أقلام

المشي بين الحاضرين في المأتم الحسيني

علي الوباري

في عالم اليوم، مناهج وفنون التقديم والخطاب الاحترافي المقنع بالتحليل المنطقي، والأدلة المعززة للفكرة والطرح المؤثر بالمعلومات الموثقة، في عصر تنوع الخطابات وتناقل أساليب تقديم الكلمات والخطب مثل توسماستر وTED TALK. هذه النوعية من التقديم أبدعت فيه الجامعات الأمريكية، وأصبح ملائمًا للثقافية المؤسساتية التي تعد الأفراد والمجتمعات وتهيئهم في تقديم خطبهم ورسائلهم بالحملات الانتخابية والمحاضرات والندوات الثقافية.
المنبر الحسيني من أوائل أدوات نشر الثقافة وتقديم الأفكار والرسائل المعرفية الدينية والتاريخية بأسلوب الاتصال الشفاهي المباشر الذي تبرز فيه حركة اليد والعين والجسم المناسبة للكلمة والعبارة والمضمون، ولها مميزات، مثل: رفع الصوت وخفضه، وتغيير نبرة الصوت، والأطوار الأدائية وحركة الخطيب وطريقة سيره التي يستجيب لها الحاضر بالمأتم.

قيام الخطيب من على المنبر ومشيه أثناء المصيبة وختم المأتم، يستهدف إدرار الدمعة والتأثير في الحضور عاطفيًّا بالكلمة وحركة الجسد.
هذا الأداء كان متبعًا قديمًا، مثل: الأسلوب الحركي الذي يقوم فيه الخطيب (الشيخ ) من على المنبر ويبدأ بالتفاعل مع الحاضرين بالصوت وحركة اليد والجسد والمشي بين المستمعين، هذا الموسم العاشورائي بدأ معظم الخطباء بهذا الأسلوب القديم، وكان مؤثرًا في من يسمع ويشاهد خصوصًا الأطفال والشباب الذين يشاهدون طرق التقديم وأنواعه في أدوات التواصل الاجتماعي لجذب انتباههم وزيادة تركيزهم.

طريقة القيام من على المنبر عنصر مهم في إثارة الحماس والمشي بين الحاضرين، وهي حركة تساعد على التفاعل، وتزيد التأثير العاطفي وإثارة الحماس النفسي مع المصيبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى