أقلام

تخطى حاجز التسويف

أمير الصالح

لعل البعض من الناس صرف الجهد والوقت الكافي بهدف صقل مهارة معينة مثل التحدث أمام الناس أو تحدث لغة أجنبية أو إتقان مهارة اتخاذ القرار، إلا أنه لم ينجز النتيجة المتوقعة. سبب من أسباب عدم الإنجاز على الوجه المطلوب في الوقت المناسب هو: التسويف والتردد 𝐏𝐫𝐨𝐜𝐫𝐚𝐬𝐭𝐢𝐧𝐚𝐭𝐢𝐨𝐧. وللتردد عدة أسباب، منها:

1. الخوف من الإخفاق
2. الخوف من الانتقاد واللوم
3. حب الظهور بمظهر الإنسان الكامل Perfectionist’s Fear
4. وضع صور معقدة وتهويل لكل مهمة عمل مما يحبط العزيمة ويقتل الهمة في نفس صاحبها
5. عدم تمييز الأهم من المهم وخلط الأوراق فتستنزف الموارد والطاقات والأوقات دون أي إنجاز ملموس
6. كثرة الاستماع لقصص الإحباط والفشل فيترسخ مفهوم التردد لدى ذاك المستمع.
7. كثرة مدخلات التشتيت، مما يجعل البعض يهدر طاقته على الهاتف النقال بين مكالمات هاتفية وتصفح للنت وتنقل متكرر بين تطبيقات السوشل ميديا دونما أي هدف محدد
8. الإفراط في القراءة حد الوهم والأحلام دون أي قيام بأي فعل أو ترجمة صادقة لما قرأه في أرض الواقع
9. نتاج سيطرة الآخرين على البعض كسيطرة الأخ الأكبر على الإخوة الصغار أو سيطرة الصديق الأكبر على الصديق الأصغر، فيجعل من الضحية شخصًا مُعاق نفسيًّا أو هزيلًا في اتخاذ القرارات عندما يكبر.

لعل من الجيد إدخال بعض القناعات الفكرية في إعدادات ذهن الإنسان المتردد من بداية رصد حالة التردد لديه ليتغلب على تلك الظاهرة وينطلق في صقل مهاراته واتخاذ قرارته.
نورد هنا بعض من تلكم القناعات التي يحتاجها الجميع وبشكل خاص المتردد أو الضعيف في صنع القرارات في حياته للمضي قدمًا:

١- مفهوم الكمال في الإنجاز من قبل بني البشر هو أقرب إلى اعتقاد لا يطابق الواقع. و عليه على كل فرد أن يعمل أكثر ما في وسعه وليأتِ الآخرون لإكمال ما بدأه أو يحسنون فيه ويطورونه. المهم أنك أنت وأنتِ وأنتم وأنا وأنتن نعمل و لا نتردد أو نتفرج.

٢- اكسب شرف الإقدام على المحاولة بدلًا عن البكاء على فوات الفرص أو التحسر على ما مضى.

٣- خلق النظرة الإيجابية للإقدام على العمل بدلًا عن التردد والمماطلة والتسويف وتجاوز الأوهام السلبية.

٤- السعي لتحويل الأهداف والطموحات الجميلة من خلال وضع خطة عمل زمانية وتنفيذها وعدم الاكتفاء بالعيش في الأحلام الوردية

٥- وضع الأولويات لتحديد الأهم من المهم ثم إنجاز الأعمال ترتيبيًا من الأهم إلى المهم

٦- تجزئة وتفتيت المهمة الصعبة والكبيرة إلى مهمات صغيرة ثم تفعيل خطط العمل لتحقيق الإنجاز بحل كل مهمة صغيرة خطوة بخطوة.

٧- عند استحضار أي تحدٍّ أو معضلة قم بتدوينها وإطلاق ورشة عصف ذهني لحلها ودراسة جدول المخاطر وإدراج الاحترازات المطلوبة ثم أقدم على العمل بعد التوكل على الله العلي القدير.

٨- العمل الجاد للحصول على الاستقلال في خلق قرارات ناضجة فكل نفس بما كسبت رهين.

٩- المراجعة والتحليل قبل اتخاذ القرار هي أدوات ولكن البعض يقلب الادوات إلى مثبطات وهذا أمر من الجيد تجنبه.

١٠- على المربين كالآباء إعطاء فرص للابناء لصقل مهارات صنع القرارات بأيديهم ومواجهة شؤون الحياة اليومية بأنفسهم، وجعل الأبناء يدفعون ثمن قراراتهم بأنفسهم لتكتمل عندهم دورة النضج والمحاسبة الذاتية

لنتذكر جميعًا: النجاح في حل الصعاب التي قد تواجهنا في حياتنا المهنية والأسرية والاجتماعية والمالية هو الطريق لخلق واقع أفضل وإرواء شجرة التفوق وقطف ثمار الإنجاز وخلق المجد الذاتي والجماعي وترجمان ناطق لهويتنا أمام الأسرة وأفراد المجتمع. فكتاب حياتنا نحن من يكتبه عبر يومياتنا المثمرة والفصل الأخير من ذاك الكتاب عادة ما يكون ثمرة الفصول الأخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى