أقلام

احتفاءٌ جماليٌ

محمود المؤمن

في رحاب الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)

بأي احتفاءٍ لائقٍ بكَ نَبدأُ
و ذاتُكَ مأوىً للجمالِ و مَنشأُ
و ذاتُكَ مِرآةٌ يَشعُّ جلالُها
ستَعكسُ ما منهُ السنا يتلألأُ
تساميتَ عن زيفِ الحياةِ بهجرِها
إلى من إذا غبتَ الضمائرُ تَلجأُ ؟
و عسكرتِ الأرواحُ حولَكَ دأبُها
إذا ما استفاقَ الظُلمُ بالحقِ تدرأُ
تُغرَّبِلُ أفكاراً .. تُؤنسِنُ أنفُساً
ليُدرَكَ أن النورَ هيهاتَ يُطفأُ

على وجهِ سامراءَ تُشرُقُ بسمةً
و يَبتلُّ من قَطْعِ المسافةِ موطِئُ
و يثربَ لا تثريبَ إن أمطرتْ دماً
من الشوقِ إن الشوقَ لا يتبرأُ
بينبوعِكَ الأنقى النُهى تتوضأُ
و ينثالُ مجدٌ بالرؤى يَتفيأُ
تُضمِّدُ أوجاعاً ، تُبدِّدُ عُتمةً
فطوبى لأنفاسٍ بذكرِكَ تهنأُ
و مرحىً لأفهامٍ تَسرُّ لها الرؤى
لتصطادَ طيراً في الفضا لا يُخبَّأُ


فما كان ثِقلُ القيدِ يُضعِفُ همةً
لنفسٍ بإيحاءِ السماءِ تُعبأُ
و في البركةِ الأسدُ الضواري لكَ انحنت
تُمجِّدُ آلاءً و بالمكرِ تَهزأُ
فكُلُّ هجومٍ باءَ بالعارِ و الردى
و كلُّ امتثالٍ مُنصفٍ يتشيأُ
إلى العسكريِّ الأمنياتُ تضافرت
لتشكو إلى الموعودِ ما منه تَصدأُ
فيا مُسرِجَ الدنيا بفلذةِ كبدهِ
سيُبسَطُ عدلٌ .. للنفوسِ يُهدِّئُ

فكُلَّكَ يا مولايَ فيضُ ألوهةٍ
و نحن كصحراءٍ من الجدبِ نظمأُ
و بابُكَ بابُ اللهِ يُطرَقُ دائماً
لنيلِ الأماني حيثما نتبوأُ
هنا كلنا نرجو النجاةَ بحُبِّنا
فما السرُّ في الغيبِ الذي نتنبأُ
فنحن لذي القُربى وهبنا مودةً
و أجملُ ما في النبضِ ما يتجرَّأُ
و أعظمُ ما يُهدى الفؤادُ إذا اكتوى
بنيرانِ من يهوى ..الهوى يتدفأُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى