بشائر الوطن

(جدري القرود) يغزو دول العالم.. والمملكة (آمنة)

بشائر: الدمام

• النظام الصحي السعودي مستعد لأي حالات طارئة

• له أعراض مشابهة لـ «الجدري» و«الإنفلونزا»

• فترة الحضانة تمتد إلى 3 أسابيع

•العدوى تنتقل بإفرازات الجهاز التنفسي والآفات الجلدية

سجلت عدة دول حول العالم انتشارا لحالات مرض «جدري القرود» الفيروسي النادر، وذلك في كل من الولايات المتحدة وكندا وإسبانيا والبرتغال وبريطانيا، في حين لم تسجل المملكة أي حالات إيجابية للمرض.

ودعت منظمة الصحة العالمية إلى تتبع قوي للمخالطين للحالات المصابة، وسط مخاوف من حدوث تفشٍ في العديد من دول العالم، للمرض الذي لا توجد له أي أدوية أو لقاحات مُحددة متاحة لمكافحة العدوى.

استعداد كامل

وأكد مختصون لـ «اليوم» أن النظام الصحي في المملكة قوي، وفي تحديث دائم، واستعداد تام لأي حالة طارئة، والتعامل الأمثل في مثل هذه الظروف، وأشار استشاري الأمراض المعدية د. عليان آل عليان، إلى اكتشاف العديد من الحالات مؤخرا، وصلت في آخر تحديث إلى 108 حالات «مؤكدة ومشتبه بها»، في العديد من الدول الأوروبية، بعد رصد بدايته في المملكة المتحدة منذ أوائل مايو.

حالات نادرة

وأوضح أن هذا العدد من الحالات كبير، وغير عادي بالنظر إلى أن حالات جدري القرود البشرية غير شائعة، وهي نادرة بشكل خاص خارج غرب ووسط أفريقيا، وتم التقصي عن إحدى الحالات، التي كانت قد سافرت مؤخرا إلى نيجيريا، حيث يستوطن جدري القرود.

انتقال العدوى

وأضاف: المرة الأولى التي شوهد فيها الفيروس يسبب تفشيا للمرض كانت في عام 1958، في مستعمرة من قرود الأبحاث، ولكن لا يزال الخازن الحقيقي للفيروس غير معروف، وانتقال العدوى يحدث بشكل رئيسي من خلال القطيرات التي تحتوي على الفيروس، ولكن الاتصال المباشر بالطفح الجلدي أو سوائل الجسم من شخص مصاب، أو الاتصال غير المباشر عبر الملابس أو البياضات الملوثة، يمكن أن يؤدي أيضا إلى انتقال العدوى.

أعراض متشابهة

وأكد أن جدري القرود له أعراض مشابهة للجدري، ولكنه أكثر اعتدالا منه، مع العلم بأن الجدري البشري قضي عليه منذ عام 1980، بالإضافة إلى الأعراض الشبيهة بالإنفلونزا، وتؤدي العدوى إلى طفح جلدي مميز، خاصة على راحة اليدين.

القردة والجرذان

وقالت استشاري طب الأسرة والأستاذ المشارك بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، د. ملاك الشمري: لم يتعاف العالم من أزمة وباء كورونا، إلا وصعق بتفشي فيروس جديد، ولم يعرف أن هذا الفيروس ينتشر بين البشر بهذه النسبة، بل عرف أنه فيروس تحمله القردة والجرذان فقط، موضحة أن الفيروس والطفح الجلدي المصاحب له عرف في قارة أفريقيا، وأنه يُعتقد أن المسافر النيجيري المصاب به هو المتسبب في انتشاره في بريطانيا، وأن الاتصال والتلامس الجسدي بين المصابين والحاملين له هو السبب الرئيسي لانتشاره.

فترة حضانة

وأوضحت أنه في الغالب يصاب المريض بالفيروس لمدة 3 أسابيع، وهي فتره الحضانة للفيروس، ثم يصاب بآلام عضلية وجسدية، وحرارة وانتفاخ بالغدد الليمفاوية، يليها الطفح الجلدي المعروف للمرض، مضيفة: السعودية تتمتع بنسبه حصانة عالية من هذا المرض؛ كون عامة الشعب محصنا ضد جدري الماء، والجدري، وهو من التطعيمات المعروفة.

طفح جلدي

من ناحيتها، أكدت استشاري الأمراض الباطنة بمستشفى الملك فهد الجامعي في جامعة الإمام عبدالرحمن، د. عائشة العصيل، أن منظمة الصحة العالمية صرحت بتفشي جدري القرود في كل من الولايات المتحدة وكندا وإسبانيا والبرتغال وبريطانيا، وأن أعراضه تشمل الحمى، وآلام العضلات، وتضخم الغدد الليمفاوية، والطفح الجلدي على اليدين والوجه.

طريقة الانتقال

وأوضحت أن العدوى تنتقل من إنسان إلى آخر عن طريق المخالطة بإفرازات الجهاز التنفسي، أو الآفات الجلدية لشخص مصاب، أو أشياء ملوثة حديثا، مؤكدة: لا بد من ارتداء قفازات ومعدات حماية عند الاعتناء بالمرضى، وينبغي الحرص على غسل اليدين بانتظام عقب الاعتناء بهم أو زيارتهم.

أدوية ولقاحات

وأكدت أنه لا توجد أي أدوية أو لقاحات مُحددة متاحة لمكافحة عدوى جدري القردة، ولكن يمكن مكافحة فاشياته، وثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري ناجح وفعال بنسبة 85 % في الوقاية من جدري القردة، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحا بعد أن أُوقِف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم.

التطعيم المسبق

واختتمت: رغم ذلك فإن من المُرجّح أن يفضي التطعيم المسبق ضد الجدري إلى أن يتخذ المرض مسارا أخف وطأة، وقد يسهم تقييد عمليات نقل الثدييات الأفريقية الصغيرة والقردة أو فرض حظر على نقلها إسهاما فعالاً في إبطاء وتيرة اتساع نطاق انتشار الفيروس.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى