أقلام

الكبار المتسلطون سبب في فساد الصغار ببيئة العمل والمجتمع

جواد المعراج

إن تواجد الشخصيات المتسلطة وازديادها بكثرة له آثار سلبية على البيئة العملية أو الاجتماعية، وفي المكان الذي تعيش فيه فئة الصغار، حيث أن هؤلاء العينات مهوسين بالسيطرة والتحكم في الآخرين بأي وسيلة مؤذية نفسيًّا، ومن هنا عند لحظة التعامل مع هذا النوعيات المؤذية يجب أن تكون الأطراف الصغيرة هادئة ومنتبهة حتى لا تقع في فخ السيطرة والأساليب التي تستخدمها هذا الشخصيات الشريرة.

وغالبًا ما يميل هؤلاء الكبار المتسلطون إلى إلقاء اللوم على من حولهم واتهام الصغار في العمل أو المجتمع بأوصاف محددة، لكي يتحكموا بهم بأي طريقة، وعندما تكون لدى الشخص سلطة يجب أن يستخدمها في مجال التعامل مع الناس بمرونة وهدوء واحترام دون ممارسة الظلم والتخريب تجاه الصغار.

ومن الضروري على الصغار إذا التقوا بهذه العينات في مكان العمل أو المجتمع أن يسيطروا على أعصابهم، حتى تغضب الشخصية المتسلطة، لأن استفزازها يجعلها أكثر إيذاءًا وهجومًا بسبب التعامل معه باستخدام اللغة الهجومية والمثيرة للعصبية.

وهكذا الأمر عند التعامل مع الزملاء المتسلطين أو المدراء أو المسؤولين الكبار الذين يتواجدون في المناطق النائية البعيدة أو القريبة أو المكاتب العملية وغيرها من أماكن أخرى، وما أسوأ أن يتأثر الصغار ويكتسبوا من هذه الشخصيات صفات سيئة تجعلهم يصبحون في المستقبل ناقمين ومتنمرين، وبهذا الأمر تكون النفوس والأمزجة سيئة بسبب كثرة التعرض للاضطهاد النفسي الذي يؤدي إلى استخدام السلطة عن طريق تدابير عنيفة تشكل خطرًا على تصرفات الصغار في المستقبل.

وبذلك الصغار عرضة للخطر النفسي والإصابة بالقلق والتوتر الزائد الذي يخلق حالة من الضعف في الشخصية والخوف من التحدث أمام مجموعة من الناس بسبب وجود شخصية متسلطة تسعى غالبًا لفرض رأيها بقوة والسيطرة على تصرفات الصغار من خلال البحث عن أي زلة أو خطأ؛ حتى تكون لديها فرصة في استغلال الضحية والتحكم بها دون احتواء تلك الأخطاء وحلها، بل الميل للتعنيف والعصبية تجاه الأطراف الصغيرة.

وبعد التعرض للاستغلال من قبل المتسلطين الكبار يؤدي ذلك لجعل الطرف الصغير يكره الآخر ويحقد عليه بشدة لفترة طويلة من الزمن إلى أن تصبح تلك الصفات والسلوكيات عادة سلبية متجسدة بين كل جيل وآخر، ومن هذه النقطة نرى أن التسلط المبني على التدابير العنيفة وإساءة استخدام السلطة سبب في انتشار الفساد في أماكن العمل أو المجتمع.

والفساد المبني على التسلط له آثار مدمرة نفسيًّا؛ فهو سبب في التفرقة والفتنة بين الكبار والصغار لأن هذا السلوك يخلق مشاكل ولا يسعى لحلها أو لا يتعامل مع كل خلاف يحدث بصورة إيجابية، بل هدف التسلط هو التفكير في المصالح الشخضية فقط دون الاهتمام بالمصالح العملية والاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى