أقلام

ميقات الأسود

علي المادح

في أسد الله ورسوله سيد الشهداء وعم النبي محمد صلى الله عليه وآله (حمزة بن عبد المطلب ) عليه السلام

يا قبرَ حمزةَ إنَّ الدمعَ ينبعثُ
وما بدمعِ محبٍّ في الهوى عبثُ

تهوي القلوبُ إلى عرفانِ ساحتهِ
وقدْ رضوا بمقامَ العشقِ مذ مكثوا

القاصدونَ إلى واديكَ قد وقفوا
فلا جدالٌ ولا فسقٌ ولا رفثُ

قد أحرمَ القلبُ من ميقاتِ حضرتهِ
بك استعاذَ بمن في الشركِ قدْ نفثوا

ياصاحبَ الهيبةِ الغراءِ مادحكمْ
على المودةِ قد أسرى بهِ الحدثُ

فما لمثلكَ في التاريخِ من شبهٍ
يا أوحدًا تاهَ في معناكَ من بَحَثَوا

يا أيها البدرُ في بدرٍ يشع لظىً
تذوبُ من سيفهِ الأرواحُ والجثثُ

وليسَ في أُحُدٍ في العرْبِ من أَحَدٍ
إلاَّ توهّمَ أنْ يدنو لهُ الجَدَثُ

تطيرُ أذرعةٌ والروسُ تتبعها
وفي خبائهمُ النسوانُ قد طمثوا

يسابقُ الموتَ، عزرائيلُ يلحقهُ
وسْطَ الكتائبِ لا بالجمع يكترثُ

وقد تدلَّتْ رقابٌ عندَ صولتهِ
كأنَّ من فزعٍ ماتوا وقد بُعِثُوا

يهرولونَ فكيفَ الموتُ خالطهمْ
ويسقطونَ فهلْ ماتوا وما لَبِثوا!

(لا يخلفُ ) اللهَ في أُحْدٍ فتمَّ هنا
ميعادُ ربكَ حتى غالكَ الخبثُ

فقلْ لهندَ لقدْ أفريتِ أكبدةً
شرائعَ اللهِ والأديانَ قد وَرَثُوا

مطهرونَ كما شاءَ الإلهُ لهمْ
لكي يُميّزَ من طابوا ومنْ خبثوا

فأينَ من حمزةٍ منْ جاء منقلبًا
والقاسطون ومن للحقِ قدْ نَكَثوا

وهل سينهضُ سيفُ اللهِ من أُحُدٍ
على الحسينِ جيوشٌ قادها شَبَثُ

وتلكَ زينبُ فوقَ التلِّ نادبةً
واحمزتاهُ بناتُ المصطفى شُعُثُ

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى