أقلام

الجار

أمير الصالح

لعل من أهم مواطن المشادات بين الجيران
– استخدام الشارع كمتنفس للمراهقين.
– تحديد مكان صندوق القمامة العام.
– محدودية مواقف السيارات مع تكاثر عددها.
– الإزعاج بطرق مختلفة من قبل بعض الجيران
– كثرة الضيوف المزعجين الواردين لأحد الجيران
– كثرة العمائر السكنية المجاورة للفلل السكنية
– التكدس السكني في مناطق محددة.

في زمن العولمة حيث انبثاق مدن جديدة وانتعاش أسواق عمل متعددة وجديدة متقدمة، وبروز مرافق راقية ومنازل عصرية، برز في المقابل وفي بعض المناطق والدول هبوط الأنشطة الاقتصادية للمدن القديمة وهجرة جماعية من بعض القرى التابعة لها، وضمور الأسواق التراثية القديمة. أضحت تلكم المتغيرات ملموسة لمس اليد وأحدثت تشكلات جديدة على مختلف الأطر والأصعدة. ولعل أطار ديموغرافيا الجيران في المدن الجديدة أمر ملموس بشكل عميق جدًّا. للمخضرمين من السكان، فمعظم أبناء الجيل السابق أتيحت لأبنائهم فرص وظيفية في العواصم والمدن الصناعية الجديدة. وعليه تم انتقال معظمهم إلى أحياء مدن جديدة حيث سكن جديد وتخطيط عمراني جديد وجيران جدد من مناطق ودول مختلفة. وهنا تبرز فنون رسم الخطوط العريضة للعلاقات مع الجيران الجدد الذين قد لا يتعدى أفق المشتركات معهم سوى أنهما يعملان في الشركة. ذاتها أو يقطنان في الشارع ذاته.

ولمن أتيحت له الفرص للسكن في عدة مدن داخل وخارج الوطن، حتمًا صادف ويصادف أنواعًا ذات أنماط مختلفة سلوكيًّا من الجيران الجدد، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
الجار الهادئ والجار المزعج، الجار المؤدب والجار الوقح، الجار النظيف والجار القذر، الجار الملتزم أخلاقيًّا والجار المنفلت سلوكيًّا، الجار البشوش والجار العبوس، الجار المحافظ على الحقوق والجار المنتهك لها، الجار الأمين والجار السارق، الجار المنظم والجار العشوائي.. إلخ.

أعلى سمة مميزة لكل الملل والنحل من المسلمين قاطبة هو الاهتمام بموضوع الجار وحقوقه وحسن الجوار، وهذا الأمر ناتج عن الاتباع الطيب للتربية النبوية الشريفة لأبناء الأمة الإسلامية. وكان الجار في أزمنة ما يحل محل الأخ في التعاضد وينتج عن طيب العلاقة بين بعض الجيران مصاهرة ونسب وتزاوج. ويردد كل أبناء الديانة الإسلامية بأن الرسول الكريم محمد (ص) أُوصى بسابع جار، وفي الوقت ذاته ومع شديد الأسف بعض ذلك البعض ينتهك حقوق جاره الأول فضلًا عن انتهاكه لحقوق الجار الأبعد. والأدهى أن ذلك البعض يتبجح بأنه ينتمي للشجرة النسبية الفلانية والنسب الفلاني والفخذ العلاني ! لا أعلم إن كان ذلك الادعاء يعطيه الحق في انتهاك أبجديات حقوق الجار. وما أقبح صنعًا ممن يعتقدون بشيء ويمارسون ما هو ضده. أي دم آري مغلف بأغلفة فاخرة يتنطع البعض بها!

ولعل من عناصر النجاح في الحياة مع الجوار الجغرافي في محيط شارع السكن تذليل الصعاب والتغلب على مواطن التماس بين الجيران بالاتفاق على:

– تحديد مكان صندوق القمامة العامة.
– عدم الوقوف أمام منازل الجيران وكراجاتهم
– تخصيص مواقف سيارات لسكان العمائر السكنية
– عدم استخدام المنبهات الصوتية ليلًا أو في بداية الصباح لتجنب الإزعاج وإيقاظ كبار السن.
– إلزام الضيوف بإيقاف سياراتهم في أماكن مفتوحة وبعيدة عن بيوت الجيران
– إغلاق أكياس القمامة بإحكام عند رميها تجنبًا لانبعاث الروائح الكريهة ومنعًا لتزايد القطط والفئران
– حضر تربية حيوانات تصدر لأصوات عالية مزعجة كالكلاب والديكة والتيوس
– حظر ومنع غرس شجر كثيف التمدد ومتعدٍّ على حدود الجيران.

واستثمر هذا المقال للمطالبة بإصدار لوائح تنظيمية من البلديات المحلية:

١- تغرم وبأثر رجعي كل ملاك العمائر السكنية داخل الأحياء السكنية الذين لا يوفرون مواقف لسيارات المستأجرين.

٢- إعادة تأهيل استحقاق أراضي الخدمات العامة لما كانت مخصصة له طبقًا للمخططات الأصلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى