أقلام

هجر القرآن الكريم ظلم كبير لأنفسنا

زاهر العبدالله

السلام عليكم أبا سجاد أرجو أن تتكلم عن هجر القرآن الكريم وآثاره السلبية على النفس والمجتمع.

وعليكم السلام ورحمة الله يا عم، بخدمتكم.
وهنا سأنقل لكم بعض الروايات التي ترغبنا في قراءة القرآن الكريم وتحذرنا من هجرانه

١-الروايات التي ترغبنا في قراءة القرآن الكريم:
عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
جعلت فداك إني أحفظ القرآن عن ظهر قلب، فأقرؤه عن ظهر قلبي أفضل أو أنظر في المصحف؟ قال: فقال لي: لا بل اقرأه وانظر في المصحف، فهو أفضل أما علمت أن النظر في المصحف عبادة.
وعنه عليه السلام قال: من قرأ في المصحف متع ببصره، وخفف عن والديه، ولو كانا كافرين.
وعنه عليه السلام يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: ليس شيء أشد على الشيطان من القراءة في المصحف نظرا والمصحف في البيت يطرد الشيطان(١)
لا حظوا أيها الأحبة أهمية قراءة القرآن الكريم وهنا آهات أمررها لأصحاب بعض المساجد في أزمة كورونا ولعلنا نعذرهم في بداية الأمر حيث أغلفت المصاحف مدة طويلة وهجرت قراءتها، ولكن ما هو عذرهم اليوم رغم أن المسجد النبوي أعادها إلى الرفوف ليقرأها المسلمون ولا أعلم إلى متى هذا الإجراء الذي يحرم المؤمنين من النظر للمصحف الشريف ؟ إلى متى لا يكون هناك خطوات جادة في عودة المصاحف لرفوف المسجد مع الأخذ بالاحترازات وما تقره وزارة الصحة. ولا ينبغي أن يعتذر بعض القائمين بأنه يكفي أن يقرأ من الأجهزة الذكية ففيه تلبية للغرض!! فإننا نقول لهم: عفواً! هل هناك محاولات جادة لعودة المصاحف بين يدي المؤمنين من القائمين وولاتهم أم أن هناك تراخيا يسألون عنه يوم القيامة وكأن القرآن لا أهمية لوجوده بين أيديهم؟
هذا سؤال يوجه لكافة المنظمين وولاة المساجد على ما يقومون به من جهد مبارك لخدمة المؤمنين جزاهم الله خير الجزاء لكن هذا لا يعفيهم من العتاب إذ هناك تدابير تأذن بها الجهات المسؤولة لعودة المصاحف بين أيدي المؤمنين.

٢- روايات تحذرنا من هجران القرآن الكريم والعمل به.
روي عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته الأخيرة وهو على فراش العلة
أنه قال: (والله الله في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم) (٢)
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة يشكون إلى الله عز وجل: مسجد خراب لا يصلي فيه أهله، وعالم بين جهال، ومصحف معلق قد وقع عليه غبار ولا يقرأ فيه. وفي رواية أخرى
عن أبي جعفر عليه السلام قال: قراء القرآن ثلاثة رجل قرأ القرآن فاتخذه بضاعة واستدر به الملوك واستطال به على الناس، ورجل قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيع حدوده، ورجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على داء قلبه، فأسهر به ليله، وأظمأ به نهاره. وقام به في مساجده، وتجافى به عن فراشه، فبأولئك يدفع الله العزيز الجبار البلاء، وبأولئك يديل الله من الأعداء وبأولئك ينزل الله الغيث من السماء، فوالله هؤلاء قراء القرآن أعز من الكبريت الأحمر. (٣)
فلاحظوا يا أحبة كيف أن الروايات تحذرنا من هجران القرآن الكريم وعدم العناية به حتى يعلق الغبار عليه فيأتي شاكياً علينا فهل ننتظر ذلك اليوم أم نبادر لنرفع هذا الظلم عن أنفسنا؟ ألا يستحق هذا التحذير منا أن نبذل غاية الجهد والوسع لنعيد المصاحف بين أيدي المؤمنين في المساجد ودور العبادة؟ فأرجو من الأعماق من ولاة المساجد والمنظمين أن يهتموا بهذا الموضوع خصوصاً أن هناك بوادر كبيرة لعودة الحياة لسابق عهدها وهناك من المساجد ما أعاد المصاحف للمؤمنين مع مراعاة الاحترازات الصحية، وقبل فتح المصاحف علينا أن نتأدب بأدبها ونعمل بما فيها ونقرأها قراءة دراية ووعي لينعكس ذلك على سلوكنا ويكون شفيعاً لنا يوم القيامة والحمد الله رب العالمين.

زاهر حسين العبدالله
٩ / ١٠ / ١٤٤٢ هـ
المصادر:
١- بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج ٨٩ ص ١٩٦
٢- نهج البلاغة – خطب الإمام علي (عليه السلام) ج ٣ ص ٧٧.
٣- الخصال للشيخ الصدوق ص ١٤٢.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى