أقلام

الوشوم على الاجساد

جواد المعراج

من المظاهر والنعم الجميلة هي أن يعطي الله عز وجل الإنسان نعمة الدين والمظهر الحسن من دون أن يتلاعب الشخص في الشكل الخارجي الخاص به، فهناك من يعبث في الجسد الخاص به وذلك عن طريق وضع رسومات غريبة، على سبيل المثال الجماجم المحترقة أو التنانين الملونة أو الحيوانات كالذئب، وغيرها من رسومات أخرى غريبة.

إن مثل هذه المظاهر والسلوكيات والأفكار الهادمة بدأت تنتشر بشكل كبير في الدول العربية وكذلك المجتمع القطيفي، فترى فئة من المراهقين والشباب بل وحتى الشابات يضعن الوشوم على أجسادهن (في مختلف المناطق بالجسم).

هذه السلوكيات لا تمثل مجتمعنا القطيفي بل هي تمثل الدول الغربية وأصحاب الفكر الفاسد، والمشكلة الكبرى أن هناك من يروج لمثل هذه البضائع الفاسدة، وذلك من خلال حسابات في مواقع تواصل الاجتماعي كالانستغرام أو من جانب وجود مشاهير يشجعون الجيل الجديد على اتباع هذه المظاهر وكأنها أصبحت ممارسات تعمل على إغراء هذا الجيل بأوهام وخرافات تبعدهم عن التمسك بتعاليم الدين الإسلامي وأخلاق ومبادئ وقيم أهل البيت عليهم الصلاة والسلام.

بكل صراحة مثل هذه المظاهر تهدر الأموال بشكل زائد ويعتبر الشكل الخاص بها مثير للشبهة والفتنة بين أفراد المجتمع والبلد، فعندما يضع إنسان معين وشم على جسده ستراه شابة أو يراه مراهق أو شاب معين، من هذه الناحية قد يتأثرون بمثل هذه الأفكار الهادمة ويقومون بتطبيق نفس ما فعله ذلك المشهور الذي يتابعونه في مواقع التواصل الاجتماعي بل ويقدسونه ويقلدوه في كل حركة يخطوها.

نحن بحاجة لإعادة ترتيب الأمور لنكون واعين ومتعلمين كي لا نقع في فخ المغريات والحضارة الغربية المنحطة أخلاقيا والتي تشجع الإنسان على الانحراف والضياع والابتعاد عن تطبيق العادات الحسنة والحفاظ على الأعراف التربوية.

بالإضافة إلى ذلك، من اللازم تكثيف جماعات وحملات إعلامية وتوعوية تهدف لتوعية الأجيال الجديدة من جانب ترك مثل هذه المظاهر والشعارات التي تعمل على توسيع الممارسات الملتوية بين البلدان والمجتمعات الإنسانية، بمعنى آخر يجب عدم التأخر على إيجاد الحلول التي تساعد على منع انتشار مثل هذه الظواهر السلبية.

تقبل ثقافة الاختلاف (من ناحية وضع الوشم):

إن وجود الاختلاف بين ثقافات البشر أمر طبيعي ووارد في حال اتفق أو رفض الطرفان الأفكار والآراء المطروحة في فترة المناقشة بموضوع معين.

ولهذا أرى أنه من الأفضل أن يتم نبذ العصبية والتعصب، وأن لا يتم التمسك بالرأي الواحد، بالإضافة إلى ذلك الابتعاد عن كثرة العتاب السلبي ولوم الآخرين أثناء النقاش، من خلال اتهامهم باستمرار في كل شيء، لأن هذا الأمر يورث البغضاء، فطبيعة البشر معرضين للصواب أو الخطأ بأي لحظة.

فعندما نطرح موضوع معين سواءا كان يتحدث عن مشكلة اجتماعية أو الوشم أو ظاهرة سلبية، طبيعة الحال سنلقى من يعارض ويأيد أي طرح وخاصة ولو كانت هناك مواضيع مثيرة للجدل.

فالذي يرفض تقبل ثقافة الاختلاف يصنف من أصحاب الفكر الضيق الذي يريد دائما ان يتهم من حوله بالفسق والفساد، وذلك نتيجة تباعد في وجهات نظر ووجود اختلافات معينة من ناحية قناعات وسلوكيات وعادات اجتماعية.

والمجتمعات المعاصرة بحاجة لتعزيز روح التعايش والتفاهم بين مختلف الأطياف الاجتماعية والأجيال، حتى ولو كانت هناك معارضة بين كل طرف من الأطراف المتناقشة أو المتنازعة على قضية معينة.

يجب أن نتعلم علي تقبل ثقافة الاختلاف، وذلك من أجل الابتعاد عن الدخول في خانة الانفعال الشديد والكراهية التي تؤدي لمخاصمة شخص معين بسبب التعرض لنقد أو انتقادات سلبية صدرت منه فطبيعة البشر لا يستوفون الكمال بل كل فرد لديه عيوب وسلبيات ومزايا معينة، وبهذا نحتاج للتحلي بالهدوء والسيطرة على الغضب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى