بشائر المجتمع

هويدا الجشي تلوّن (آراء وأصداء) برتوش إبداعها عبر أمسية فنية

رباب النمر: الأحساء

ضمن سلسلة لقاءات مجموعة ملتقى آراء وأصداء وفعالياتها الثقافية والمجتمعية استضافت التشكيلية سهام البوشاجع عضو إدارة المجموعة، الفنانة هويدا الجشي في حديث ملون بنكهة الفن في مساء شرع بوابات الإحساس والتأمل وحديث الفن المتخم بالعطاء والجمال والإبهار والإبداع، فعبر عن تجربة الفنانة، ووقف عند محطات مشاركاتها ولوحاتها المتميزة، واتجاهاتها الفنية وبصمتها وأسلوبها.

بدأت التشكيلية سهام أمسيتها الفنية بمقدمة جاء فيها:

(جبلت الروح على حب الحياة وأسرها جمالها الطبيعي فراحت تبحث عنه في كل مكان وفي كل وقت، حتى علمت أن ثمة جمال يقبع بين دفاتر الرسامين، وثمة سحر يلف أدواتهم، وثمة حياة جديدة تشاهد في لوحاتهم.
وحتى نحلق في عالم ذك الجمال والسحر وتلك الحياة عقدنا حوارا بسيط مع إحدى فنانات المنطقة. اشتهرت بالفن التشكيلي وحاكت مدارسه، وجسدت للمجتمع جمالا من نوع آخر وحياة ملونة بألوان الزيت تختلف عن كل أنواع الحياة)

لتتدفق التساؤلات، وشلالات الإجابات البانورامية الفنية.

بداية طفولية
في البدء حبذا لو تعرفي بنفسك فنيا، كيف ومتى كانت بداية علاقتك بالرسم والألوان؟

هويدا عبد الهادي الجشي فنانة من القطيف. عضوة في جمعية الفن التشكيلي بالقطيف، شاركت في الكثير من المعارض التشكيلية الفنية داخل المملكة وخارجها. ونفذت العديد من الورش والبرامج التدريبية والتربوية والفنية في مجال العمل بوزارة التعليم، وبشكل عام في المجتمع.

بداياتي مع الفن منذ الصغر بدأت بخربشات طفولية، ثم اتضحت ميولي الفنية كلما كبرت. وبدأت فنامة محترفة في المعارض الفنية في جامعة الملك فيصل بالأحساء أيام الدراسة الجامعية، وشاركت في المعارض. حتى التقيت بنادي التشكيل بالقطيف، وكذلك استمر العمل معهم حتى الوقت الراهن.

كانت أعمالي طفولية جدًّا، ووجدت تشجيعًا كبيرًا من والدي ووالدتي حفظهما الله، وكانت عائلتي فنية، ولكل فرد منهم مجاله في الفن. كان والدي رسامًا وخطاطًا، وربما لم يمارس هذه الهوايات بشكل موسع ولكنه كان يهوى ممارسة الرسم والخط بين وقت لآخر لكونه صيدلانيًّا.

الفن رسالة عظيمة
هل الرسم والفن رسالة أم مجرد هواية و موهبة؟ وإذا كان رسالة فما هي رسالته؟

الرسم في البداية هواية يمارسها الشخص، ومواهب تتضح معالمها كلما طورها الشخص، ونماها وطورها بشتى المجالات، ويتجه الفنان إلى الاحتراف وتتضح أساليبه وطرقه الفنية والتشكيلية واتجاهاته كلما توسع في هذا المجال. وللفن رسالة فهو لصيق بالمجتمع ولا يستغني كل مجتمع عن فنان يبرز هوية أو قضية في المجتمع. ولذلك فإن رسالة الفن عظيمة. وفي المملكة فنانون، وكذلك خارجها، لديهم باع طويل في هذا المجال.

المشاعر والألوان بوصلة الفنان

هويدا … هذه بعض رسوماتك فهل تتبعين مدرسة معينة فيها؟

يوجد الكثير من المدارس الفنية التشكيلية، وكل فنان بتجه بأسلوبه إلى شيء مشابه للمدرسة التشكيلية لينتهجها. وأنا أعد الأعمال التي أعمل عليها ربما تنبع المدرسة الانطباعية أو التأثيرية أو الوحشية أحيانا لأن الألوان تكون صريحة جدًّا وتتبع الفنان ماتيس، ولوحة أخرى تميل للمدرسة التأثيرية. لا أضع في اعتباري أية مدرسة أثناء الرسم، ولكن اتجاه المشاعر والألوان هي التي توجد اللوحة. ولا أستطيع حصر نفسي بمدرسة معينة دون أخرى.

هنا في المنطقة، ولنقل القطيف مثلا، ما هي أكثر المدارس الفنية انتشاراً؟

أي شخص فنانًا كان أو غير فنان يفخر بانتمائه لهذه المنطقة، القطيف الولادة المختلفة بالمبدعين سواء في الفن التشكيلي أو الأدب أو الشعر أو التاريخ. والبيئة تمدنا بالطاقة الخلاقة. ولدينا الكثير من الرواد في المنطقة وأسماء لامعة في مجال الفن التشكيلي.
المدارس الفنية الموجودة سافرت بالفن القطيفي إلى أرجاء المملكة وخارجها. مثل الفنان علي الصفار والفنان منير الحجي والفنان زمان جاسم وغيرهم، ونحن نعتز بهم كأسماء أبرزت الفن القطيفي.

أما أكثر المدارس الفنية انتشارا، نبدأ بالمدرسة الواقعية فيرسم الفنان ما يراه دون أي تعديلات أو تحريك وهذا يمنحه قوة عند الرسم، ثم يتجه اتجاهات أخرى مثل المدرسة التكعيبية والسوريالة والتأثيرية والإنسانية والوحشية وكذلك المدرسة المستقبلية التي يرسم كثير من الفنانين في اتجاهها ذاته.

النقص لا يبخس الجمال

لفت انتباهي في لوحتين لكِ أحدهما دون عين والأخرى دون يد، فهل تريدين أن توصلي رسالة إلى أن المرأة مكبلة في مجتمعنا مثلا؟

عندما كنت أرسم المرأة كنت أتعمد رسم وجه غير مكتمل، بعين واحدة أو دون فم، وقد علق على ذلك بعض النقاد بأن قصدي أن هناك شيء ينقص المرأة في المجتمع، ولكن الحقيقة أن هذا القصد بعيد جدًّا، بل أقصد أن المرأة جميلة في كل أحوالها وهي مكتملة حتى لو نقصتها أشياء في منظور البعض أو في منظورها هي ذاتها، فالمرأة جميلة بطبيعتها وأنوثتها ولا تحتاج إلى مكملات، بل هي كاملة. ولذلك على الرغم من النقص في اللوحات إلا أنها جميلة. وقد أرسم الشعر بطريقة ملفته للتدليل على أن لكل امرأة جمال خاص.
لا أقصد حرمان النساء اللواتي أرسمهن من إحدى عيونهن وأبخسهن جمالهن، بل كانت في محيطي نساء جميلات ومنهن جدتي التي خسرت عينها ولكني أراها عين الجمال، ربما هي تنظر أن خسارتها لهذه العين قللت من جمالها، ولكني أراها أجمل الجميلات ولا أزال.

ولا يعني نقصان شيء منا أن نكون قد خسرنا جمالنا، بل من الممكن تعويضه بأشياء أخرى غير الخلقة كالأخلاق وجمال الروح الطيبة الشفافة التي تحتوينا، وقد نلمس ذلك في شخص أقل من الآخرين في مراتب الجمال، ولكن الروح تشعر بجماله بشكل يفوق أجمل الجمال.

ما هي الرسالة التي تحاولين نشرها من خلال هذه اللوحات التسعة التي عرضت في أحد المعارض للمرأة؟

كان هذا العمل تسع لوحات ومقاسه ٣٠ سم، وكل لوحة تعبر عن المرأة بطريقة، ويجمعها اللون الواحد والضربات الواحدة. وكان العمل عبارة عن جداريات مصغرة، واسم المعرض اللوحات الصغيرة وشاركت فيه بمجموعة من اللوحات. وموضوع العمل هو أن المرأة عبارة عن شجرة تُغرس في أي مكان فتثمر، ولها قوة وبصمة.
وقد علق الفنان التشكيلي حافظ المؤمن أثناء عرضها وزيارته للمعرض، حيث تأثر باللوحات وبكى وقال: لقد شعرت بهذه اللوحات ولامست وجداني وروحي، ورأيت أمي بقوتها وصبرها ومشاعرها العظيمة التي احتوتنا. وقد كان يصف العمل دون أن أتكلم أو أقوم بالشرح، بل كان هو الذي بتكلم ويشرح.
هذا النوع من المتلقين لما يحضرون المعارض ويتحدثون عن اللوحات تسعد الفنان كثيرًا.

الفن هو الجمال

كونك فنانة وأستاذة في وزارة التعليم وعلمت أجيالا فن الرسم، ما الفرق بين أن تتعلمي الفن لك أنت وأن تعلميه لغيرك؟

منذ الصغر كنت أشعر أن الفن هو الجمال ولم تكن هناك مفردة تعبر عن الفن مثل الجمال.
عندما أرسم لوحة وأمارس هذه الهواية أستغرق ساعات طويلة لدرجة تثير استغراب أبنائي حيث أجلس أمام اللوحة من الفجر حتى الثانية صباحًا دون كلل ولا ملل، بل أعيش مع اللوحة. كنت أعيش هذا الجو منذ الصغر. والآن حينما أُدرِّس الأجيال أحاول أن أغرس حب الفن فيهن باعتباره شيئا أحبه، ولم يكن الرسم بالنسبة لي مادة إلزامية ينبغي أن تدرسها الطالبة وتمنح عليها الدرجات، وكان يهمني بالدرجة الأولى تحبيب الطالبات بالفن والقدرة على التعبير عن النفس، فكان شيئا جميلا أن تراجعني طالباتي اللواتي درستهن من سنوات ويعرضن علي لوحاتهن وقد وصلن إلى مراكز عليا في التربية الفنية وأصبحت بعضهن مختصات، وبعضن زميلات لي في مهنة التدريس.
ومن الجميل بالنسبة لي أن أدرس وأعلم واتعلم معًا.

كيف نتعلم الرسم

أحب الرسم لكني لا أعرف كيف أرسم فهل يمكنني تعلم الرسم؟ هل هذا النوع من الأسئلة يتكرر عليكم؟ وكيف يتم الإجابة عليه؟

هذا أكثر سؤال تسأله طالباتي وهو كيف أرسم وأنا لم أتعلم كيف أرسم؟ ولم يكن رسمي جميلًا يومًا ما؟
وجوابي هو السبب أن الإنسان لم يجرب الرسم ولم يمارسه فلا تكون لديه حرفية.
ونحن عادة نتكلم عن قواعد ومعايير نتبعها فنستطيع أن نرسم.
وتبدأ الطالبات بالرسم بناء على توجيهات وإرشادات وخطوات، ثم يتفاجأن بأنهن أنجزن لوحة كان من المستبعد إنجازها. وهنا يظهر التفاوت والفروق الفردية، ويقال التعليق نفسه في ورش العمل والدورات التي كنت أقيمها. يضاف إلى ذلك كثرة التدرب والمران واستخدام القلم الرصاص في الاسكتشات يقوي ملكة الرسم.

لكل لوحة مشاعر

ما هي أكثر المشاعر أو اللحظات التي تدفعك إلى الرسم وتظهر تلك الرسمة جميلة كما يريدها الفنان؟

أي عمل فني هو عبارة عن تراكمات من مشاعر إيجابية أو سلبية، مشاعر حزن أو تأثر، أو حدث شخصي أو اجتماعي أو عالمي يؤثر في الفنان ويدفعه للتعبير عنه، مثل الكاتب والشاعر عندما يؤلف قصيدة، الفنان يعبر باللون. وقد تدفعنا هذه المشاعر إلى تخليد تلك اللحظة في اللوحات.

هناك لوحات كنت أبكي وأنا أرسمها بسبب استحضار الشخصية التي أرسمها وكنت أتحدث أحيانًا مع الشخصيات التي أرسمها. وقد أحمل في داخلي مشاعر حنين للماضي وأعبر عنه، و أتذكر اللحظة التي كنت أشعر بها في هذا الوقت وأعبر عنها. ومن المهم أن يستبعد الفنان لحظات الغضب عند التعبير، وقد يستغرب الفنان من نفسه كيف أنتج لوحة بهذا الشكل عند التنفيس عن حالة غضب. أرسم في حالة مشاعر حنان أو تغلبني دموعي، أو ابتسامتي. ولكل فنان أجواؤه.

الفنان الغاضب

ما الذي يمكن أن يحدث لو أن الفنان رسم وهو مليء بالغضب؟

قد تكون لوحة غاية في الجمال، ولكن الألوان تختلف وضربات الفرشاة تختلف فقد تكون لطخات قوية وألوان نارية وفيها هيجان فتختلف مشاعر اللوحة، ويشعر بها المتلقي والجمهور الذي يتفاعل بدوره مع اللوحة.
أما الفنان الغاضب فيكون قد نفس عن حالة غضب كان يعيشها ويهدأ بعد ذلك، فمن مميزات الرسم أنه يمتص الانفعالات ويعيد التوازن للنفس، والفنان محظوظ في هذا الجانب.

الرسم الكلاسيكي والرسم الرقمي

هل يوجد فرق بين الرسم الرقمي والرسم على الكراس؟ وما مدى جمالية كل منهما؟

الرسم المباشر بأدوات الرسم وخاماته المتعارف عليها مارسناه، أما الفن الرقمي فتقنية جديدة هو ما نطلق عليه digital art، وكلاهما فن لممارسته مذاقها المختلف، وبالإمكان التعبير بفرشاة حقيقية أو رقمية. وهناك فنانات خضن مسيرة حافلة بالعطاء من خلال الفن الحاسوبي مثل الفنانة سكنة حسن من القطيف ولديها مساحة في جامعة كاست، وغيرها فنانون كثر في المنطقة. وقد يعد بعض النقاد الفن التشكيلي الأساس هو الذي يمارس فعليا بأدوات الرسم المادية المتعارف عليها، ولا يعدون الرسم الرقمي فنا، ولكن عن تجربة لكل من الفنين مزاياه وله وقت وجهد، والفن الرقمي الآن يكتسح الساحة ويحتاج إلى ممارسة وحذق بأدواته.

مقاسات الرسم

هل يختلف الرسم كجودة وقدرة بين كونه على ورقة مقاسها 10 سم x 10 سم وبين ورقة مقاسها 100 سم x100 سم؟

بالنسبة لمقاسات الرسم، قد يستخدم منها فنان ١٠×١٠ سم٢ فيرسم بها لوحة رائعة، بينما تكون لدى آخر من الرسامين الذين يرسمون لوحات كبيرة (٣ أمتار) لا يستطيع أن يرسم كما يرسم الفنان الذي يرسم المنمنات، والعكس صحيح فالفنان الذي يرسم الأشياء الصغيرة لا يبدع في رسم المقاسات الكبيرة، فلكل فنان اتجاهاته وميوله. ففي بعض الأحيان قد يرسم الفنان لوحة كبيرة وهو لا يمتلك القدرة قد يكون العمل ركيكا وكل ذلك ينبع من الفنان، وطريقة عمله وتوجيهه بشكل سليم.
قد تكون هناك لوحة بمقاس ٣٠×٣٠ سم٢ تتضمن كل معايير جودة اللوحات الفنية، وهناك لوحة بمقاس ثلاثة أمتار أو أربعة وتفتقد معايير الجودة.

نجد نتاج كبار الفنانين مثل لوحة الموناليزا أو الجيوكاندا لوحة صغيرة المقاس (٥٠×٧٠سم) وقد أجادها ليوناردو دافنشي التي تختزل تاريخا من الفن، ولا تزال متربعة على قمة الجودة الفنية.

طائر يحلق عبر لوحات هويدا

لاحظت كثيرا في رسمك لوحات يتخللها طائر فهل له معك قصة أو يحمل رمزا معين؟

الطائر أو العصفور يشكل رمزا في أعمالي ويكرر كثيرًا. قد تكون مجرد إضافة جمالية، ولكننها تشكل لي في أعمالي رمزًا معينًا، فقد أرسمها حبيسة أو محلقة، وأحيانًا متكئة على يد بحنان، وأنا أرمز بالعصفورة للنفس الإنسانية التي قد تكون مطمئنة أو لوامة أو محبوسة بالذنوب، أو منعتقة ومحلقة لله رب العالمين. وأحب رمز العصفورة عندما أعبر عن معنى صوفي.

فالنفس تحلق مع الله إلى رحاب واسعة، فلا يحدها شيء. في أحد أعمالي كانت الألوان نارية حيث ترمز إلى كثرة الذنوب التي تدنس الروح ولا تتركها تصل إلى الله ولا إلى الملكوت الأعلى ولا إلى الشفافية.

المعارض الفنية

شاركت في العديد من المحافل والمعارض ما الذي أضافت لك هذه المشاركات؟ وما مدى حجم المشاركات التي يقدم عليها الفنانون الرسامون في المنطقة أو خارج المنطقة؟

شاركت في محافل كثيرة، وكانت أولى مشاركاتي بجامعة الملك فيصل حيث كانت موهبتي ملفته هناك، وقد كنت أدعى إلى كافة الفعاليات التي تقيمها الجامعة، وعندما أرسم رسما موجها لجمهور المعارض التشكيلية وأشارك، فإن هذه المشاركات تضيف لي الكثير حيث الجمهور يعلق ويبدي رأيه ويطرح تساؤلات واستفسارات، فيسألون عن تقنيات معينة أو دورات، وهذا يجعل من الفن جماهيريا بدلا من أن يرسم الفنان لنفسه فقط.

وحجم المشاركات بالقطيف كبير جدا، وتسعى أن تصل للعالمية.

الرسم والفنون الإبداعية

هناك تداخل بين الرسم وأساليب تعبيرية أخرى أخرى مثل الشعر أو القصة والرواية والموسيقى، كيف تنظرين لهذا التداخل والتعاطي هل تشعرين به؟ وهل تستفيدين منه؟ هل توحي لك قصيدة بفكرة لوحة أو تحولين قصة إلى لوحة مثلا؟

من الممكن أن تتداخل الأشياء وتهب الفنان حالة جميلة تنتج عنها لوحة أو قصيدة يطلق عليها عمل فني. قد يصاحب الفنان وهو يرسم مقطوعات موسيقة أو قصيدة معينة.
كان لدي عمل ذات مرة مصاحب لموسيقى معينة ورواية كنت أقرأها ليوسف السباعي، كل هذه الأشياء التي اختزلتها مثلت العمل نفسه أثناء الرسم. وقد مر الآن على اللوحة ٢٥ عاما، وعندما أشاهدها الآن أسمع الموسيقى ذاتها أو أقرأ كلمات الرواية نفسها.

شروط المعارض التشكيلية

هل توجد شروط معينة لإقامة معارض فنية؟ وما رأيك بحجم الإقبال على المعارض المقامة لدينا في المنطقة؟

كل معرض له شروط مختلفة عن الآخر، فهناك معارض يجمعها موضوع واحد أو لون واحد أو مناسبة واحدة، وهناك أحيانا شروط في مقاسات اللوحات أو المواد الخام المستخدمة
ولكل معرض شروط يحددها القائمون عليه.
أما حجم الإقبال فهو كبير في المنطقة الشرقية وتطلب منا المشاركة الكثير من المعارض التشكيلية.

توجيه الفنانين

من خلال تعاون الكثيرين من الفنانين والاطلاع على فنونهم المختلفة هل ممكن أن توجهي أحدهم إلى طريقة رسم أو تلوين أو توجيه معين في رسمه أم أن الرسم هو عالم حر حتى لو خطوط وشخابيط مثل ما يقال، فلا أحد يتدخل في فن الآخر؟

من الممكن أن أتدخل عندما يطلب هو رأيي، أما إذا لم يطلب مني إبداء الرأي أو التعليق فلا أحبذ أن أقحم نفسي في أمر فنان هو مقتنع بما يرسمه. فإذا كان الفنان مبتدئا وطلب ملاحظة في عملية التكوين أو التلوين فلا أبخل بها حيث تعلي من شأن أعماله مستقبلا.

أما أن نلقي أحكامنا بأوامر أو انتقادات أو فرض الرأي فليس من المناسب، وما هكذا تورد الإبل.

من يقود الآخر؟

عالم الفن الذي تعيشينه هل هو من يقودك أم أنت من تقودينه؟

الاثنين، فأحيانا هو يقودني حينما يدفعني شيء أن أرسم، مثل مشاهدة منظر خلاب لا تستطيعين تجاهله فتؤرخين هذه اللحظة، واحيانا أنا أقود الفن حينما يطلب مني موضوعا معينا أو لوحة معينة فأرسمها وفيها الكثير من مشاعري وأسلوبي.
فأنا أقود الفن والفن يقودني.

عطر الختام

وفي ختام الأمسية الفنية تضوع عطر التكريم بتوزيع شهادات الشكر على الضيفة والمضيفة والطاقم الفني المصاحب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى