لقاءات صحفية

جاسم بوصالح .. يكمن وراء سلاحه يحبس أنفاسه ليسحب الزناد فتندفع الطلقة

رباب النمر: الأحساء

يكمن وراء سلاحه، يحبس أنفاسه، يسحب الزناد بيده، فتندفع الطلقة مصوّبة الهدف تماماً دون أن تخطئه، في دقّة مذهلة وتركيز يستحق الإشادة.
جاسم محمد بوصالح هاوي الرماية الذي يعمل على تطوير نفسه وتنمية مهاراته في فن الرماية الذي كان منتشرًا في أوساط النبلاء في العصور الماضية بأوربا ..
التقته بشائر في دردشة سريعة وماتعة حول هوايته التي تكاد أن تكون نادرة عبر الأسطر القادمة.

هل لك أن تقدم نفسك لجمهور بشائر في بطاقة تعريفية سريعة.

جاسم محمد بوصالح،
المؤهل دبلوم ميكانيكا إنتاج من الكليه التقنية، أهوى الرماية والصيد والميكانيكا.

أعشق الأعمال اليدوية المتعلقة بإصلاح الأشياء، التي أستطيع بيدي أن أعيدها كما كانت، مثل:
أعمال السباكة والكهرباء، الصيانه بشكل عام.
أهوى الفك والتركيب، حتى أسلحتي الخاصة لو تعرضت لعطل ما أقوم بإصلاحها بنفسي.

أميل للكتابة في الوقت الذي لا مفر فيه من البوح.

هل تستطيع إصلاح الأجهزة الصغيرة الإلكترونية؟

أبدًا، بل ربما أتسبب في زيادة أعطالها لصغر حجمها.

كيف بدأت تمارس هذه الهوايات ومنذ متى؟

مارست المكانيكا منذ صغري عام 2007م،
وحتى الآن أقوم بإصلاح
الأعطال، ولا سيما أعطال السيارات في الطريق، فكثيرًا ما أتواجد لنجدة شخص قريب أو من المعارف يتواصل معي عندما يتعطل، فأحضر إلى الموقع لمعاينة السيارة، فإما أن تُنقل للورشه دون تكاليف، أو أن أشتري قطع الغيار اللازمة، وأقوم بتركيبها له في المكان الذي وقفت فيه السيارة.
وفيما يتعلق بالرماية:
فقد بدأت أمارس الرماية بعد ما أتيح المجال لممارسيها بشكل أوسع عام 2019م.
بدايةً كنت أمارس الرماية بالبنادق، ثم انتقلت لممارسة الرماية بالأسلحة الغازية، والآن أمارس الرماية بالمسدسات النارية.

متى بدأت ممارسة الرماية بالمسدس؟وما سبب تفوقك وإتقانك؟

بدأت الرماية بالمسدس من الشهر العاشر عام 2021م، وتفوقت بها لحبي إياها، ومن المستحيل أن يصل أحد لهذه المهارة بهذه الفتره الوجيزة جدًٍا دون تدريبات خارجية.

أين تعلمت الرماية
ما الذي جذبك إليها
وكيف تعلمتها؟
ومارستها

انجذابي لها كان منذ فترة طويلة، ولكنني لم أكن أستطيع ممارستها لصعوبة اقتناء السلاح، أما الآن ولله الحمد سهلت علينا القوانين الحكومية كثيرًا من الأمور، مع توفير الأشياء التي نحتاجها لممارسة هذه الهواية.
وقد تعلمت هذه الهواية ذاتيًّا عن طريق المشاهدة، وتجميع المعلومات من قنوات التواصل الاجتماعي والبرامج التقنية.

كيف اكتشفت هذه الهواية؟

اكتشفت في نفسي هذه المهارة بعدما جربت الرماية للمرة الأولى في ميدان الرماية بالرياض هذا العام، وشجعني كثيرًا تحفيز المحيطين بي، واستطعت أن أشتري سلاحًا وأتدرب عليه بنفسي، حتى وصلت إلى هذا المستوى، ولا يزال أمامي طريقاً طويلًا.

كيف استطعت اقتناء السلاح؟

استطعت اقتناء الأسلحة المُصرح بها من معرض الصيد والصقور الذي صار الشراء فيها متاحًا عبر منصته الإلكترونية لجميع من تنطبق عليه الشروط المتعارف عليها، وهي أن تكون جنسية المشتري سعودية، وبلوغه السن القانوني لترخيص حمل السلاح (٢٥عامًا)، وأن يكون سليمًا من الأمراض العقلية والبدنية التي تعوقه عن النشاط الذي سيمارسه، وخلو سجلاته من الجرائم أو المخالفات القانونية، أو السوابق الجنائية والأمنية.

كيف استطعت الوصول إلى ميدان الرماية؟

تم السماح رسميًّا بميادين الرماية من وقت قريب، وتوافرت ميادين الرماية بفعاليات موسم الرياض للرجال وللنساء،
والميادين مهيئة لاستقبال الرماة، ومزوّدة بالمدربين والمشرفين الحاصلين على دورات السلامة اللازمة في هذا المجال.

هل تحضرك أسماء أبطال عالميين أو محليين في مجال الرماية؟

يوجد بعض الرماة الذين استفدت كثيرًا من إرشاداتهم في وسائل التواصل الاجتماعي، أذكر منهم الرامي الكويتي سعيد الشابوص.

هل تشجع أبناء المجتمع على ممارسة هذه الهواية، ولاسيما أن الرسول صلى الله عليه وآله حث على تعليمها للشباب؟

أشجع بالتأكيد من له ميول أو رغبة، وأنصحه بصقل نفسه وإعادة ممارسة هذه الهواية مرة بعد مرة، لأنها ممتعة للغاية.

هل هناك مجال دراسة أكاديمية تصقل موهبتك؟

حتى الآن لا توجد مظلة رسمية داخل المملكة لمثل هذه الدراسات.
وعلى مستوى دول الخليج هناك نوادٍ وميادين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي دولة الكويت.
ومع هذا التطور الواضح داخل المملكة، والسماح باقتناء الأسلحة وفق الضوابط، و خطط إنشاء أندية للرماية في بداية مسيرتها، ولذا نأمل خيرًا أن تكون لدينا في المملكة العربية السعودية نوادٍ.
ومعظم الهواة حاليًّا يتدربون بإشراف بعض المدربين الخصوصيين.

ما المخاطر التي قد يتعرض لها هواة الرماية؟ ما المحاذير؟ وما الاحتياطات اللازمة؟

المخاطر التي قد يتعرض لها الهاوي كثيرة، ولابد من أخذ الحيطة والحذر، لأن التعامل مع السلاح بحد ذاته خطر، لأن إصابة السلاح جسيمة، وقد تسبب الوفاة.
والنقطة الأهم هي عدم توجيه السلاح بوجه أيٍّ كان حتى لو كان مزاحًا، أو مع العلم بأن السلاح دون ذخيرة.

هل حاولت أن تترجم مهاراتك إلى مشروع على أرض الواقع؟

حاولت بالطبع، وأسعى حاليًّا لذلك، وأتمنى إن شاء الله أن أصل لتحقيق أمنيتي.

يخص مشروعي القادم السيارت لتلبية جميع متطلباتها من غسيل، وصيانة، وتلميع، بحيث نطبق معنى كلمة (سلمنا المفتاح وارتاح).

ما الأوضاع التي يتخذها الرامي؟ وما الوضع الذي عادة ما يريحك؟

أوضاع الرماية متعددة، منها: الوقوف، والجلوس، والانبطاح. وتختلف هذه الأوضاع بحسب السلاح والهدف والمكان.
الوقوف بالمسدس هو الوضع الذي يناسبني، حيث أتخذ الوضع المريح، ثم أتناول السلاح بطريقة الإمساك الصحيحة، ثم التصويب، وتركيب النايشين، ثم حبس النفس، فسحب الزناد بالطريقة الصحيحة، ثم (بوم) لإحراز إصابة موفقة.

ما الخطوات المتبعة في الرماية مع طلقة من مسدسك إلى إصابة الهدف؟

اتخاذ الوضع المريح، ثم أحكام المسكة الصحيحة، ثم التصويب وتركيب النياشين، ثم حبس النَّفس، ثم سحب الزناد بالطريقة الصحيحة . ثم إصابة موفقة بمشيئة الله

يقال إن معظم الأخطاء في الرماية تكون نتيجة ضغط الزناد بسرعة.

سحب الزناد ولا سيما في الرماية بالمسدس لها آثار كبيرة بعدم إصابة الأهداف وتغيير مسار الطلقه، ولذلك تسمع عبارة يرددها الرماة بالمسدس دائمًا، هي: ( دع الطلقة تفاجئُك وهي تخرج)
والمراد أن تسحب الزناد ببطء حتى يطلق وأنت لا تدري عنه، ومن الأخطاء الكبيرة أن تضغط على الزناد بقوه لأنه سيحرك السلاح وتخطء الهدف.

تنصح بالإطالة في التسديد؟ ولماذا؟

لا أنصح بالإطالة، لأن الرمايه الدقيقة تتطلب جسمًا ثابتًا، أما إذا أطلت التصويب أو التنشين ستقل نسبة الأوكسجين في جسمك، وستفقد التركيز وتبدأ عينك بالتغبيش، وسترتجف يدك.

كيف يمكن التغلب على رهبة الرمي ورجفة اليد عند التسديد؟

للتغلب على الرجفة أكثر من حل، وأول الحلول هو الممارسة، وتقوية البنية العلويه من الجسم بالتمارين.
ومن الأشياء التي تسبب الرجفة ويجب تجنبها هي إمساك السلاح بقوة.

قيل عن رياضة الرمي:
“لم يمارس هذه الرياضة قديمًا وحديثًا إلا النبلاء والأغنياء نظرا لارتفاع كلفتها المادية التي لا يستطيع الإنسان العادي تحملها”
ما رأيك بهذه العبارة؟

ربما كان ذلك قديمًا، أما الآن فكل من يهوى الرماية لن يصعب عليه ممارستها، فكل شيء تحتاجه لممارستها متوفر في الوطن سواء كان أسلحة، أو ذخيرة، أو ميادين.

ما أنواع الأهداف التي يصوّب الرماة نحوها رصاصهم؟

أهداف كثيرة جدًّا جدًّا. وتعتمد الأهداف المتعارف عليها الأهداف الأولمبية، ويوجد استاندات لأهداف الحديد للعيارات القوية، وهناك أهداف ورقية، هذا سوى أهداف التحديات أو الأهداف الصغيرة الصعبة لتحديد مستوى الرامي لنفسه وتقييمه.

أيهما أكثر صعوبة الرمي بالقوس أو المسدس، ولماذا؟

لكل نوع من أنواع الرماية مميزاته وعيوبه وتقييمه الخاص.
لذا من الصعب المقارنة بين هذه وتلك، ولكن من وجهة نظري ورأي الغالبية أن الرماية بالمسدس أصعب أنواع الرمايه من حيث الدقة.

حدثنا عن أهمية التركيز لدى الرامي
وكيف يمكنه تقوية تركيزه؟

أهم نقطة لدى الرامي عند الرماية هي التركيز لدرجة أن الرامي وقت الرماية يخرج إلى عالم آخر منعزل عن العالم المحيط به بسبب قوة التركيز.
وتختلف قوة التركيز من شخص إلى آخر، لأن تقوية التركيز وتطويره ذاتي، يحتاج لتصفية ذهن دائمة، ولا يقدر الرامي أن يصيب هدفه دون تركيز، لأن الموضع يعتمد على المزاج.

شكرًا جزيلًا أستاذ جاسم على هذا الحوار الماتع.
تمنياتنا لك بإنجاز ما تصبو إليه، ومن عالٍ إلى أعلى، ومن جميل إلى أجمل.

 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى