أقلام

اللعب بالدمى يساعد الأطفال على ممارسة المهارات الاجتماعية وتطويرها بغض النظر عن كيفية نمو أدمغتهم من الناحية العصبية

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

وجد باحثون في علم الأعصاب من جامعة كارديف أن اللعب بالدمى يمكن أن يكون نافعًا للأطفال ذوي أساليب التواصل الاجتماعي المختلفة [المترجم٬ من أساليب التواصل: التواصل العدواني والحازم والانعكاسي(1)]، بما في ذلك أولئك المصابين باضطرابات عصبية مرتبطة بالتوحد عادة.

كجزء من دراسة طويلة الأمد بتكليف من شركة ماتيل Matell [شركة امريكية تستورد ألعاب أطفال وألعاب كمبيوتر]، قام الباحثون بمراقبة نشاط أدمغة 57 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 8 سنوات بسمات توحد متفاوتة الحدة [المترجم: هناك ثلاث درجات للتوحد من حيث الحدة ؛ من الأضعف حدة إلى الأشد حدة، حيث يشير المستوى الأول من التوحد إلى أخف درجات التوحد، بينما بشير المستوى الثالث من التوحد إلى أشد درجات التوحد(2)]

الفريق، بقيادة الدكتورة سارة جيرسون Sarah Gerson، من مركز علوم التنمية البشرية التابع لكلية علم النفس بجامعة كارديف بالتعاون مع الدكتورة كاثرين جونز Catherine Jones، مديرة مركز ويلز Wales لأبحاث التوحد بجامعة كارديف، استخدم أحدث تقنيات مطياف الأشعة تحت الحمرا الوظيفية لاستكشاف النشاط الدماغي أثناء لعب الأطفال بالدمى ولعبهم على الأجهزة اللوحية، سواء بمفردهم أم مع شخص آخر.

ووجدوا أن اللعب بالدمى – سواء أكان الطفل بمفرده أم ضمن مجموعة – مقترن بنشاط دماغ له علاقة بالمعالجة الاجتماعية سواء بين الأطفال الذين لديهم مستويات مرتفعة [حادة، كالمستوى الثالث(2)] من سمات التوحد أو ليس لديهم هذه السمات الحادة، وإن كان ذلك من خلال أساليب لعب مختلفة.

استندت هذه النتائج على أبحاث أجريت في السنوات السابقة والتي تشير إلى أن اللعب بالدمى ينشط مناطق في أدمغة الأطفال المسؤولة عن التقمص الوجداني(3) ومهارات المعالجة الاجتماعية(4، 5). وقد ساعدت لعبة الدمى الأطفال على الحديث أكثر عن أفكار الآخرين ومشاعرهم(6).

وقالت الدكتورة غيرسون: “تثبت دراستنا أن اللعب بالدمى يمكن أن يشجع على المعالجة الاجتماعية لدى الأطفال، بغض النظر عن طريقة تطور أدمغتهم من الناحية العصبية [المترجم: سواء أكان تطورًا طبيعيًا أو مختلفًا عن الطبيعي (مصابًا باضطرابات(7 – 9)] . وتشير النتائج إلى أن جميع الأطفال، حتى أولئك الذين تظهر عليهم سمات اضطرابات عصبية(7 – 9) مرتبطة عادة بالتوحد، قد يستخدمون اللعب بالدمى كأداة لممارسة السيناريوهات الاجتماعية وتطوير المهارات الاجتماعية، كالتقمص الوجداني(3).

كررت هذه الدراسة الأخيرة الحالات التي كانت موجودة في السنة الأولى من البحث، وهذه المرة قامت بتقييم الأطفال الذين لديهم طيف واسع من سمات التوحد. أثناء مراقبة الأطفال، لاحظ الباحثون زيادة في نشاط الدماغ في منطقة التلم الصدغي العلوي الخلفي (pSTS) عند اللعب بالدمى، سواء أثناء اللعب بالدمى مع طفل آخر أو أثناء لعبه بمفرده، ولكنهم لاحظوا نشاطًا دماغيًا أقل أثناء لعب الطفل بمفرده على الكمبيوتر اللوحي. منطقة التلم الصدغي العلوي الخلفي pSTS معنية بالمعالجة الاجتماعية(4) والمعالجة المشاعربة (العاطفية)(10) ونشطة في كليهما.

تثبت النتائج أن اللعب بالدمى ينشط مناطق الدماغ المرتبطة بمعالجة المعلومات الاجتماعية مثل التقمص الوحداني، مما يشير إلى أن اللعب بالدمى قد يمكّن الأطفال من التدرب على هذه المهارات وتوظيفها وأدائها حتى عندما يلعبون بمفردهم. هذا التأثير في الدماغ كان متشابهًا بين الأطفال الذين أظهروا سمات مختلفة الحدة مرتبطة عادةً بالتوحد.

تشير نتائج الدراسة إلى أن اللعب بالدمى يمكن أن يدعم المعالجة الاجتماعية، بغض النظر عن طريقة تطور أدمغتهم من الناحية العصبية [المترجم: سواء أكان تطورًا طبيعيًا أم مختلفًا عن الطبيعي (مصابًا باضطرابات(7 – 9)]، ولكن من خلال مسارات مختلفة.

وبما أن التوحد يشتمل على طيف من السمات، فإن هذا البحث يهدف إلى استيعاب هذا التنوع في السمات لدى جميع الأطفال. وبسبب هذا التنوع، ما وجدناه مذهلًا كان أنه وبغض النظر عن السمات العصبية المختلفة لدى الأطفال، فإن نشاط أدمغتهم يفيد بأن اللعب بالدمى يرتبط بالتفكير في [بالتقمص الوجداني مع] الآخرين.

“حقيقة أن هذا النشاط الدماغي كان مرتبطًا بالحديث مع أحد الباحثين عن الأطفال ذوي سمات التوحد الحادة (المستوى الثالث من حيث الحدة) يشير إلى أن الدمى قد تساعدهم على ممارسة التفاعلات الاجتماعية [بينهم وبين آخرين]. على سبيل المثال، قد يلتفت طفل لديه سمات توحد حادة ليُري الباحث الموجود معه في الغرفة ما فعله بدميته عندما كان بلعب بمفرده. في الأطفال الذين لديهم سمات توحد ضعيفة الحدة (المستوى الأول) نفس نشاط الدماغ كان مقترنًا بالحديث عن الآخرين. وأضافت الدكتورة غيرسون: “لذا قد يتحدث هؤلاء الأطفال عما تشعر به دميتهم وما يمكن أن تفعله دمية أخرى لمساعدة الدمية على الشعور بالتحسن”.[المترجم:وصول الطفل الى هذا المستوى من الشعور بالحاجة الى تبادلية المشاعر يعد إنجازًا مهمًا في هذاالصدد].

وقالت الدكتورة كاثرين جونز: “تعزز الدراسة مدى أهمية أن نعترف بالتنوع العصبي(7 – 9) ونقدره. وهذا يعني الاقرار بتنوع طرق عمل أدمغة الأطفال وتقديرها ومقاربة النماء الاجتماعي بطريقة شاملة ومستوعبة لجميع الأطفال، بغض النظر عن مدى اختلافهم العصبي. ومن خلال تبني جميع أساليب اللعب التي يختارها الأطفال، بإمكاننا ايجاد بيئة أكثر شمولية ودعماً واستيعابًا لنموهم.

الدراسة التي استمرت عدة سنوات هي الدراسة الأولى التي وفرت أدلة تثبت النظريات المطروحة عن اللعب بالدمى وذلك باستخدام تصوير الدماغ وعلم الأعصاب.

سعدنا بأن عرفنا، من خلال علم الأعصاب، أن اللعب مع الدمى قد يشجع على تطوير المهارات الاجتماعية كالتقمص الوجداني لدى الأطفال، بما في ذلك أولئك الذين تظهر عليهم سمات اضطرابات عصبية مقترنة عادة بالتوحد. ونحن نتطلع إلى اكتشاف المزيد من فوائد اللعب بالدمى من خلال شراكتنا طويلة الأمد مع جامعة كارديف.” كما قال مايكل سويسلاند Micheal Swaisland، رئيس قسم الرؤى والتحليلات في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة ماتل Mattel..

نتائج هذه السنة الثالثة من البحث نشرت في المجلة الأوروبية لعلم الأعصاب(11) المحكمة في سبتمبر 2023.

مصادر من داخل وخارج النص

1- https://bayhaspm.com/assertive-communication/

2- https://altibbi.com/مقالات-طبية/الامراض-العصبية/درجات-التوحد-ومستوياته-8119

3- https://ar.wikipedia.org/wiki/تقمص_وجداني

4- “العمليات الاحتماعية social processing: شبكة الدماغ المعنية بفهم الآخرين تشمل قشرة الفص الجبهي الإنسي (mPFC) ، والقشرة الحزامية الأمامية (ACC) والتلفيف الجبهي السفلي والتلم الصدغي العلوي (STS) ، واللوزة والجزيرة الأمامية” ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.nature.com/articles/nrn2353

5- https://www.cardiff.ac.uk/news/view/2459569-doll-play-activates-brain-regions-associated-with-empathy-and-social-skills-new-study

6- https://www.cardiff.ac.uk/news/view/2604188-doll-play-prompts-children-to-talk-about-others-thoughts-and-emotions-new-study

7- https://my.clevelandclinic.org/health/symptoms/23154-neurodivergent

8- “مصطلح “الاختلاف العصبي neurodivergent” هو مصطلح غير طبي يطلق على الذين تؤثر اختلافات أدمغتهم في كيف تقوم بوظائفها. هذا يعني أن لديهم نقاط قوة ويواجهون صعوبات وتحديات مختلفة عن الذين ليس لأدمغتهم هذه الاختلافات. تشمل هذه الاختلافات الممكنة الاضطرابات الطبية وصعوبات التعلم وحالات أخرى. تشمل نقاط القوة الممكنة ذاكرة أفضل وقدرة على تصور الأشياء ثلاثية الأبعاد (3D) ذهنيًا بسهولة، والقدرة على حل المعادلات الرياضية المعقدة في أذهانهم، وغير ذلك الكثير. الاختلاف العصبي ليس مصطلحًا طبيًا. لكنه مصطلح لوصف المبتلين بهذه الحالة بدون استخدام كلمات مثل كلمة دماغ “عادي” و “طبيعي”. هذا مهم لأنه لا يوجد تعريف “طبيعي” واحد لكيف يقوم الدماغ البشري بوظائفه. الكلمة المستخدمة للذين ليسوا مختلفين عصبيًا هي الدماغ “الطبيعي”. هذا يعني أن نقاط قوتهم والصعوبات التي يواجهونها ليست متأثرة بأي نوع من الاختلاف الذي يغير طريقة قيام أدمغتهم بوظائفها.” ترجمنها من نص ورد على هذا العنوان:

https://my.clevelandclinic.org/health/symptoms/23154-neurodivergent

9

“اضطرابات النمو العصبي neurodevelopmental disorders هو ضعف النمو وتطور الدماغ أو الجهاز العصبي المركزي. يشير هذا المصطلح باختصار إلى اضطراب في وظيفة الدماغ التي تؤثر في المشاعر والقدرة على التعلم وضبط النفس والذاكرة والتي تتكشف مع نمو الشخص.” مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_النمو_العصبي

10- المعالجة العاطفية emotional processing هي عملية يتم من خلالها امتصاص الاضطرابات العاطفية حتى تنخفض في مستواها إلى الحد الذي يمكن أن تستمر فيه التجارب والسلوكيات الأخرى دون انقطاع.” ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

Definitions

11- https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1111/ejn.16144

المصدر الرئيس

https://www.cardiff.ac.uk/news/view/2767392-doll-play-allows-children-to-develop-and-practice-social-skills-regardless-of-their-neurodevelopmental-profile

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى