أقلام

مصاب زين العباد (ع)

عادل الحسين

قَدْ قَذَتْ عَيْنِي بِحُزْنٍ وَسُهَادِ
وَبَكَتْ فِي حُرْقَةٍ زَيْنَ الْعِبَادِ

وَفُؤَادِي مِنْهُ سَالَتْ أَدْمُعٌ حَرَّى-
يُنَاجِي رَبَّهُ يَوْمَ الْحِدَادِ

نَادِبًا زَيْنَ عِبَادِ اللهِ طُرًّا
بَاكِيًا عَبْدًا حَكِيمًا بِرَشَادِ

كَمْ بَلَاءٍ زَادَ مِنْ أَرْزَائِهِ فِي
عِلَّةٍ هَدَّتْ كَيَانًا لِعِمَادِ

وَعَلَى نَطْعٍ مُسَجًّى فِي الثَّرَى-
أَلْقَوْهُ مِنْهُ بِجَفَاءٍ وَعِنَادِ

وَلِأَيْتَامٍ بَكَتْ عَيْنَاهُ حُزْنًا
إِذ يَرَاهُمْ فِي فِرَارٍ مِنْ أَعَادِي

وَشَبَابٍ أَرْهَقُوهُمْ بِسِيَاطٍ
صَيَّرُوهُمْ طَوْقَ حِصْنٍ لِلْجِيَادِ

وَنِسَاءٍ بَعْدَ خِدْرٍ سُبِيَتْ مِنْ
أَرْذَلِ النَّاسِ بِغَدْرٍ وَرِعَادِ

وَيَرَى السِّبْطَ حُسَيْنًا قَمَرًا-
يَسْمُو بِآفَاقِ الْهُدَى رَغْمَ السَّوَادِ

وَرَأَى النَّارَ لَهِيبًا حَوَّلَتْ-
خَيْمَاتِهِمْ فِي كَرْبَلَاءٍ لِرَمَادِ

لَهْفَ نَفْسِي لِعَلِيٍّ وَهْوَ فِي-
أَغْلَالِهِ قَدْ قِيدَ ظُلْمًا بِصِفَادِ

وَعَلِيلٌ جَرَّحَتْ جَامِعَةٌ-
أَوْدَاجَهُ قَهْرًا يُعَانِي مِنْ قِيَادِ

قِيدَ بِالْأَضْغَانِ مِنْ مِصْرٍ إلَى مِصْرٍ-
وَأَحْقَادُ الْعِدَى مِثْلُ الزِّنَادِ

يَا لِشَامِ الْجَوْرِ زَجَّتْ قَلْبَهُ فِي
أَلَمٍ لَمْ يَلْتَئِمْ دُونَ ضَمَادِ

لَمْ يَجِدْ فِيهَا سِوَى ظُلْمٍ وَقَهْرٍ
وَحَدِيدٍ وَشَتَاتٍ وَسُهَادِ

يَا تُرَى بَعْدَ الْحُسَيْنِ السِّبْطِ هَلْ-
طَابَتْ لَهُ عَيْنٌ بِنَوْمٍ أَوْ رُقَادِ

لَمْ يَذُقْ زَادًا هَنِيئًا أَبَدًا إِلَّا-
بِسَيْلٍ مَازِجًا دَمْعًا بِزَادِ

وَوَلِيدُ الْبَغْيِ قَدْ جَارَ عَلَيْهِ
بِعِدَاءٍ وَبِسُمِّ وَاضْطِهَادِ

فَقَضَى بِالسُّمِّ مَظْلُومًا شَهِيدًا
فَلْنُوَاسِي جَدَّهُ خَيْرَ الْعِبَادِ

وَنُوَاسِي أُمَّهُ الزَّهْرَاءَ رَوْحًا
وَبَنِيهِ تَارَةً أُخْرَى نُغَادِي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى