أقلام

ما خانك الأمين

جاسم المشرّف

ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: “ما خانك الأمين، ولكن ائتمنت الخائن”

نحن هنا أمام فعلين، وكلاهما يحمل إدانة الأول آخر والآخر أولا
“ما خانك الأمين” الخيانة لا تكون إلا بعد الائتمان،
إذن الفعل “ائتمن” هو ما كان أولاً، هو القرار، والخيانة هي ما ترتبت على ذلك القرار، بمعنى أن المدان الأول هو مَن ائتمن، وهنا إشارة إلى:
. أننا بدلا من إدانة هذا أو ذاك على سوء فعلهم لنلتفت إلى أنفسنا فلعلها هي المدانة بسوء قرارها.

. علينا أن نستكمل كل العوامل المؤدية إلى القرار الرشيد؛ كيلا نقع في الندم.

. قد يحمل بعضنا انطباعا خاطئا تجاه هذا أو ذاك ويبني عليه قراراً نتيجته الندم، وهنا يتأسف من خيانة من ائتمنه ظنا منه أنه أمين، ولكن حقيقته الخيانة.

. هناك مَن يجيد التظاهر بخلاف حقيقته وينخدع به غيره، ويعطيه من التقدير ما لا يستحق، ويكلفه بما ليس له أهلا.

. الثقة قيمة لا تعطى لكل أحد، وبحجم التكليف ينبغي التحقق والتأكد عبر الاختبار والتجربة.

. لو فكر كل إنسان في إدانة نفسه قبل غيره في أي مشكلة مشتركة بين طرفين لما استفحلت المشاكل وما تأزمت العلاقات الإنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى