أخبار الصحف

(20-20-20) أفضل طرق تخفيف آثار (الشاشات) على عيون الأطفال

بشائر: الدمام

أكد استشاريون في طب وجراحة العيون أن نسبة أعداد مراجعي عيادات العيون من فئة الطلاب قد زادت من 20% إلى 60% على الجانب التقديري خلال فترة «التعليم عن بعد».

ويعود ذلك للاستخدام الكبير للأجهزة الإلكترونية والشاشات في هذه المرحلة، وأجمعوا على أن قاعدة 20-20-20، من أفضل الطرق للتعامل مع آثار الشاشة على عيون الأطفال، واستخدامها يضمن صحة العيون والحد من إجهادها، كما أشاروا إلى أن قضاء أكثر من ساعتين أمام الشاشة عند الأطفال دون الثلاث سنوات زاد نسبة الإفراط الحركي وقلة التركيز عندهم 8 مرات مقارنة بالأطفال الذين لم يجلسوا أمام الشاشة.

نمط حياة جديد وتحديات للدول

أوضح استشاري طب وجراحة العيون تخصص دقيق في جراحات تصحيح النظر والمياه البيضاء والمدير الطبي لمجموعة مغربي بجدة د. عوض القرني، أن جائحة كورونا غيرت العالم بأسره من عدة نواحٍ، وجعلته يبحث عن بدائل كثيرة في ظل الانتشار السريع للفيروس، وفرضت نمط حياة جديدا للتعامل معها، ومع عودة المدارس والتحديات التي تخوضها الدول، يشكل التعليم عن بعد تحديا حقيقيا، خاصة من الناحية الطبية، والآثار الناجمة عن الجلوس ساعات أمام الحاسوب أو الشاشة الإلكترونية.

وأضاف: «عادة يكون لدى الأهل هواجس منطقية ومبررة من ناحية مسألة التعليم عن بعد، فالحجر المنزلي الصارم الذي رافق الأشهر الأولى للجائحة أدى إلى كسر قواعد منزلية واجتماعية كثيرة، وتحولت الشاشات الإلكترونية للكثيرين المنقذ والمتنفس لتمرير الوقت وكسر الملل، لكن نعلم جيدا أن قضاء وقت طويل على الشاشة من شأنه أن يؤثر على صحة العينين، لا سيما أن توصيات الأطباء لا تنسجم مع واقع الحال».

وربط الأطباء بين ساعات البقاء أمام الشاشة والمشكلات الصحية التي قد تنجم عنها، كما وجدت الأبحاث في كندا أن قضاء أكثر من ساعتين أمام الشاشة عند الأطفال دون الثلاث سنوات زاد نسبة الإفراط الحركي وقلة التركيز عندهم 8 مرات، مقارنة بالأطفال الذين لم يجلسوا أمام الشاشة.

وأكد د. القرني أنه مما لا شك فيه أن أعداد المراجعين لعيادات العيون زادت بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة، وذلك يعود للاستخدام الكبير للأجهزة والشاشات في هذه المرحلة، وأغلب المراجعين يشتكون إما من ضعف النظر أو الإجهاد حول العين أو جفاف العين أو الصداع أو رفه العين وانقباض عضلاتها بشكل لا إرادي.

وذكر: أهم هذه المشكلات الصحية المتعلقة باستخدام الشاشات لفترات طويلة، قصر النظر، حيث يبدو واضحا أن مشكلة قصر النظر ازدادت بوتيرة كبيرة في السنوات الماضية، وبالعودة إلى الأرقام، تضاعفت نسبة الأشخاص الذين يعانون مشكلة قصر النظر في الولايات المتحدة منذ 1971. أما في آسيا فزادت النسبة 90% عند المراهقين الذين يعانون قصر النظر، وهذا تطور دراماتيكي ولافت عند الأجيال الصاعدة.

وفي دراسة حديثة نشرت نتائجها هذا الشهر في الجمعية الأمريكية لطب العيون، تشير النتائج إلى زيادة أعداد الأطفال المصابين بقصر النظر‬⁩ خلال فترة جائحة كورونا بنسبة 10% عن النسبة السابقة قبل الجائحة، ويعتقد أن قلة الأنشطة خارج المنزل والتعليم عن بعد باستخدام الأجهزة الإلكترونية قد يكونا السبب في ذلك.

والمشكلة الأخرى تتمثل في إجهاد العين وجفافها، حيث يعاني الأشخاص الذين يقضون وقتا طويلا على الشاشات الرقمية أعراضا متنوعة، ومنها جفاف العين، والحكة، وتشوش في الرؤية والصداع.

أما المشكلة الثالثة فهي اضطرابات في النوم، وحُكي عن مخاطر الضوء الأزرق في السنوات الأخيرة، وتبين أن قضاء وقت على الشاشة قبل الخلود إلى النوم يؤثر على جودة النوم ونوعيته، علما بأن النوم يعتبر أساسيا وضروريا لنمو الطفل نموا سليما وصحيا، وأي اضطرابات في النوم من شأنها أن تؤثر على تركيزه.

وأشار إلى أن أفضل طريقة للتعامل مع آثار الشاشة على عيون الأطفال تتمثل في تقديم نصائح وإرشادات سليمة لاتباعها، وتعتبر هذه الإرشادات مفيدة وضرورية للبالغين، خاصة الذين يعانون مشكلات في جفاف العين أو تعبها، وتتمثل الإرشادات في استخدام قاعدة 20-20 -20، ووضع منبه لتذكير الطفل بضرورة النظر بعيدا عن الشاشة كل فترة، والنظر إلى الخارج بعد الانتهاء من لعبة، ووضع علامة في الكتب تذكر الطفل بأهمية الاستراحة والنظر بعيدا عن التركيز المستمر، وتجنب استخدام الشاشة في الخارج أو في أماكن ذات إضاءة قوية لتفادي إجهاد العين أكثر، والعمل على ضبط إضاءة الشاشة حتى تصبح مريحة للنظر، فضلا عن استخدام وضعية جيدة عند الجلوس أمام الشاشة.

الصداع المستمر والجفاف و«الاحمرار»

أشار استشاري طب وجراحة العيون تخصص دقيق في جراحة القرنية والماء الأبيض وعمليات تصحيح البصر وطب العيون الشامل د. حسين الحبوبي، إلى أن نسبة مراجعي الأطفال ممن يعانون من الزيادة في قصر النظر أي عدم القدرة على رؤية الأشياء البعيدة بوضوح، زادت بنسبة تقريبية من 20 إلى 30 %، ويلزم إجراء دراسات بحثية لمعرفة النسبة الدقيقة.

وأوضح أن أبرز مشاكل العيون التي تظهر لدى الطلاب حاليا في ظل التعليم عن بعد، الصداع المستمر، وجفاف العين واحمرارها، والحكة المستمرة للعين والتي تؤدي إلى زيادة انحراف القرنية، وضعف النظر وزيادة قصر النظر.

ومن أبرز أسباب تلك المشاكل، عدم إجراء كشف دوري للعين عند دخول المدرسة والذي يعتبر مهما جدا لمعرفة حالة العين وحدة الإبصار، واستخدام التليفون وأجهزة الحاسب لفترات طويلة، مما يسبب الإجهاد للعينين، وعدم الالتزام باستخدام النظارة في حال وصفها من قبل طبيب العيون أو إخصائي البصريات.

ونصح د. الحبوبي، باستخدام قاعدة 20-20-20، واستخدام القطرات المرطبة لزيادة ترطيب العين مع شرب الماء بكمية معتدلة للحفاظ على الجسم والعينين من الجفاف، بالإضافة إلى إجراء كشف دوري للعينين، مع أهمية زيارة طبيب العيون عند دخول المدرسة للأطفال في أول سنة، ومراجعة طبيب العيون عند أي مشكلة في العين أو النظر، وإن كانت بسيطة، والحرص على عدم استخدام الأجهزة الإلكترونية للأطفال بعد انتهاء دروسهم، والحرص على عدم فرك العينين لفترات طويلة والتي تسبب ضعف القرنية.

فحص النظر«دوريا» وارتداء النظارة الطبية

قال استشاري طب وجراحة العيون تخصص دقيق في جراحة القرنية وجراحات مقدمة العين د. علي الخيري، إن نسبة مراجعي عيادات العيون زادت خلال فترة التعليم عن بعد بسبب جفاف العين، خاصة أنه أصبح يلاحظ ذلك في فئة الأطفال، وقد تصل النسبة إلى 60% على الجانب التقديري، ولكن حتى الآن لا توجد دراسات أو إحصائيات عملت على ذلك.

وأفاد أن أبرز مشكلات العيون التي تظهر لدى الطلاب تتمثل في جفاف العين بسبب كثرة استخدام الأجهزة الإلكترونية والشاشات بصفة عامة لفترات طويلة، والصداع لعدم استخدام النظارة لمن لديهم عيوب انكسارية في العين.

ونصح د. الخيري الطلاب بضرورة أخذ فترات راحة والعمل على قاعدة 20 في 20 في 20، حيث إن الطالب بعد كل 20 دقيقة يأخذ فترة راحة لمدة 20 ثانية وينظر فيها إلى مسافة 20 قدم، والاستمرار على القطرات المرطبة إذا وجد جفافا بالعين، وارتداء النظارة الطبية لمن لديه قصر أو طول أو إستجماتيزم، وكذلك النظارات الشمسية عند الخروج تحت الشمس، والحرص على فحص النظر بصورة دورية وخاصة لمن لديهم ضعف بالإبصار، واتباع تعليمات أطباء العيون في ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى