بشائر المعرفة

كيف يعيش النباتيون؟ وهل هم أكثر صحة وأطول عمرا من باقي البشر؟

بشائر: الدمام

النظام الغذائي النباتي يعتمد على أكل النباتات بأنواعها ويستثني أكل اللحوم بما في ذلك الأسماك والدجاج والرخويات وغيرها، ولا يسمح بأكل أي من منتجات المملكة الحيوانية مثل الحليب والزبدة والبيض والعسل، ويشمل ذلك ايضا الامتناع عن استخدام المنتجات الثانوية كالصوف والجلود.

هناك ما يقدر بنحو 1.5 مليار نباتي على مستوى العالم، وهم يشكلون ما نسبته 22% من البشر في هذه الدنيا، وذلك حسب تقرير موسع لـ منصة “ديلز أون هيلث” (Deals On Health) نشرته مؤخرا.

ويوجد في الهند أكبر عدد من النباتيين في العالم، حيث يشكلون حوالي 40% من عدد السكان، أما في الولايات المتحدة فيشكل النباتيون ما نسبته 6.5% من عدد السكان، وتبلغ نسبتهم في المملكة المتحدة نحو 4.6% من عدد السكان، ويزداد عدد النباتيين في مختلف أنحاء العالم لأسباب دينية أو أخلاقية أو لاتباع أسلوب حياة صحي بعيدا عن أمراض العصر مثل السرطان والسكري وأمراض القلب وضغط الدم.

ويعتمد النظام الغذائي النباتي على أكل النباتات بأنواعها ويستثني أكل اللحوم بما في ذلك الأسماك والدجاج والرخويات وغيرها، ولا يسمح بأكل أي من منتجات المملكة الحيوانية مثل الحليب والزبدة والبيض والعسل، ويشمل ذلك أيضا الامتناع عن المنتجات الثانوية كالصوف والجلود.

أنواع النباتيين
النباتيون ليسوا نوعا واحدا، فهناك أنواع متعددة منهم، وذلك حسب تقريرلـ منصة “نيوز 18” (News 18) نشرته مؤخرا، نستعرضه فيما يلي:

نباتيون بالمطلق (Vegan): هم الأشخاص الذين يأكلون فقط الأطعمة النباتية، ويتجنبون تناول جميع الأطعمة المصنعة من مصدر حيواني مثل لحوم البقر والغنم والدواجن والأسماك بأنواعها بما في ذلك منتجات الألبان والبيض، وحتى المنتجات المصنوعة من منتج حيواني مثل الملابس الجلدية.

لاكتو نباتي (Lacto Vegetarian): وهم الأشخاص الذين يتجنبون تناول البيض واللحوم والمأكولات البحرية بأنواعها المختفة ولكنهم يأكلون منتجات الألبان والأطعمة النباتية، وكلمة لاكتو هي الاسم اللاتيني للحليب، وهذا النوع من النباتيين هم الأكثر شيوعا في أميركا الشمالية.

أوفو نباتي (Ovo Vegetarian): كلمة أوفو هي الاسم اللاتيني للبيض، وهذا النوع من النباتيين هم الأشخاص الذين يأكلون البيض فقط بالإضافة إلى الأطعمة النباتية ويتجنبون اللحوم بأنواعها المختلفة والأسماك والمأكولات البحرية وجميع منتجات الألبان.

ويشمل النظام الغذائي البيضاوي على كافة أنواع الفواكه والخضراوات والبقوليات وكذلك جميع المنتجات التي يدخل البيض في صناعتها أو إنتاجها مثل المايونيز، وفي نفس الوقت يبتعدون عن كافة المنتجات التي تدخل اللحوم أو الألبان في إنتاجها كالحليب والجبن والزبدة والقشدة والأيس كريم والعديد من السلع المخبوزة التي قد تدخل الألبان في إنتاجها كليا أو جزئيا.

اللاكتو- أوفو نباتي (Lacto-ovo-vegetarian): هم أولئك الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا يشمل كافة منتجات الألبان والبيض بالإضافة إلى الأطعمة النباتية المختلفة، ولكنهم يتجنبون اللحوم والمأكولات البحرية بكافة أنواعها وأصنافها، وتشير بعض الدراسات إلى أن هذا النظام الغذائي له فوائد في تقليل مخاطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان مثل أورام المرارة المعوية وسرطان القولون والمستقيم وسرطان الثدي.

وهناك شكلان آخران من أشكال النظام الغذائي يركزان على تناول النباتات والخضار، ولكنهما يدمجانه مع تناول نوع واحد أو أكثر من المنتجات الحيوانية، وهما:

النباتي- البحري (pescatarian): ويضم هذا النوع الأشخاص الذين يتناولون المأكولات البحرية من أسماك ومحار وجمبري وغيرها من المنتجات البحرية، وكذلك منتجات الألبان المختلفة والبيض والأطعمة النباتية الأخرى ولكنهم يمتنعون عن تناول اللحوم الحيوانية والدجاج.

النباتي المرن (flexitarian): وهؤلاء يسمحون لأنفسهم بتناول كميات ضئيلة من اللحوم والأسماك إلى جانب ما يأكلونه من النباتات والخضار والبقوليات المختلفة في نظامهم الغذائي.

والأشخاص الذين ينتمون للنوعين الأخيرين يفعلون ذلك لجني ثمار الأطعمة والمأكولات الأخرى التي يضمنونها في نظامهم الغذائي بينما يظلون نباتيين في الغالب.

الفوائد الصحية للنظام الغذائي النباتي
الفوائد الصحية المتعلقة باتباع نظام غذائي نباتي كثيرة جدا، ولعل من أهمها:

تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان
معدل الإصابة بأمراض السرطان المختلفة أقل بنسبة 10-12% بين النباتيين مقارنة بغيرهم من البشر، كما ذكر تقرير منصة “ديلز أون هيلث” آنف الذكر.

وتربط الأبحاث والدراسات العلمية الأطعمة النباتية ومكوناتها بالحفاظ على وزن صحي وتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان. وفي الوقت نفسه، ربطت هذه الأبحاث بين استهلاك اللحوم، وخاصة اللحوم المصنعة، وزيادة مخاطر الإصابة بهذه الآفة.

الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية
يقلل النظام الغذائي النباتي من مخاطر الوفاة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 40%، وتكشف الإحصائيات أن ما يقرب من 60% من الأشخاص الذين يستهلكون البروتينات النباتية لديهم شرايين قلب أكثر صحة من أولئك الذين يستهلكون البروتينات القائمة على اللحوم. وبالإضافة إلى ذلك، فإن النباتيين لديهم مخاطر أقل بنسبة 40% للإصابة بأمراض القلب التاجية، حسب ما ذكر التقرير السابق.

تخفيض نسبة الإصابة بمرض السكري
النباتيون أقل عرضة بنسبة 50% للإصابة بداء السكري من “النوع 2” مقارنة مع غير النباتيين. وأظهرت الإحصائيات في دراسة علمية نشرتها “مجلة التغذية والأيض وأمراض القلب والأوعية الدموية” (NCBI) أن النظم الغذائية النباتية مرتبطة بتقليل الإصابة بمرض السكري.

مكافحة البدانة وزيادة الوزن
وجدت دراسة نُشرت بمجلة “نيوترينتس” (Nutrients) أن ما يقرب من 30% من آكلي اللحوم يعانون من السمنة أو زيادة الوزن مقارنة بـ 13% فقط من النباتيين، وهذه ليست مفاجأة بالنظر إلى أن المنتجات الحيوانية تحتوي على دهون أكثر بكثير من الأطعمة النباتية.

وهناك فوائد صحية أخرى مثل تقليل أعراض الربو والأمراض التنفسية الأخرى، وتحسين صحة العظام وتقويتها وتقليل معدل الأمراض المرتبطة بها، وكل هذه الفوائد الصحية تؤدي إلى إطالة العمر والعيش لمدة طويلة بشكل صحي بعيدا عن الآفات والأمراض.

وفي الحقيقة فإن فوائد النظام الغذائي النباتي لا حصر لها، وهي خيار ممتاز لأسلوب حياة صحي شبه خال من المشاكل الصحية التي تصيب البشر المدمنين على تناول اللحوم والمنتجات الحيوانية الأخرى.

ومع ذلك، فهناك بعض المحاذير حيث إن من الضروري أن يعرف الناس كيفية الوصول إلى الحد المسموح به من المغذيات التي يحتاجها جسم الإنسان كل يوم. وهنا فقد لا تكون بعض العناصر الغذائية مثل البروتين والحديد وفيتامين ب 12 وأحماض أوميغا 3 الدهنية وغيرها متاحة بسهولة للأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا، ومن ثم يصبح من المهم بالنسبة للفرد البحث عن البدائل النباتية للأغذية الحيوانية التي توفر هذه المعادن والعناصر الغذائية.

وهنا لا بد من التنبيه إلى أن كميات الطعام التي يجب على النباتيين تناولها ينبغي أن تكون أكبر من نظيرتها الحيوانية التي تحتوي على هذه العناصر، حيث إن كمية هذه العناصر الغذائية والمعادن في نفس الكمية من الطعام النباتي أقل نسبيًا من اللحوم والمنتجات الحيوانية الأخرى. وعلى هذا الأساس فعلى النباتيين تناول كميات أكبر من الفواكه والخضار التي تحتوي على هذه العناصر الغذائية الضرورية للجسم من أجل تزويده بما يحتاج إليه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى