بشائر المجتمع

الحمادة.. أخصائية العلاج الطبيعي التي تسعى لنشر الجمال وإضاءة نقطة نور في العُتمة

بشائر: الدمام

النور فضاءٌ واسع، يستطيع الإنسان أن يفتح لنفسه نافذة يتسلل منها ضوء يُنير حياته، فيملؤها بهجةً وضياء، فيفرح الإنسان حينما يتأمل فيجد نور الله عز وجل قد أضاء العالم، وهذا ماتسعى إليه الأخصائية فداء عادل الحمادة.

نشأت الحمادة بمدينة الدمام، في بيئة مُحفزة ومُلهمه للعلم والتعلم، والخوض في تجارب الحياة، مُكتسبةً من والديّها ممارسة ماترغب به، وفق توجيه وإرشاد.

و كافحت الحمادة في مرحلتها الدراسية حتى نالت مُبتغاها، مُكملةً دراستها في مدينة جدة بجانب العمل بالتجارة الإلكترونية، مُستغلةً الفترة الفارقة بين الدراسة والوظيفة بتقديم العديد من الدورات وإكمال تجارتها، مُنتقلةً للعمل في المدينة المنورة، إلى أن ثبتت وظيفتها كـ أخصائية العلاج الطبيعي في (عريعرة) التي تبعد ١٤٠ كيلومترًا عن الدمام، فضلاً عن وظيفة الأمومة لأربعة أبناء.

ولخصت رؤيتها في الحياة بالسعي إلى إضاءة نقطة نور في العتمة، وترك الأثر الطيب بكل شيء حولها، مقتبسةً من إيميلي ديكنسون: “إذا إستطعت أن تُحسن حياة إنسان واحد، أو تُخفف ألماً واحداً أو تُرشد طائراً إلى عشه، ما ذهب عمرك سُدى”.

وأشارت أن الإنسان بطبعه محب للخير والعطاء، ولكن في بعض الأحيان ينشغل بمجريات الحياة، فيجب على أحدنا إيقافه وتذكيره بحاجة المجتمع إلى تعاون أفراده، ومحاولة حل بعض المشاكل المجتمعية، أو التقليل من حدتها، متطرقةً إلى جانب من جوانب الصعيد الاجتماعي، وهو العمل التطوعي الذي يرتكز على تحديد موقعية المشاكل المجتمعية في المرحلة الأولى حتى يسهل حلها.

وبينت أن الدافع الرئيس في تحقيقها لأي أمر هو (السعادة)، وتركيزها على التفاصيل البسيطة الجميلة، والأشياء التي ربما لا يُنظر إليها، مثل: كومة رمل ناعم، أو نبتة تنمو، أو نظرات طفل يسأل بشغف، لافتةً إلى الصعوبات التي واجهتها، وعلى رأسها كيفية تحقيق التوازن بين العمل والبيت وبين أطفالها الصغار ونفسها، فضلاً عن ممارسة الهوايات، والأشياء التي يحقق إنجازها السعادة لها.

وتطرقت أن القراءة هي الهواية التي تحتل المركز الأول بالنسبة إليها، مؤكدةً على ضرورة التجديد والاهتمام بتعلم كل مفيد والخوض في تجربته، لما فيه من تجديد للطاقة وتعديل للحالة النفسية.

وذكرت الحمادة لصحيفة بشائر الإلكترونية تجربتها في رسم الجداريات وطلائها في البناية السكنية التي تقطنها قائلةً: “أردت كسر صمت الجدار ونشر الجمال في ممرات المبنى، ليتمتع جميع جيراني بالنظر إليها، حتى اقترح عليّ زوجي الرسم عليها، و بعد فترة من البحث والتخطيط، بدأت شراء أدوات الرسم وصنفرة الجدار، حتى غرقت في بحر الرسم لمدة شهرين متتاليين”.

وأكملت: “كنت أُفجر طاقتي في الجدار، فكنتُ أرسم في حالات الغضب والفرح والحزن والملل، فكان الجدار عبارة عن مُتنفسٌ لي، كما كنت أشغل أطفالي معي في التلوين أحياناً، هذا الجدار أخذ من وقتي وجُهدي حتى صار جُزءً من روحي”.

وذكرت الحمادة أن من أهم إنجازاتها استطاعتها الحصول على شهادة دبلوم إدارة أعمال بجانب وظيفتها، ومشاركتها أيضاً في تنظيم عدة ملتقيات، إضافة إلى إلقاء محاضرات في عدة مجالات، بعضها في حقول طبية مثل: الإسعافات الأولية، والعلاج الطبيعي، والتبرع بالدم والأعضاء، وبعضها مناقشات في بعض الكتب، إضافةً إلى المواضيع المختلفة عبر برنامج السناب بين فترة وأخرى، حول الأطفال والأهداف والادخار وغيرها.

وقالت: “مع نهاية كل عام أقوم بكتابة أهدافي للعام الجديد، وغالباً ما تكون أهدافاً سنوية أو شهرية، وتتناول عدة جوانب، منها الروحي والعقلي والمالي والجسدي وغيره”.

وأوضحت الحمادة أن الهدف الذي يقع في المقام الأول من الاهتمام هم أطفالها ( قطع قلبي الصغير) -حسب تعبيرها- ، وكيفية حسن تربيتهم، قائلةً: “ولا شك أن الإنسان الناجح يتمنى أن يكون أولاده أكثر نجاحاً منه، أنا أخصائية ، وبعد جلسات العلاج فإن المرضى يدعون لي، فأطلب منهم أن يدعوا لأطفالي، فأنا أحبهم إلى درجةً أن أفضلهم على نفسي حتى في الدعاء”.

وأفصحت أنه من الصعب إمكانية القيام بوظيفة الأمومة ووظائف أخرى دون الإستعانة بالآخرين، ذاكرةً: “الفضل يعود لله وإلى أهلي وزوجي الذين يُمثلون القاعدة المتينة والقوية لي، ولولاهم لما استطعت إنجاز شيئ أبداً”.

الجدير بالذكر أن الحمادة تمكنت من جمع مبلغ مالي قدره 10 آلاف ريال من أقاربها وصديقاتها، لحفر آبار وتوفير الطعام في أفريقيا، و قررت أن يكون عام 2020م هو عام الأعمال التطوعيه بالنسبة إليّها.


مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. المرأة الحديدة او ٢٥ ساعه لان ماتنجزه كأن فداء كأنها تملك من الوقت اكثر مما لدينا قوية ذات عزيمه ومحفزه لمن حولها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى