات الناجحة او الموعودة بالنجاح لوثوقهم بمجلس ادارة الشركة و تفاؤلهم بالنتائج الناجحة المتوقعة و تطلعهم بجني الارباح المجزية. و هذا تصرف عقلاني حكيم . في المقابل يتشاؤم البعض من كل حركة اقتصادية ناجعة حتى في اجمل الظروف و المعطيات .

في ظل التطورات العالمية لفترة ما بعد جائحة كورونا و اعادته لترتيب بعض الدول اقتصاديا ، و انبثاق العملات الرقمية crypto currencies مثل بتكوين و اخواتها اثارت الكثير من الجدل و فرضت النقاش على معظم المحافل الاقتصادية و المالية و الاعلامية في ارجاء العالم . و احدثت العملات الرقمية الجديدة انشطار شبه عامودي واضح بين المستثمرين. فجعلتهم صنفين : مستثمر تقليدي و مستثمر تقني جريئ . اصحاب المدرسة القديمة مازالوا يصوتون للاستثمار في معادن نفيسة كالذهب و الفضة و العقار بجميع انواعة مع حُسن الاختيار . بينما اتباع المدرسة الجديدة يسوقون ل الاستثمار في chain block و التنجيم الرقمي و العملات الرقمية crypto currencies .
المضحك المبكي ان اصحاب النظرة التشاؤمية الدائمة على امتداد قرون و المحدقين بارسال اخبار مؤشر ضحايا وباء كورونا حول العالم و صور. المتوفين و اخبار من نمط ” ما دريته ” ، لم يطرحوا لنا اي مشروع انساني لتقليل الم البشرية و لا اي مشروع يرفع مستوى الابتهاج و السعادة بين ابناء ضحايا الراحلين .و انما البعض استوطنت نفسه الاستكانة و افساد المزاج و تهبيط الهمم و استدرار عواطف الاخرين .

شخصيا ، اضع نصب عيني حكمة تنص على الدعوة الى: ” دع ما يريبك الى ما لا يريبك ” . و افعلها في الاستثمار و صنع القرارات و صنع العلاقات و استجابة الدعوات و بناء إعمال الاخرة . هذه الحكمة هي تراكم خبرة و قول الكثير من عقلاء البشر عبر التاريخ الانساني و الى الامس القريب كانت تلكم الحكمة هي النبراس في معالجة حالة عدم اليقين او تشوش الصورة او التحرز. في ابداء الرأي و المشورة في امر غير معلوم المتغيرات و العواقب بشكل كبير جدا . عالم العملات الرقمية لم يجعلني مقتنع به و ان زانت المكاسب الجنونية فيه . فانا من جيل اكتوى بظاهرة world.com و blue chips في عام ١٩٩٩ م ، و لذا اؤمن بالاستثمار و ان قلت مكاسبه و لا اؤمن باشباه القمار و ان زانت ارقامه . و لدي قناعة شخصية ان من لديه فائض مالي زائد عن قوته و قوت عياله و تغطية صيانة منزله و سيارته و الايفاء بمتطلبات تعليم ابناءه و مصاريف علاجهم ، فليستثمر جزء من ذلك المال فيما يراه مقيم لحياته و معين له على تقلب الزمان كاستثمار طويل الاجل من جهة و من جهة اخرى ينفق جزء منه ليبني له بيت او جزء من بيت في الجنة. و يقدم ذلك الجزء من المال عربون لعتق نفسه في يوم اخرته .

و لعل من افضل تلكم المشاريع التي تراود نفسي ، و ان كنت لا املك المال لذلك ، بعد الاطلاع على عدة تقارير عن عدد الثكلى و الايتام جراء الجائحة هو بناء بيت للأيتام و بالمشاركة مع المساهمين و المتبرعين من اهل الاحسان ومني بالجهد و الوقت . و اطمح بعد توفيق الله العزيز القدير لانشاء اكثر من دار للايتام على ارض وطننا واي مكان آخر بناء على تفاعل المحسنين من كل مدينة . و ختاما ، انصح نفسي و من يود الاستماع انه عند سماع قصص الالام الجاثمة على صدور الاخرين اخذ زمام المبادرة في الدعوة او المساهمة في تبني مشاريع اعمال مؤازرة و احسان تخفف الالام الضحايا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى