أقلام

الإرهابيون فكريًّا والمشاكل الاجتماعية

جواد المعراج

قد تحدث أحيانًا خلافات بين الكبار والصغار، ووجود حالة من التعصب التي تجعل كل طرف يمارس الضغط الاجتماعي، أو الإرهاب الفكري الذي يرتبط بسلب التعبير عن الرأي من قبل الطرف الآخر، وبالتالي تتغلغل الأحقاد في النفوس، وتستمر لفترة طويلة من الزمن بسبب تباعد وجهات النظر وعدم تحقيق الحوار والنقاش الهادئ الإيجابي.

وجدير بالذكر أن التعبير عن الرأي من خلال إعطاء مختلف الفئات العمرية (الكبار والصغار) مقدرة على المناقشة يعمل على تهيئة الأجواء الهادئة في المجتمع، بعيدًا عن العصبية والتمسك بالرأي الواحد، وعندما يتم منع طرف محدد من التعبير عن رأيه تحصل مناوشات كلامية.

على سبيل المثال قد تطرح فئة من الصغار رأيًا معينًا، فيقوم الكبير بممارسة الإرهاب الفكري والتخريب لأن الطرف الصغير اختلف معه في فكرة أو طرح محدد، وعكس ذلك حتى أن الصغير قد يقوم بممارسة أسلوب التخريب والقمع في الرأي تجاه الكبير بسبب وجود اختلافات وأفكار وقناعات ناتجة عن عدم تفاهم أو سوء في الفهم.
وعندما يحصل ذلك يحدث في المجتمع تصادم ومشاكل كثيرة، لأن بعض الصغار والكبار يتشاجرون على آراء محددة، وهذا يخلق الإرهاب الفكري الذي يؤدي لتحجير العقول، ويحرم كل طرف من التعبير عن رأيه إلى أن يضعف التواصل فتنتشر في المجتمع المفاسد الفكرية والنفسية والخبائث المبنية على انتهاك القوانين الاجتماعية، وينتشر الخراب والظلم والعدوان.

وللإرهاب الفكري آثار نفسية واجتماعية مدمرة، حيث يجعل كل شخص يحقد على الآخر، وبالتالي يسعى كل طرف لاستغلال الحوارات والنقاشات من أجل تحقيق المكاسب الاجتماعية المبنية على التوجه لتسقيط وتخويف شخصية محددة في المجتمع بحجة منعها عن التعبير عن رأيها، أو السعي لتحشيد أصوات للحصول على نفوذ اجتماعي قوي وتأييد شعبي يهدف لقمع رأي الآخر، كما له هدف في خلق الإرهاب والحقد على تلك الشخصية المحددة.

ويمكن مواجهة هذا الإرهاب الفكري والتعصب في الرأي عن طريق وجود جماعات تطوعية ومؤسسات اجتماعية وفئات تسعى لتعزيز الحوار والنقاش الهادئ بين مختلف الفئات العمرية، وذلك للسيطرة على أي خلاف أو مشكلة تحصل في المجتمع أو بين الكبار والصغار، وبهذا يتم تهيئة الأجواء الهادئة التي تبتعد عن الكراهية والعنف النفسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى