أقلام

نحن والآثار! العلامة الشيخ باقر أبو خمسين

الشيخ عبد الله الشيخ حسن بو خمسين

من كتاب (نظرات في الكتب والصحف) للعلامة الشيخ باقر بوخمسين، اخترنا لكم هذه المقالة المدرجة ضمن مقالات متعدِّدة، ولأهمية الآثار للأمم نرى أن كل أمة تحافظ على كنوزها الحضارية النفيسة، والشيخ ملتفت لهذا الجانب فهو في هذه المقالة التي كتبها في حدود عام ١٣٧٠هـ يسلط الضوء على التاريخ الحضاري لبعض الأمم، مؤكِّدًا على الأخذ بالأسباب، وداعيًا إلى ضرورة حفظ الآثار.

الجدير بالذكر أن الكتاب صدر عن دار روافد للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، في طبعته الأولى 1445هـ/ 2023م، بتحقيق عبدالله الشيخ حسن بوخمسين، وقد تضمَّن ثلاثين مقالة اتسمت في الغالب بالجانب الاجتماعي الثقافي، وجاء في حدود (230) صفحة من الحجم العادي (17؛ 24)سم. والكتاب ضمن سلسلة إحياء تراث علماء آل أبي خمسين في الأحساء.

عبدالله الشيخ حسن بوخمسين

يقول الشيخ – رحمه الله- في بداية المقالة:

لست أدري ما الذي حبَّب فيَّ الصفوة من الأدباء، والنخبة من أبناء العلم، حتَّى مزجوني في أحضان هذه الحلبة، وجعلوني أحد أفرادها؟ إنَّها الصفوة التي التفتت، فرأت خير عمل تقوم به وخير وسيلة تخدم به دينها وأدبها إحياء التراث القديم، فتختار منه لبابه، فخضت الموضوع؛ إذ كما يقال (ما جواب من قال أعطني إلَّا هاك)، فإن كان عليَّ ذنب فالسؤال عليهم، وإن كانت لي بعض الحسنات، فالفضل لله، ثمَّ لذويه.

ليس من شكٍّ أنَّ كلَّ أمَّة أخذت حظَّها في نقطة دائرة الكون، ونالت مكانتها تحت أشعَّة مليكة العالم، لم تنله لأنَّها عاشت لا همَّ لها إلَّا الأكل من مصفَّى العسل فقط، ولم تأخذ حظَّها لأنَّها درجت في أحضان الطبيعة لم تعرف إلَّا الموشَّى من الثياب؛ إذ لو كان هذان الأثران هما اللذان يخلِّدان الأمم؛ فتُناطح أبا الهول خلودًا، وتطاول الفرقدين في الاستمرار على ممرِّ الدهور وبقاء الخلود، لرأينا وقرأنا عن (الإسكيمو) مثلًا مآثر، وغررًا، ولكنَّا لا نعرف عنهم إلَّا أنَّهم عاشوا في ربى الجهل وأحضان الهمجيَّة، حيث عاشت هذه الأمَّة ودرجت في أحضان هذا الكون وشرقت عليها أشعَّة الشمس، وهي تعيش إلى الآن، فهل عرف العالم عنها شيئًا؟ اللهمَّ إلَّا السوَّاح ومتتبِّعي الآثار، ونقرأ عن الفينيقيِّين مثلًا وهم أمَّة كانوا على الخليج الفارسيِّ من الجانب العربيِّ، ثمَّ هاجروا إلى سوريَّة، فلم يأخذ الزمن بهم في الطول كما أخذ بغيرهم في الاستمرار، ولكنَّك تقرأ عنهم فتعجب؛ فهم أوَّل من ركب البحر فسنَّ السفن الشراعيَّة، وأوَّل من غامر في أحضان الفلوات، وهم أوَّل من اخترع البوصلة فكانوا همزة الوصل بين الشرقين الأقصى والأوسط؛ لذا سطَّرهم التاريخ بمداد الفخر وبريشة الإعجاب لما خلَّفوا من آثار، وبما أبدعوا من نظم، وما أبقوا لنا من معالم تدلُّ على حضارتهم وكذلك اليونان، وأراني كما يقال ناقل التمر إلى هجر إن أردت أن أشرع في معارفهم، أو أقصَّ عليك آثارهم، فهل علم المنطق إلَّا منهم؟ وهل علم الأخلاق إلَّا منهم؟ فإذا ذكر أفلاطون ذكرت الحكمة، وإذا ذكر سقراط ذكرت الأخلاق وغيرهما.

إذن كلُّ أمَّة أخذت من المعارف وارتقت سلَّمًا من الفنون، أيًّا كان نوع ذلك العلم الذي طرقته، وذلك الفنِّ الذي سلكته، وأيًّا كان نوع التفكير الذي انتهجته لا بدَّ أن تبقى لها معالم، ورسوم يشار إليها وآثار يقتدى بها، لا يتمكَّن الزمن مهما نصب لها من العدوان أن يمحوها، وباقيات سواء كن صالحات، أو بعض الصالحات لا تتمكَّن عجلة الدهر في طيَّاتها أن تطحنها مهما اجتهدت في ذلك، ومهما حاولت أمَّة من الأمم أن تطفئ سراجه.

وهذه الهند حدَّثنا عنها التاريخ، ونطقت به آثارهم عن علم الفلسفة، وعن علم الفلك منذ أقدم العصور، فهل تمكَّن الدهر أن يخبِّئ بين طيَّاته معلوماتها؟ وهل تمكَّنت أمَّة من الأمم أن تخفي آثارها؟ فلا تُذكر الهند إلَّا وتُذكر الفلسفة، وعلم الفلك، فهما مقرونتان بذكرها بكلِّ فخر.

إذن لكلِّ أمَّة آثار تخلِّفها للأجيال بعدها، ويمكننا تقسيم الآثار التي تخلِّفها إلى ثلاثة أقسام:

الأوَّل: ما تخلِّفه من العادات والتقاليد يسير عليها أبناؤها في هذا المجتمع لتكون أمَّة كسائر الأمم لها أنظمة تخرجها عن الوحشيَّة، ولها تقاليد تحفظ بها مراسيمها فيما بينها في داخلها.

الثاني: ما تخلِّفه لتعرِّف أبناء الجيل القادم كيف يسيرون على هذه النظم مع جيرانهم من الأمم ومع أصدقائهم ومع أعدائهم، وكيف يعرفون حياة السلم وحياة الحرب، وكيف يأخذون مستواهم اللائق بهم من جميع أنحائه علمًا، وأدبًا، واجتماعًا، وسياسةً.

الثالث: ما تخلِّفه من معارفها العلميَّة، وآثارها الأدبيَّة، وهذا الأخير هو الذي تبين به منزلتها العلميَّة، ويستدلُّ به على عقولها وسعة معلوماتها وكيف كانت تنظر إلى نظم الحياة، كما به تعرف منزلتها الثقافيَّة ونصيبها منها وبهذا نتمكَّن من معرفة السرِّ الذي من أجله تحيا بعض الأمم ومن أجله تموت الأخرى، وترمى في سلَّة المهملات، وهذا الأخير هو ما نقصده بالبحث؛ لأنَّ الأمر الأوَّل أمر لا يتعدَّى أن يكون خاصًّا بالبيئة، ولا يتعدَّى نطاقه أفراد مجتمعه، ومن الخطأ في الرأي أن ننظر إليه بعين كلُّها هزء، واحتقار حيث لا نراه يصلح لبيئة أخرى، لأنَّ الأفراد والجماعات مختلفة شعورًا وإحساسًا، كما أنَّ البيئات والعصور مختلفة بحسب الأدوار، وكذا الأمر الثاني، فإنَّما هو نظم وقوانين أرادوا بها أن لا يفتقد أبناؤهم توازنهم في هذه الحياة، ولا يصبحون مفتقدين إلى الغيرفي نهج الحياة في سلوكهم وحياتهم.

إذن محور البحث أو النقطة التي يجب أن يضرب عليها الوتر هو الأمر الثالث، فهل يجب على كلِّ أمَّة أن تأخذ تراثها القديم، وتحتفظ به فلا تتعدَّاه، تبني عليه سيرها العلميَّ غير ملتفتة إلى التجديد وسنِّ أنظمة تلائم عصرها؟ أم يجب عليها أن تكون مبدعة كما أبدع آباؤها نابذة وراءها كلَّ مآثر الأجداد؛ لأنَّهم خلقوا لعصر غير عصرهم وزمان غير زمانهم؟ هذا هو ما يجب البحث فيه والسؤال عنه.

ربط الماضي بالحاضر

يقول المتزمِّتون المتعصِّبون للقديم: إنَّنا لولا القديم لما قامت لنا راية ولما كان لنا من أثر في هذا الوجود، ويقول المتطرِّفون المتعصِّبون للجديد: لو احتفظنا بالقديم لما أصبحت لنا معنويَّة في هذا الوجود، فهل هناك تخالف بين الرأيين لا يمكن الجمع بينهما؟ ويقول من لم يتعصَّب لأولئك، ولم يتطرَّف مع هؤلاء: عليكم بأمر بين أمرين، ولكن لو نظرنا بعين الحقِّ، وفحصنا نقطة الحقيقة وغربلنا الأشياء كما هي لندرك ما هدايتها، إذن نصبح كما يحتِّمه الواجب علينا أن لا نصادق المتزمِّتين، ولا ننبذ المتطرِّفين، بل نقول لكلِّ واحد منهم: قفْ على دكَّة البحث هُنَيئة، واصغِ لما يوحيه إليك المنطق الحرُّ، وانظر سنَّة الله في هذا الكون وما يجريه في خلقه، وخذ منه مثلًا وشاهدًا يغنيك عن فلسفة الآخرين، فبين البرهة والبرهة يبعث الله في خلقه مبشِّرًا ونذيرًا، ولم يكن هذا المبشِّر الجديد لينبذ كلَّ ما جاء به من كان قبله، ولم يكن ليتركه كلَّه، بل يأخذ منه ما يراه موافقًا لأهل عصره ملائمًا لروح النظام يتمشَّى مع البيئة والمجتمع الذي بعث برسالته فيه، فهل معنى هذا إلَّا جمع بين ما هو الصالح للبشر من التراث القديم وبين الذي جاء به، هذا في الرسل، وخذ إليك الفلاسفة يأتي أحدهم فيجدِّد له نظريَّة، ويفنِّد أخرى ولكنَّه لا يطرح كلَّ ما وجده قبله، فهو إن لم يزده بحثًا، وتحقيقًا، فهو مقرٌّ به يراجعه ويرشد إليه. هذه سنَّة الله – سبحانه- التي جرت في عباده منذ أن عرف البشر أنَّ لهم خالقًا، وهذه عادة البشر منذُ أدركوا أنَّهم محتاجون إلى المعارف والفنون، وأنَّهم لم يخلقوا ليأكلوا فقط.

ما عذر من يتطرَّف إلى الجديد بكلِّه وينبذ القديم كلَّه بما فيه من محامد حتَّى صارت عنده الملكة التي استطاع بها أن يحدث شيئًا جديدًا؟ ومتى تمَّ له الإدراك التامُّ الذي ميَّز به أن القديم لا خير فيه إلَّا بعد أن غاص في كنوزه وعرف ثماره، فأكل الناضج منها ولفظ النَّيِّء؟ أم هو وحي الخيال فقط وإيحاء الفكر الساذج؟

إنَّ من يريد نبذ القديم معناه أنه يريد هدم كيان الأمَّة؛ لأنَّه بنبذها لمآثرها وآثارها تصبح عارية من الفضائل، مفتقرة إلى غيرها، تطلب من هذا برنامجًا تسير عليه، وتأخذ من ذاك الهدى إلى ما فيه صلاحها، وتأمل من يمنُّ عليها، فيرشدها إلى النافع من العلوم؛ لتدرسه. أعرفت أنَّ من الضروريِّ الاحتفاظ بالقديم؟ وأنَّ لا ننبذه ظهريًّا، ونجعله نسيًا منسيًّا نسدل دونه الستار، أرأيت كيف يجب أن نحوطه فنسير على هداه بأن نأخذ منه اللباب؟ أيقنت أنَّك لولا ماضيك لما كنت في أمَّة تأخذ مكانها تحت ضوء الشمس؟ قلتُ لك فيما سبق إنِّي لا أحبِّذ أن تأخذ القديم بما فيه على علَّاته سار مع العصر أم لم يَسِر؛ إنَّما أقول لك: اربط الماضي بالحاضر وقرِّب الصلة بينهما، وخذ من القديم لبابه، وخير ما فيه، وأنزله بوتقة الفكر؛ لتصوغه فكرة يستسيغها الجيل، ويعرف كيف يستثمر منها لأبنائه.

يقولون إنَّ أمَّة لا تلبس من نسيجها عارية، وإن كانت في أبهى المطارف، وإنَّ أمَّة لا تأكل من زراعة أرضها جائعة، وإن كانت تأكل العسل المصفَّى، وإنَّ أمَّة لا يكون أمراؤها من خيرة أبنائها مغلوبة، وإن كان حاكمها إله الأرض رحمة، فكذلك قل: إنَّ أمَّة لا تربط ماضيها بحاضرها وتصل حاضرها بماضيها، وتوثِّق الصلة بينهما إنَّها أمَّة لا تستحقُّ الخلود ولا تستحقُّ الإكبار، وحرام أن تأخذ حصَّتها تحت ضوء الشمس أو تعيش رغدًا، أنا لا أنكر أنَّا بحاجة إلى إدخال علوم العصر إلى علومنا والى أنظمة جديدة إلى أنظمتنا فيسير عليها عالمنا؛ إذ بها نعرف كيف نسير مع البشر وكيف نحسن ويحسن إلينا لينتظم الأمر؟ لكن لا ننبذ ماضينا، ونترك ديننا وننسى أبطالنا، هذا ما لا تقوم له السماوات والأرضون.

تأمَّل مليًّا، وتدبَّر أنَّ نبذك قديم ماضيك ومآثر الإسلاف معناه: أنَّ كلَّ أسلافك لا حياة لهم علميَّة، ولا حظَّ لهم من المعارف، فأنت وليد أمَّة أولدها الجهل فحضنتها الطبيعة العمياء، فعاشت تتخبَّط في دياجير الظلام، فليحفزنا ما نراه من همَّة الأمم في إحياء تراثها، وبعثها الماضي من مآثرها، وليحفِّزنا داعي الحقِّ الذي يدعونا أن نلبِّي ونحفظ أتعاب أناس سهروا؛ لننام، وكدُّوا؛ لنستريح، فأضاءوا الطريق؛ لنسير فيه بلا حذر.

ضرورة حفظ الآثار

لننظر هل من العبث المحض الذي لا جدوى فيه سعي الأمم الراقية لحفظ آثارها؟ وهل من اللهو الذي جعل للتسلية فقط صرف المبالغ الطائلة على تنظيمها؟ وهل من الإسراف نصب دوائر ومخصَّصات وعمَّال ومدراء للقيام بشئونها؟ لا .. إنَّ ذلك ليس من العبث، وليس من اللهو الذي لا فائدة تحته، ولا جدوى، وليس من الإسراف الذي لا خير فيه، بل إنَّ في تتبُّع الآثار دليل رقيِّ الأمَّة، وتقدير مقياسها بما أخذت من الحضارة، وفي حفظها دليل على ثقافتها واتِّساع معلوماتها بما ضربت من سهم وافر، وفي تنظيمها دليل على عقليَّتها التي صقلها العلم، ونمَّاها العرفان، وهل هناك خير من الآثار التي هي غذاء العقل ونماء الفكر (أعني العلوم)؟ إنَّا إذا رأينا الأمم الراقية قد اهتمَّت بكلِّ شيء أثريٍّ حتَّى في الخزف، أفلا نشعر بضرورة الرجوع إلى آثارنا، وما خلَّفه لنا الأجداد من التراث العلميِّ؟ فما لنا قد أهملناها في زاوية الإهمال وقبعنا عنها في طامورة النسيان وأودعناها صناديق الهجران؟ أليس من العار أن لا نعرف عن كتَّابنا القدماء إلَّا أسماءهم؟ ولا ندري عن كتب علمائنا – وهم الذين كانوا فخر الشرق، وبهم اعتزَّ الدين، وعلت كلمة العروبة- إلَّا اليسير من مؤلَّفاتهم، ويكاد أن يضمحلَّ.

قل لي هل تعرف، أو أنا أعرف أنَّ للمفيد ما يناهز مئتي مؤلَّف، وأنَّ لعلم الهدى ما يناهز مئة مؤلَّف، ولفلان وفلان من أضرابهم من أساطين العلماء وحملة البيان؟ أو قل علمنا عنها، ولكن هل ندري أين هي؟ فإلى متى هذا الخمول وإلى متى الهجران؟ أصبح الغير يشرب من كأسنا، ويجعله في كأسه، حتَّى إذا صاغه في ميناه الجديدة قدَّمها لنا بيد كلُّها كبر، بدعوى أنَّها اختراعه، فنضطرُّ أن نقف أمامه مطأطئي الرؤوس لجهلنا ومعرفته، ومكتوفي الأيدي لطول باعه وقصر باعنا.

لِمَ نمضي ندرس تاريخ الإسلام من جامعات الغرب، وندرس الكيمياء في كليات الغرب؛ وهل سنَّ علم الكيمياء غير جابر بن حيَّان؟

نتغنَّى بملحمة الإلياذة، وننسى أنَّ في تراثنا الخالد ما لو جُمع واعتز به، وقُدم بحلَّة تلائم العصر من شرح وتحقيق لأغنانا عن الالياذة وغيرها، ونتغنَّى بفلسفة شوبنهور، وننسى أن في حقل العلوم الإسلاميَّة ما يثبت بالدليل الوجدانيِّ على فسادها ودحض مدَّعياتها، ونلهج كذلك بهوميروس وأضرابه، وننسى الرَّضيَّ، والحمداني، والمعرِّي، وكأنَّنا لا سابق لنا في المعرفة، ولا يد لنا في العلم، ولا مشاركة لنا في الأدب.

نعم ليس الذنب ذنبهم إذا نظروا إلينا بعين السخرية، وترفَّعوا أن يتجاروا معنا في حلبة الميدان؛ بل الذنب ذنبنا فما جزاء من هجر أصله، وترك منزله واستعار مغزل غيره إلَّا هذا؟

بربِّك قل لي: هل شبابنا يعرفون عن الطوسيِّ، والحلِّيِّ، وابن حيَّان، وابن سينا، وأضرابهم كما يعرفون عن نيتشه وشيلر وأمثالهم؟ قل لي بربِّك: هل شبابنا يعرفون عن الرَّضيِّ، والمتنبي، والفرزدق كما يعرفون عن شكسبير وجوته؟

فإلى متى هذا الخمول وإلى متى هذا النوم؟ القافلة قد سارت تشقُّ لها طريقًا في الحياة والدليل كاد أن يصل إلى المرحلة الأخيرة.

فمتى تسير قافلتنا ومتى يتهيَّأ الركب للمسير؟ ما لنا وقد عدنا ينطبق علينا «أذلَّة خاسئين تخافون أن يتخطَّفكم الناس من حولكم»؟ وقد أوضح الله – سبحانه- لنا الطريق ببركة قادتنا الذين حملوا مشعل العلم، فأناروا السبيل لنا، وأوضحوا لنا المعالم لنسير على الهدى، والخطِّ الذي رسموه، وعلَّموه.

وختامًا أقول، وملء نفسي الألم لولا بصيص من نور الأمل:

هذي يدي للمصلحينَ أمدُّها

إن كانَ تنفعُ مُصلحًا هذي اليَدُ

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى