منبر بشائر

الشيخ الصفار يحذّر من أمية ثقافية بالعزوف عن القراءة وسطحية التفكير

بشائر: القطيف

حذّر سماحة الشيخ حسن الصفار من الأمية الثقافية التي تعني قلة الاطلاع المعرفي، وضعف الاهتمام بالفهم والتحليل.

وقال: بعض الناس لا يجتهدون في تنمية قدراتهم الفكرية للفهم والادراك، فحتى لو قرأوا تكون قراءتهم سطحية تخلو من التفكير والتأمل.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: الأمية الأبجدية والأمية الثقافية.

وبمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية الذي احتفى به العالم يوم الثامن من سبتمبر، تأسف سماحته أن مجتمعات كثيرة لا تزال تعاني من انتشار الأمية.
وتابع: حسب الإحصاءات الأخيرة الصادرة عن منظمة اليونسكو للأمم المتحدة هناك أكثر من 750 مليون نسمة على الأقل من الشباب والكبار يعجزون عن القراءة والكتابة.

وأضاف: وهناك 250 مليون طفل يفشلون في اكتساب المهارات الأساسية للقراءة والكتابة. وتصل نسبة من يجهلون القراءة والكتابة من سكان العالم البالغين إلى 17%.

وأشار إلى وجود “69.4 مليون إنسان ممن هم في سن 15 عامًا فما فوق يعانون من الأمية في العالم العربي كما يشير تقرير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالسكو)”.

وذكر أن الاحتفاء بهذا اليوم الذي قررته منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة قد بدأ سنة 1967م، من أجل التذكير بأهمية التعليم، والعمل من أجل تقليص حالة الأمية التي يسود انتشارها خاصة في البلدان الفقيرة.

الأمية الثقافية
وأوضح سماحته أن التقدم في محو الأمية الأبجدية انجاز مهم وأساس لكل مجتمع إنساني.

وأستدرك: لكن هناك نوعًا آخر من الأمية يطلق عليه الأمية الثقافية، وقد يكون في وسط من يتجاوزون الأمية الأبجدية.

وتابع: قد يتقن الإنسان القراءة والكتابة لكنه لا يستفيد منها في اكتساب الثقافة والمعرفة، بل يقتصر على الحد الأدنى من استخدام القراءة والكتابة في ضرورات حياته.

وبيّن أن الأمية الثقافية تعني قلة الاطلاع المعرفي، وضعف الاهتمام بفهم وتحليل ما يطلع عليه.

ومضى يقول: إذا كان محو الأمية الأبجدية يرمز إلى تمكين الفرد من القدرة على القراءة والكتابة، فإن محو الأمية الثقافية يتمثل في الوعي العميق بالمضامين الثقافية القائمة في المجتمع، واستيعاب رموزها واشاراتها ومعانيها.

وأشار إلى أن من يحققون الإنجازات والمكاسب في العالم هم رواد الثقافة والمعرفة.
واستشهد بوارن بافت (أكبر مستثمر أسهم في العالم) الذي يقضي ما بين 5 إلى 6 ساعات يوميًا في قراءة الكتب والمجلات والصحف، وكذلك بيل غيتس (مؤسس شركة مايكروسوفت) يقرأ خمسين كتابًا كل عام، وأمثالهم.

تنديد القرآن بالأمية
وقال سماحته: لعل الآية الكريمة {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} التي جاءت في سياق الحديث عن اليهود في العهد النبوي، تتحدث عن هذا النوع من الأمية وهو الأمية الثقافية.

وتابع: وفي ذم هذه الحالة عند اليهود تحذير للمسلمين أن لا يصابوا بها، فيقرأون القرآن ولا يسعون لفهم آياته والتدبر فيها.
للمشاهدة:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى