أقلام

قراءة في كتاب: “كيف ولماذا؟”

د. حسن أحمد اللواتي
 
السؤال الجيد نصف المعرفة، وفي حياتنا تنقدح في أذهاننا عشرات الأسئلة الجيدة عن أمور كثيرة عن الطبيعة والتقنيات العلمية ولكننا ننشغل عن البحث عن إجابات لها وربما ننسى الأمر برمته. ولكننا نحتاج لإحياء تلك الرغبة العميقة لدينا والتي وجدت في الإنسان منذ عصور قديمة، هذه الرغبة بالتعرف على ما حولنا وفهم الآليات التي تعمل بها الطبيعة والرغبة بالتحكم بعمل الأمور للاستفادة منها في حياتنا. وفي نفس الوقت فإننا لا نجد من الوقت ما يكفينا للتعمق بالكتب العلمية والتقنية التخصصية والتي قد تكون مستوياتها أعلى من قدراتها بالاستيعاب والفهم ولا سيما بعد كل تلك السنوات التي تفصلنا عن أيام الدراسة والبحث العلمي.

جاءت فكرة هذا الكتاب لتساهم في تجسير تلك الثغرة المعرفية في حياتنا وتقربنا من عالم المعرفة والطبيعة والتقانة، حيث قمنا بكتابة مقالات قصيرة وصغيرة الحجم بلغة مناسبة لفئة عريضة من المجتمع وهي من طالب الثانوية بالمدارس فما فوق، وأردنا لتلك المقالات أن تكون بحجم اللقمة المعرفية التي يسهل مضغها وبلعها بدون كثير عناء، كما جعلنا مواضيع المقالات منفصلة عن بعضها لتشمل جوانب مختلفة من الحياة من الصحة والتقنيات والعلوم الطبيعية الأساسية والظواهر الطبيعية المختلفة وحتى بعض القصص اللافتة للنظر من تاريخ علماء الطبيعة وتجاربهم. ومن ميزات هذه الطريقة في صياغة الكتاب أنك تستطيع أن تقرأ أي مقالة منها في أي وقت من دون الحاجة للقراءة التراتبية من بداية الكتاب لنهايته، فقد تكون مهتما بمقالات صحية معينة أو تجد بعض المقالات عن الظواهر الطبيعية تجذب انتباهك أكثر عن غيرها أو قد تستفزك بعض العناوين وتدعوك بشكل عاجل لقراءة مقالاتها، وهذا ما يمكنك من قراءة ما تريد وترك الباقي لوقت لاحق حين تجد في نفسك الرغبة لإكمال ما بدأته.
المهم عندنا هنا هو أن تستمتع بالتعلم والمعرفة والقراءة، ليس مهما كثيرا أن تجمع الكثير من المعلومات وتتذكرها، الأهم من ذلك أن تؤثر تلك المعلومات في نظرتك للطبيعة وطريقة تفكيرك تجاهها وتخلق لديك ما يسمى بالنموذج العلمي بالتفكير Scientific Paradigm، فقد تنسى الكثير مما قرأته من معلومات لكنك حتما لن ترجع لنفس النقطة التي كنت عليها قبل القراءة، لأن شيئا ما قد تغير في طريقة تفكيرك، وقد لا تكون منتبها أو واعيا لذلك التغير، لكنه حتما موجود وستتراكم تلك التغيرات الصغيرة بطريقة تفكيرك لتصنع لديك ذهنا علميا معرفيا تشارك فيه بقية العلماء وتعيش معهم بنفس المستوى من النظر للأمور.

خمسون مقالة بهذا الكتاب قد تكون بداية الطريق لمعرفة أكبر وذهن علمي أكثر حدة، جهز كوبا من الشاي أو القهوة واستمتع بالقراءة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى